عمون - عبدالله مسمار - تصر الحكومة ان تقرأ كل شيء بالمقلوب. هي إذن تريد منا كمواطنين أن نقرأ ما تكتب هي بالمقلوب، وهذه مصيبة.
إن كان هذا المقصود فقد عوّدنا رئيس الوزراء عمر الرزاز على ذلك في بداية ولايته، ربما هو يريد ان يعطينا "جوانح"، كمشروبات الطاقة.
ألم يقرأ قول ابن خلدون بمقدمته الشهيرة بالمقلوب، ثم مرّرها الأردنيون له من دون أن ينسوها، لكنه استمرأ تسيير حكومته بالمقلوب أيضا، حتى صار يريد منا قراءة افعاله بالمقلوب.
مطلبه مشروع، فإذا قرأنا انجازات الحكومة بالعكس سنجد انها فعلت الكثير، ولم تزل، من هنا يمكن فهم نشر الرئاسة اليوم منشورا كتب هو الآخر "عكسي"، علنا نفهم هذه الانجازات.
الحكومة وهي تتحدث عن انجازاتها تكاد تقسم انها ليست في البلد الذي تعش به، وربما لانها تدرك ذلك، خاطبتنا "من اليسار الى اليمين".
إن أردت، اقرأ منشور الحكومة بالعكس ستفهم ماذا كانت الحكومة تريد أن تقوله، على خلاف ما لم نفهمه بعد منذ تولي الرزاز سلطاته.
قال لنا المثل الشعبي من قبل "الي ما بيجي معك تعال معه"، فلنقرأ نحن ايضا بالعكس، كما تريد لنا الحكومة، ونشعر اننا نعيش بسعادة.