facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البعد الاخلاقي للبيئة


د. سامي الرشيد
01-02-2019 08:53 PM

AC البيئة كلمة عربية اصيلة، وهي المنزل فبوأه منزلا اي نزل به الى سند جبل، والمباءة اي النزل كالبيئة والمباءة منزل القوم في كل موضع حيث يتبوأون من كل واد او سند جبل.

قال طرفة ابن العبد :

طيبو الباءة سهل ولهم سبل ان شئت في وحش ووعر

ان صلاح البيئة او فسادها مرهون بالأنسان نفسه ،فان صلح صلحت بيئته وان فسد فسدت بيئته .
الانسان هو مهد البيئة واطارها.

البيئة هي الانسان واخلاقيته وسلوكه.

يعتبر نشاط الانسان من اهم العوامل الحيوية التي أحدثت وتحدث تغييرا ملحوظا على البيئة ،وتعامل الانسان منذ القدم مع مكونات البيئة وحاول تسخيرها لخدمته .

ان التفدم العلمي والتكنولوجي قد اعطى فرصة للانسان لاحداث المزيد من التغيير ،وكانت آثار هذا التغيير بينه في العديد من الجوانب لا سيما احداثه للتلوث بمختلف انواعه.

كذلك ما احدثه من تدمير للغابات ،مما اثر على التنوع الحيوي فيها بشكل واضح.

حتى نحافظ على البيئه يجب ان نعمل ما يلي:
ازدياد انشاء المحميات الطبيعية من اجل المحافظة على النباتات الطبيعية والحيوانات البرية.

2انشاء الجدران الاستنادية عند المنحدرات والمرتفعات الجبلية ،من اجل الحفاظ على التربة ومنعها من الانجراف.

3انشاء العديد من المنظمات التي تعنى بالبيئه ،ووضع القوانين التي من شأنها اجبار المصانع على القيام بالاجراءات التي من شأنها تقليل الملوثات الصادرة من المصانع ،حيث المصانع احدى المسببات الرئيسية لتلوث البيئة.

لكن البيئة وسلامتها ،صحة وجمالا،حق لسكان المعمورة ،يشكل اساس استمرار الكون والحياة الهانئة السليمة.

نتيجة للتدهور الكبير الذي أصاب البيئة وتلوثها في العالم أجمع ،ازدادت الدراسات العلمية ،والمؤتمرات الاقليمية والدولية التي خصصت لهذا الامر ،صونا لسلامة الحياة ،وكان منها قمة باريس حول المناخ ،وقمة مراكش للمناخ التي ركزت على أولوية الزراعه والمياه ،وكذلك مؤتمر كيوتو في اليابان عام 1997م وقمة الارض في ريو ديجانيرو بالبرازيل ،وبروتوكول مونتريال في كندا.

المتعلق بالمواد المؤثرة في طبقة الاوزون ،وكذلك اتفاقية منع الاتجار بالحيوانات المهددة للانقراض ،واتفاقية باريس التي وقعت عام 2015م بشأن انخفاض انبعاث غازات ثاني اكسيد الكربون ،ودعم التوجه لتبني الطاقات النظيفة .
لقد تم تأليف احزاب وقوى شعبية ضاغطة في العالم ،لحماية البيئة من التلوث مثل حزب الخضر في المانيا وغيره.
ترافقت كل المؤتمرات والاتفاقيات والمبادرات مع نشاط توعوي ببعد أخلاقي ،يركز على واجب الانسان ،ودوره في المحافظة على سلامة الكوكب ومحيطه .

ان المسؤولية الاخلاقية نحو الطبيعة والمستقبل ،ذات اهمية كبيرة ولا يمكن التهرب منها وفي يد الانسان يكمن مصير البيئة الطبيعية والمحافظة عليها للاجيال القادمة .

ان للعرب السابقين باع في البيئة والطبيعة ،فقال ابن خلدون :
هن الانسان كائن ثقافي أكثر منه كائنا عضويا لان الانسان ابن عوائده ومألوفه لا ابن طبيعته ومزاجه ،فالذي ألفه في الاحوال حتى صار خلقة وملكة ،يحيث ينزل ذلك منزل الطبيعة والجبلة.

اهتمامات ابن خلدون في علاقة البيئة بالانسان لم تكن مقطوعة الصلة بماضيها ،وانما جاءت امتدادا وتنقيحا لما قبله من اهتمامات العلماء العرب والمسلمين الاوائل ،وبين ان سبب انتشار الاوبئة يعود الى تبدلات الجو وفساد الهواء ،حيث كانوا يعتمدون على الفقه الذي يقول :

1درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
2لاضرر ولا ضرار.
فعلى درء المفاسد كانت النظم تمنع طرح النفايات والجيف في الأسواق والطرقات ،كما تمنع طرح كل انواع الزبالة والمعيقات في الطرقات وفق الحديث:

اماطة الأذى عن الطريق صدقة.

قال عمربن الخطاب :
والله لو ان دابة زلقت في العراق لكنت مسؤولا عنها يوم القيامة،لما لم امهد لها الطريق .....
وعليه صار وضع تخطيط المدن وهندستها وفق الضوابط التي تحكم التصرفات تجاه البيئة ،والمحافظة على نظافة المياه من تلوثها ،حيث ارتبطت النظافة بالتقاليد الاجتماعية .

لكن الواقع المعاصر الذي تشكل نتيجة عوامل متشابكة ،من حيث التخلف والأمية ،التي ترافقت مع الاحتلال وانتشار صراعات وتعصبات لمذاهب وايديولوجية متباينة.
لقد قوض الكثير من التقاليد التي رسختها التربية وحول مفاهيمها ،فأصبحت شخصانية بدلا من عامة ،أوشعاراتية بدلا من التنفيذ والعمل.

لقد أعزى البعض في ذلك الى الانظمة الشمولية التي حكمت الكثير من الاقطار ،وطبقت أنظمتها المستوردة خلافا للتقاليد والتربية الاصيلة.

صار الصرف الصحي وهو من مسؤولية الدولة ،يتسرب على ينابيع المياه ويلوثها ،ويصب في الاودية والانهار والبحار ويلوثها ويقضي على الثروة السمكية وغيرها،صارت القمامة تلقى في الشوارع او تطمر في الساحات والاراضي الزراعية ،وصارت المسالخ داخل المدن وحول المنازل،وكذلك عوادم السيارات التي تنشر دخانها واكاسيدها في الشوارع لتلوث الهواء والمزروعات والانسان.

ناهيك عن التلوث من الاشعاعات الناتجة عن الحروب والمتفجرات والحرب النووية وغيرها.

لقد زار الشيخ محمد عبده فرنسا فقيل له ماذا وجدت فقال:
وجدت هناك الاسلام ولكنني لم اجد مسلمين ،أما هنا فلدينا المسلمون ولكن لا يوجد اسلام .

ان البيئة التي نعيش بها بحاجة ماسة الى تطبيق القيم التي استندت عليها تربيتنا بالمبادئ الحنيفة والمفاهيم الاصيلة المستندة الى اخلاقية المجتمع بعمومة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :