facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اهلا بكم في الدوار الرابع .. !


حسين الرواشدة
04-02-2019 12:21 AM

هل انسدت القنوات السياسية امام بعض النخب من رجالات الدولة حتى اضطروا الى الخروج او التلويح بالانضمام الى المحتجين في الدوار الرابع..؟

اذا كانت الاجابة : لا، نظرا لوجود مثل هذه القنوات او لما يتمتع به بعض هؤلاء الذين خرجوا من رحم الدولة (وما زالوا) من نفوذ وعلاقات، فلماذا اصبح الاحتجاج مركبا للاستعراض السياسي،هل يمكن فهم ذلك في اطار الاستجابة لاصوات الناس ام الاحساس بالحاجة للاسراع في الاسراع، ام للبحث عن «شعبوية» لتصب في ارصدة سياسية تراجعت او حظوات افتقدت، ام انه يأتي في سياق المناكفات والصراعات داخل «نادي» النخب من اجل التذكير بالذات، او تصفية الحسابات، او ربما تأمين «مقعد» قادم في الحكومة على الدوار الرابع ..؟

لا اريد ان ارجّح احدا من هذه الاسباب، وربما غيرها، ولكنني اشير الى ملاحظتين اثنتين : الاولى ان فهم هذه الظاهرة يستوجب اجراء عملية تصنيف لهذه النخب، فوراء كل واحد منهم قصة مختلفة، وبالتالي من الصعب التعميم بشكل انطباعي، لا سيما وان مواسم ظهور او حضور بعض من يخرج للاحتجاج يرتبط احيانا بحسابات شخصية لا علاقة لها بمطالب الاصلاح في الشأن العام .

اما الملاحظة الثانية فهي ان وزن الاحتجاجات - اينما كانت -(لا سيما وقد تراجع زخمها مؤخرا ) لا يقاس على ميزان او مسطرة من يحضر من النخب، مع الاحترام لمشاركتهم، وانما يقاس بما تستقطبه من جماهير متنوعة، وما ترفعه من شعارات واقعية، والاهم بما تحمله من برامج، ولان هذه العناوين غالبا ما تكون فضفاضة ورجراجة ومتغيرة، فان مكان النخب السياسية يفترض ان يكون خارج الشارع، ليس لانهم يمثلون «الرأس» لقيادة اية عملية اصلاحية من خلال تقديم البرامج وتوجيه الرأي العام، وانما ايضا لان ما عجزوا عن فعله حين كانوا يجلسون على مقاعد المسؤولية خارج الشارع يقلل بالضرورة من جدوى وجودهم في صفوف المحتجين، خاصة اذا كانت تجاربهم في مواقعهم السابقة لا تحظى بالرضى والقبول العام.

لا يخطر في بالي ابدا ان» افتش « في النوايا او ان احكم عليها، ولا انا انحاز لمنطق التيئيس و»لاجدوى» الاحتجاج السلمي، ما اريده فقط هو ان افهم «الغاز» التحولات التي جرت وتجري على صعيد حركة النخب السياسية، خاصة التي خرجت من رحم الدولة ومواقعها العامة، صحيح ان من حق هؤلاء ان يمارسوا دورهم «الوطني» في انتقاد السياسات العامة، او تقديم النصيحة للمسؤولين الجالسين على مائدة المسؤولية، لكن ما لا افهمه ان «يقفز» البعض من اليمين الى الشمال بدون مقدمات ولا مبررات مقنعة، اقصد ان ينتقلوا فجأة من الطاعة التامة الى الرفض المطلق، وان يركبوا موجة الشارع بدل قيادته، ثم ان يصروا على ان ما فعلوه حين كانوا يتولون او يشاركون في ادارة الدولة كان عين الصواب و»قمة» الوطنية، وكأن ما فعله اللاحقون كان عكس ذلك .

بوسعي هنا ان ارحب بكل الذين خرجوا للاحتجاج او لوحوا بالخروج للدوار الرابع او غيره من ساحات الاعتصام السلمي، لكن كل ما اتمناه ان نتصالح مع انفسنا ونعترف بأننا جميعا جزء من المشكلة، وان الخروج منها يستوجب «التوافق» على مشروع وطني عابر للولاءات والاتجاهات السياسية، ومنزّه عن الهوى والمصالح الشخصية، ومنسجم تماما مع ظروف بلدنا ومطالب الناس واحتياجاتهم المشروعة، وسواء اكان مكان هذا التوافق الدوار الرابع او طاولة الحوار، فان الهدف الاسمى هو خدمة البلد بعيدا عن «الشو « والاستعراضات السياسية، وصولا الى الانتصار لمنطق الدولة باعتبارها الاطار الناظم الوحيد لحركة المجتمع ومصالح الناس.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :