facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شرق المتوسط مرة أخرى/ مع الاعتذار لعبد الرحمن منيف ..


د. نضال القطامين
30-01-2019 12:31 PM

تغلق الحكومة في بلاد الفرنجة أبوابها هلالاً كاملا دون أن يأبه لذلك أحد.

دوّارهم الرابع فارغ تماما سوى من بضعة عشّاق صنعوا من أكتاف الطريق فضاءً عاشقا. حاول بعض الساسة تسجيل موقف ورفع لافتة، فوجدوا أن أحدا في المحيط لا يأبه لذلك، فعادوا لممارسة مهنة الصراخ الالكتروني.

أحد عشر مليارا دولار كلفة إغلاق حكومي جزئي في الولايات المتحدة. أي تبذير يمارسه الساسة الحكماء في بلاد العم سام، أي اقتصاد قوي هناك لا يتأثر بإغلاق حكومي. أي شعب يملك أبجديات الديمقراطية ومقدماتها ولا يكترث لإغلاق الحكومة أبوابها.

أقرأ هنا في لندن، أخبار القوم ومؤشرات أدائهم السياسية والاقتصادية، وأتساءل، ماذا ستقول أوتوغرافات الإقتصاد والسياسة في البلاد التي غيّرت ثقافة أهلها منصاتٌ مجانية تصلح خاتمة للسهرات ولقتل الوقت؟

على جنبات الأخدود الإفريقي العظيم، خلق الله بلادا بقي أهلها يأكلون مما تنبت الأرض دهرا طويلا. ذات ظهيرة أضاعوا طابون الخبز في بحثهم عن طابور الخبز، فغَضِبَ القمحُ واجتاحت الخيبة السهول.

خلق الله لهم تلالا تنبث لهم قثّاءاً وفوما وعدسا وبصلا، فأداروا لها الظهر والمتن، ويمّموا شطر المطاعم السريعة وقد بلغهم أنها تبيع زبدا بلحم وبرغرا شهيا صنعته يدا القصاب من ثور هزيل.

خلق الله هذي البلاد، ومنحها بركات الدين والعروبة. ما زالت البلاد الممتدة على ضيق صدر العرب بها، تقرأ في الصباح نشيد العلم، وتبحث في مساءات دمشق وبيروت وبغداد عن رهان خيل العروبة الرابح، ما زال أهلها يشتكون قسوة الظلم، واغتيال الأحلامَ.

خلق الله البلاد، وترك الناس فيها يحرثون الأرض ويعمرون الكهوف. خلق فيها رجالاً ذوي خبرة في المحاريث ومواعيد الزرع وأوان القيظ. قلّة منهم بقيت تلتصق بالتراب، بينما انتضت أجيالٌ كاملة هواتفهم فركضت بهم خيولها في مضمار العنكبوت المخادع.

من يوقظ الكواكبي فينا، من يعيد لنا، لهذي البلاد، شمسها الخجولة، وهتافها اللاذع، ونايها الحزين، من لهذه البلاد الواقعة على طول السواحل، للنهر والبحور، فيجيب تيسير سبول على تساؤل حشية القش، من لنا بإغلاق على الخيبات وكل الكآبات.

نحن لا نريد أكثر من هتاف، من زاوية في مقهى ومن عينين تتقدان، لا نريد أكثر من أمسية ينفعل فيها شاعر تفعيلة، ويمتطي فيها أحمد عبد المعطي حجازي صهوة المساء ويحكي لنا عن غزوة الفتى الطائر النزق.

لست مفرطا في التشاؤل، وأعرف جيدا حجم الخيبات، لكنني محظ عربي يحب الهتاف باسم العروبة ليعود في النهايات منتصرا على نفسه على الأقل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :