facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعقيب على ما حدث من تعقيب


طاهر العدوان
09-08-2009 03:12 AM

احد المغتربين, المهتمين بالاعلام الذي عاد الى البلاد بعد غربة استمرت في امريكا اكثر من نصف قرن. فوجئ بالحجم الهائل من التغييرات العمرانية والاقتصادية والاجتماعية في عمان, لكنه ابدى ملاحظة مشفوعة بالمرارة عندما قال: (فقط الاعلام الرسمي لم يتغير, خاصة نشرة الثامنة). مارشات واناشيد في الأثير, واخبار رسمية بروتوكولية تتصدر النشرات, وتكرار بث الحدث الرسمي ليومين, مما يعطي الانطباع بان البلد غير مستقر وانه دائما في (ازمة) تستوجب هذا الظهور المكثف (للحملات الإعلامية) على الشاشة.

واستدراكا لأي سوء فهم من قبل زملائي خاصة التلفزيون, اقول, بان القاصي والداني, المغترب والمقيم من الاردنيين, يعلم علم اليقين بان سبب عدم تطوير الاعلام, وخاصة التغطيات والبرامج الاخبارية والندوات, ليس لانه لا يوجد كادر, او لان هناك تقصيرا في الخبرة والتجربة عند مدراء المؤسسات والبرامج, فهذه الكوادر والخبرات رفدت الإعلام المستقل في العالم العربي بما يبعث على الفخر, انما لان التلفزيون هو دائما (رهن الاعتقال) من قبل سياسات رسمية تضعه خارج التأثر بقوانين حرية الاعلام, وترفض ان يكون اعلام دولة ودستور وقوانين ومجتمع وتحرص على ان يبقى اعلام حكومة ووزراء ومدراء واجهزة ومسؤولين!!.

من المؤسف القول, ان هذه البيئة الاعلامية تحولت الى حاضنة لعادات ومواقف تمارسها النخب السياسية, لا يمكن وصفها الا انها اساليب عفى عليها الزمن, تنتمي لعصور زالت, واستمرار التمسك بها يسيء الى صورة البلد ونظامه وتقدم شعبه. وهي في حالة تناقض كبير مع حقائق دولة متقدمة في ظل نظام ملكي مستنير, وتحت حكم ملك هاشمي يتميز بالتواضع والثقافة العالية التي تنتمي الى ارقى ما في الحضارة الحديثة, ملكٌ عُرف عنه ضيقه بالفارغ من القول وباساليب النفاق ومفرداته .. وهي بيئة زائفة في حالة تناقض مع نظام لم يستخدم القمع واساليب اعلام الحزب الواحد في زمن الديكتاتوريات, بل انه اعتمد دائما افكار العالم الحر في الاقتصاد والتعليم وبناء المجتمع.

***

متى تتوقف هذه الاساليب, ومتى يتخلص البلد من هذه البيئة الاعلامية وما تفرزه من عادات ومفردات سيئة لينطلق الى فضاءات حرية الرأي وتعدديته, الى الصراحة والشفافية وتوفير المعلومات الكافية? متى نرى التلفزيون شاشة الاردنيين الوحيدة التي يتسمرون امامها لمتابعة النقاش حول قضاياهم, ما صغر فيها وما كبر. في برامج تستقطب الجمهور باظهار الرأي الآخر والنقاش الحر وتبادل الافكار بحيث يتجادل المسؤول مع من يخالفه الرأي على ما هو افضل للبلد.

مهمة التلفزيون الوطني ان يعكس مشاغل الوطن والرأي العام واهتماماته, وتسليط الاضواء على ما يدور من احداث ومواقف والتعليق عليها, لجلاء الصحيح من الخطأ, الطيب من الخبيث. اما وضع القطن في الآذان واغماض العيون فيتناقض مع مهنية الاعلام الحر, مع دوره ومكانته الهامة جداً في حياة الشعوب.

***

خلال الاسبوع الماضي, تحدث جلالة الملك عن موضوع حساس يهم الوطن والمواطن, طالما انتظره الاردنيون طويلا, وحبذا, لو ان الامر اقتصر على ما قاله الملك لشعبه, ففي ذلك ما يكفي لوضع النقاط على الحروف ويضع حداً للشائعات والاقاويل.

ما حدث ان (حملة إعلامية) اشبه بالفزعة تكررت, واذا بالبيانات تصدر من مؤسسات وهيئات لتعقب على حديث جلالته, بما يُحتمل وما لا يُحتمل من القول والمواقف. حتى بلغ الامر ببعض البيانات ان اعلنت حربا شعواء على الآخر (غير المعروف والمحدد) وصلت حد توعد الناس بالويل والثبور وهكذا اصبح للجميع حربه الخاصة!!.

السؤال: لماذا لم تصدر هذه البيانات والتصريحات خلال الشهرين الماضيين لتقول ما قالته في الرد على الشائعات والاقاويل ? ما الذي كان يمنع مجلسا الاعيان والنواب ونقابة الصحافيين وغيرهم من اصدار ما اصدروا منذ ان ظهرت مقالات وجدالات في الصحف والمواقع والمنتديات تتمحور حول مادة الاشاعات والاقاويل, وكذلك حول ما عاد قادة اسرائيل لتكراره من تصريحات تمس الاردن كيانا وهوية وشعبا ?.

لماذا كان هذا الانتظار الطويل للقيام بادوار هي من صلب مهماتهم وواجبهم الوطني والمؤسسي, واخيرا ما معنى ان يكون هناك اي كلام او موقف او تصريح بعد ان قال جلالته الكلمة الفصل ?.

بدأتُ في الاعلام.. وانهيت بالمؤسسات التمثيلية في البلد, لاقول, بانه بدون وجود منبر إعلامي (تلفزيوني) يمثل الدولة, النظام, والشعب, يسمح بطرح القضايا حتى لو كانت اشاعات للنقاش والحوار اليومي, للرأي والرأي الآخر, للموقف الرسمي, والموقف البرلماني والحزبي, فان الاشاعات ستتكرر, وستنتقل البلد من دوامة الى خرى, وفي كل مرة سيحتاج الجميع الى تدخل الملك, وكأن رأس الدولة مضطراً في كل مرة, ان يفض (الاشتباك الكلامي) حول كل صغيرة وكبيرة وبما يشغله عن هموم الوطن الاقتصادية والسياسية!.

taher.odwan@alarabalyawm.net

** المقالة عن العرب اليوم لرئيس تحريرها الزميل طاهر العدوان .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :