facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اعدام صدام


طاهر العدوان
27-12-2006 02:00 AM

الوضع الحالي للرئيس العراقي صدام حسين انه اسير بيد الجيش الامريكي وليس بيد حكومة المالكي او موفق الربيعي. وبالتالي فاذا نفذ حكم الاعدام فيه , فان المنفذين هم الامريكيون وليس قضاة بغداد, ان مسرحية المحاكمة مكشوفة الى حد ان لا احد يشعر بان عليه ان يبذل جهدا لاثبات هزلية المحاكمة وظروفها المنافية للقانون فضلا عن السياسة وميثاق جنيف. وباستثناء منظمات حقوق الانسان في امريكا واوروبا والعالم العربي, التي طعنت بعدالة المحاكمة, فان مسرح محاكمة الرئيس صدام ورفاقه هي جزء من خشبة المسرح الكبير, في المسرحية الاكبر, التي اخرجها بوش وبلير. والتي هي على شاكلة افلام رامبو, قتل بالجملة والضحايا بالطبع عراقيون.محاكمات بغداد لا يمكن مقارنتها ابدا بمحاكمات نورنمبرغ في المانيا بعد هزيمة الرايخ الثالث. فجنرالات الجيش الالماني الذين حوكموا كانوا قد انهزموا في حرب هم بدأوها, لقد قتلوا الملايين من البريطانيين والامريكيين والروس قبل ان تسقط بلادهم ويدفعوا ثمن الهزيمة. اما في الحالة العراقية, فان امريكا وبريطانيا اقدما على احتلال بلد لم يهاجم من قبل اهدافا في واشنطن او لندن, كما انه لم يتسبب في مقتل امريكي او بريطاني واحد في هجوم ارهابي. لقد كان غزوا سافرا لبلد مستقل وغزوا لم يؤيده مجلس الامن وعارضه المجتمع الدولي بمظاهرات مليونية امتدت من اليابان واستراليا الى مدن اوروبا وامريكا.

محاكمات بغداد غير قانونية, ان وضعها لا يختلف في نظر الرأي العام العربي والدولي, عن وضع الاحتلال في العراق, كلاهما يستهدف الموت والقتل والانتقام, وتدمير كيان ودولة ونسيج شعب بكامله. وانا هنا لا اكتب انشاء, انما احاول توصيف واقع »نهار عراقي« يبدأ باكتشاف عشرات الجثث من المدنيين الذين يقتلون لانتماءاتهم المذهبية, ثم بزحف النهار ليحصد مع كل ساعة ارواحا جديدة بسيارة متفجرة او في هجوم جوي او بري لقوات الاحتلال.

مصير صدام جزء من مصير الشعب العراقي في الوقت الراهن, والذين يحاكمونه اليوم, في قضيتي الدجيل والانفال, يحاولون طمس قضايا اخرى لا زالت الدماء فيها ساخنة, في الفلوجة وحديثة والرمادي والنجف وبعقوبة وسامراء.. الخ. غير ان السؤال المطروح يبقى بالصيغة التالية: من الذي يملك القرار النهائي بالموافقة على اعدام صدام حسين هل هو بوش, ام المالكي والحكيم وموفق الربيعي?

على الاقل, في هذه المنطقة من العالم العربي لا يوجد الا القلة, ممن يعتقدون ان القرار بيد حكومة المنطقة الخضراء, انه بيد الرئيس الامريكي, وهنا, يرى كثير من المراقبين ان صدام لن ينجو, لان بوش لا يملك ورقة »انتصار« واحدة غير قصة اسر واعدام رئيس العراق, فكل الاوراق تساقطت من يديه وباسرع مما كان متوقعا في ابريل عام 2003 عندما تسرع بالاعلان من على حاملة الطائرات في الخليج بان »المهمة انتهت« في العراق.

في الواقع, لم يعد في سجل هذه الحرب او في سجل بوش في العراق الا قائمة مزدحمة بضحايا احتلاله, انها قائمة مفزعة تلك التي اعلنتها جامعة هوبكنز الامريكية 655 الف قتيل عراقي فلماذا اذاً يعتقد احد بان صدام سيفلت وسط حرب لا تملك غير سجلات القتلى والمهجرين واليائسين. انه جزء من شعبه. وهذا قدره.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :