facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة


د. محمد كامل القرعان
27-01-2019 11:45 AM

يدفع المواطن ثمنا مضاعفا للفساد . فالإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة ، و إن كل منهما يؤدي إلى تدمير المجتمعات وتخريبها، ولهذا شدد الإسلام ضرورة محاربة هاتين الآفتين بشتى الطرق والوسائل. وآفة الإرهاب من أخطر الآفات التي تقوض الأمن في المجتمع، وتبدد الاقتصاد الوطني، وهو الأمر الذي تؤدي إليه أيضاً آفة الفساد، والتي تبدد الفرص الاقتصادية، وتهدر الموارد المالية والفرص الاستثمارية. والفاسد يجب أن يعاقب ويؤدب، حماية للمجتمع من شره وظلمه وردعا له ولامثاله ، والعقوبة يجب أن تكون بقدر الجرم ،أن الفساد حرم المجتمع من نعمة الامن المعنوي وعكر صفو الجو العام ، والفساد أضاع فرص العمل واسهم بهدر المال العام ، والفساد حرم المجتمع من خدمة صحية فضلى ، والفساد شجع على التمادي على المال والامن العام ، وهو ساهم بضرب المقدرات الوطنية وتباطيء وتيرة الانجاز والتقدم ؛ فالفساد جريمة تستدعي اجتثاثها ومعالجتها من جانبين الاولى : تثقيف الموطن والموظف وزيادة وعي المجتمع الديني والاخلاقي والقيمي حول نتائج الفساد والثانية : تطبيق سيادة القانون بحزم ودون محاباة من قبل الدولة بأعلى مستوياتها والثالثة : كف ايدي المتنفذين (الواصلين ) من التدخل وحماية الفاسدين والمفسدين والرابعة : دفع الاعلام الوطني بكل وسائله المرئية والالكترونية والمقروءة والمسموعة لمواجهة الفساد عبر اخباره وبرامجه والاخير : تثقيف المواطن بحقوقه وواجباته ، فما زال هناك قصور في الرؤية في معالجة الفساد ودوافعه واسبابه، وعملية المعالجة لهذه الآفة لا تقتصر على نظرية الدفاع فقط ، فإلى حدود التمكين ينبغي الوصول أي البحث عن وسائل رقابية وتقنية وتكنولوجية وتفعيل الحكومة الالكترونية في التعاملات المالية والاستثمارية لا سيما في الدوائر ذات الطبيعة المالية ، كما أن الفساد مفهوم ينبغي صياغة توضيح هذه الآفة وادخالها كمناهج تدرس في المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية ، ليس الفساد فسادا ماليا بل يمتد للفساد الاداري وهو الأخطر لانه يؤسس ويعبد الطريق للفساد المالي، وهناك العديد من الممارسات يقترن عملها بالفساد تؤخذ بجريرة الفساد كالمحسوبية والواسطة وعدم تقديم الخدمة للمواطن ، وانا اعتقد ان الفساد بهذا المعنى الاخير أصبح جزء منه ثقافة مجتمعية وشعبية ، فالضغوط الاجتماعية للمسؤول القريب فساد ايضا ، واقصد يجب ان نغير نحن كمواطنين ثقافتنا ونظرتنا للمال العام والوظيفة العامة، وبما يشتمل عليه هذين المفهومين يستوجب وقف الاعتداءات على الكهرباء والمياه والطرق العامة والارصفة والمحافظة على نظافة الشارع العام والبيئة والغابات والعمل تجاه الوطن وممتلكاته بروح المسؤولية العامة والوطنية والاخلاقية والقناعة التامة بأن الوطن للجميع . أن محاربة الفساد مشروع وطني كبير يؤخذ على محمل الجد فهو بحاجة الى ثقافة عامة وقانون حازم واذكاء الوازع الديني تجاه محاربة الفساد والمفسدين حتى لا نستمر في الدوران في دائرة مفرغة والسير في نفق مظلم وطريق لا نهاية له . فكان الرفض في أوروبا لمواجهة الفساد قائما على هذا الأساس فقط، والحرب على إرهاب الفساد ،

فوتيرة الفكر المضاد للفساد يتصاعد بوتيرة القناعة والتصدي لهذه الظاهرة المزمنة ، ويتصاعد معه الخطاب المقنع من قبل الدولة واجهزتها ، ووقف جميع الممارسات العكسية والدعوة إلى وقفها في المظاهر المختلفة للحياة الإجتماعية والسياسية والدينية، والتي يعد بعضها مصدرا للتفاؤل، بينما يعد الجانب الأكبر منها أحد مصادر الشعور بالعداء والاضطهاد، والممارسات الخاطئة تجاه الدولة.

وقد زاد الأمر سوءا خاصة في الفترة الأخيرة ؟ فالفساد ارهاب فكري ومعنوي ومالي يقتل بنفس المجتمع روح الحياة والامل والاستشراق والتفاؤل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :