الصيف الماضي كانت آخر مرة لي اجلس فيها الى جانب رجل دين مسيحي (خوري). كالعاده رُبط لساني الاّ عن كلمتين او ثلاثه ، مرحباً ... كيفك ابونا ؟ .

يومها كان الجو صيفياً اعتيادياً لم يسبقه ارتفاع او انخفاض غير عادي في درجة الحراره يمكنني من التزود بالكلام والمجامله عن الطقس . ومثل أي مناسبة مشابهة تذكرت انني اتهيب من ابونا الخوري كلما جاورته في مجلس .

التردد في التحدث مع اي شخص ليس امراً اعتيادياً . لانه اولاً يجعلك تتجنب الحديث معه . واذا بدا لك الشخص مجهولاً او صار كذلك يقودك الحال الى الذهاب للتخمين في امر ثقافته. وربما مع الزمن تصبح راغباً في عدم الاقتراب منه ، حتى انك قد تأخذ منه موقفاً سلبياً .

كم ارغب ان اسأل ابونا الخوري عن اشياء تتعلق مثلاً بالاحوال الشخصيه لدى الطائفه التي يمتمي اليها . الزواج مثلاً او الطلاق ، او الارث ، أو ماذا يعني ارتوذكس وكاثوليك أو لاتين التي تقترن باسم بعض الكنائس والطوائف ؟ كيف يجري العمل في المحاكم الكنسيه على اعتبار انها محاكم خاصه وما شابه ذلك ؟ لكني اخشى ان يكون ذلك غير مريح له .

حس الحظ اننا نشارك اشقاءنا المسحيين افراحهم على الاقل فنرى مباهج الفرح في كنائسهم وجمال طقوس اكليل العروسين عندهم . كما أننا نشاركهم اتراحهم وهو ما يتيح لنا فرصة اخرى لكي نتعرف عليهم اكثر .

اكثر شيىء يقربنا من اشقائنا المسحيين من مختلف الكنائس والطوائف عندما يدافعون عن القدس ومساجدها ، وعندما يقرعون اجراس كنائسهم عنواناً للتسامح مناصرة لاخوانهم المسلمين ، وعندما رفعوا الاذان من فوق كنائسهم احتجاجاً على منع الصهاينه لرفع الاذان ، او عندما يفتحون باحات وقاعات كنائسهم لجيرانهم من المسلمين في مناسبات اتراحهم .

دلون كيف لنا ان نتعرف اكثر على عقائد وافكار وطقوس وتقاليد اشقائنا المسحيين اكثر مما نعرف .
من خلال المدارس مثلاً والجامعات ووسائل الاعلام ؟ لا ادري كيف يكون ذلك بالتحديد لكننا حقاً من واجبنا ان نعرف عنهم اكثر وهو ما سوف يقربنا من بعض اكثر ويبعث الفرح لدينا ولديهم بكل تأكيد .