facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشكلة السير وسيارات الأجرة .. أأخلاقية هي أم تنظيمية !


18-08-2009 12:55 PM

للأسف أن أعود لأتأسف على حالنا بعد سنين طويلة مرة أخرى حيث لا تزال الأسباب موجودة .. ومن هذا الأسف المآل الذي وصلنا فيه في بلد يعد رابع أفقر بلد في العالم للمياه ، ومن أفقر سكان بلاد العالم الثالث ، و ما نملكه تحول الى حديد وحجارة ، مركبات ومبان ، وبدل الاستثمار في الإنسان ، استثمرنا في البنيان ، وبدل ان تمتلىء بلدنا بالجرارات الزراعية والمحاريث والحاصدات ، امتلأت بالسيارات من شتى أنواعها التي لم تقتصر على المركبات العادية حيث تتباهى ماركة "كيا موتورز " و"هيونداي " بأنها الأوفر حظا في الاقتناء من قبل سواد الشعب الفقير ، بل تعدت الأمور مسألة الحاجة والضرورة في اقتناء السيارة ، فأصبحت "الفشخرة " والتباهي مدعاة لاقتناء سيارات أكثر من فارهة ، ولكم ان تبحثوا عن مصطلح يليق بحالتها ، فأحد المعارض يحوي عائلة سيارات ثمن إحداها تجاوز نصف مليون دينار ، ولقد رأيت شابا يقود سيارة من نوع "لامبرغيني " ذات المقعدين ثمنها 350 الف دينار ، اللهم لا حسد ، فأضحك وأقول " أيش مال الحمار " ألم يكن آباؤنا يركبون الخيل والجمال والحمير والبغال ؟..أم نتمنى ان ينضب الوقود فجأة ، فنعود نبحث عن حميرنا التي أضعناها وقد امتطيناها سابقا .. واستبدلناها بحداثة امتطتنا حتى بتنا نزحف على الركبتين تعبا وفقرا وإذلالا ، ومطية "لحفنة من عكاريت وحمير تحمل أوزارا" .

أعود لموضوع العنوان ، فأجد إن الشوارع في الأردن وخاصة في العاصمة عمان ، باتت تئن جراء ازدحام السير الذي تتدافع فيه السيارات وكأنها فئران انفضت من تحت جدار هاو ، حيث لا احترام لآداب السير ولا للضرورات البيئية ، ولا للسلامة العامة ، فالكل يأل وكأنه هارب من حتفه ، والجميع منطلق من فوهة بندقية ، لا تكاد الإشارة الضوئية تضيء بالأخضر المسموح حتى تنطلق أبواق السيارات وكأننا في سباق نحو جائزة المليار .. في ظل اختناقات مرورية تسببت فيها سياسات التخبط لإدارة المدينة ، والأوقات غير المناسبة لإجراء الإصلاحات وإنشاء الأنفاق ، وعدم وجود مواقف عامة كافية .. وكلما حُلت مشكلة ما في مكان ، برزت مشاكل أخرى في غير مكان .. ولأن البلد لا تزال تستورد سيارات بكميات هائلة دون ضرورة ، فلا يقنعنا أحد ان مشاكل السير واختناقاته وحوادث السير القاتلة سوف تنتهي .

الأخلاق التي باتت تتراجع بشكل مخز ، والتخلي عن آداب التعامل ، والسلوك السوي مع الآخرين أصبحت صفة ملازمة للسائقين وخاصة فئة الشباب المليء بالطيش والرعونة المغناجة المدللة .. والسبب طبعا يعود الى افتقاد البيوت الى أسس التربية الصحيحة ، فالأب يحرص يوميا على ان يطعم الولد ، والأم تحرص على أن تخرج البنت بكامل جمالها .. ولكنهما لا يحرصان على أن تكون هناك وجبة أخلاقية ضمن مائدة الصباح ، ولا ثوب نصيحة في خزانة الملابس ، ولا درهم تثقيف في حصة المصروف اليومي للأبناء .. وتأتي النتيجة كما قيل : من يزرع الريح لا يحصد سوى العاصفة .. وعليه فإن الطبيعة السوية تأنف مما نراه كل يوم من تصرفات غير لائقة نرتكبها " نحن " أبناء هذا البلد بحق بعضنا البعض .

نصيحتان دستوريتان مطلقتان جاءتا من لدن رب عظيم ، ونبي كريم .. حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز :
{ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا * وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } .. والحديث المسند عن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : { تبسمك في وجه أخيك صدقة } و الحديث الذي رواه مسلم { إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق } .. فهل بعد هذا الحديث حديث .

المسألة الأخرى والتي يجب ان تعالجها إدارة السير هي في عدم احترام حق المواطن في الحصول على سيارة أجرة توصله الى منزله أو عمله أو حاجته ، فليس من المعقول ان ترى أعدادا كثيرة من الناس يقفون في الشوارع وخاصة في ساعات انتهاء الدوام ، أو بدايته ، وهم يرجون رحمة سائقي سيارات الأجرة الذين يمارس كثير منهم تصرفات غير لائقة وغير مقبولة إطلاقا تتلخص في عدم التوقف لتحميل الراكب ، وهو يغلب المزاجية أيضا في التعامل مع الراكب ، من حيث الجنس أو وجهة الراكب ، ولا يتورع عدد من السائقين وخاصة الشباب من رفض صعود الراكب إذا كانت وجهته الى مكان لا يعجب السائق .. ومنهم من يطلب زيادة في الأجرة .. وهناك قلة شاذة تحول سيارة رزقهم الى مكان لممارسات غير لائقة مع النساء حيث حركات الولدنة والحركشة وفتح باب الأسئلة والنقاشات دون داع .. وهذا كله رصد لشكاوى كثيرة تصلنا

بعد أيام قليلة يحل علينا شهر رمضان الفضيل ، وسوف نعاني جميعا من هذه المشاكل حتى قبيل الإفطار حيث تتحول الشوارع الى مضامير مطاردة للوقت بلا مبرر .. وستكثر الشكوى من قلة عدد سيارات الأجرة والحافلات ، مع ان العاصمة لوحدها تمتلك عشرين الف سيارة أجرة على الأقل ، ولكن أين هي ،ولماذا يقودها سائقون غير مؤهلين أدبيا وأخلاقيا ومهنيا .. فتجد في بعض الشوارع اصطفاف لعشرات سيارات الاجرة التي يتربص سائقوها بسائح عربي أو أجنبي وكأنه فريسة .. أو يتخصص بعضهم بالوقوف على أبواب الملاهي الليلية ومرابع السهر .. فماذا نتوقع منهم في الصباح ؟ تقديم وجبة إفطار للراكب ؟

نتمنى على الجهات المختصة دراسة هذه المسائل بعمق وحكمة ووضع حلول غير البطش بجيب السائق بسبب أو بدون سبب .. بل ان توضع معايير محددة ، إذا انتهكها السائق تحجز رخصة اقتناء السيارة ورخصة السائق وتغريم الطرفين ، في خطوة للارتقاء بقطاع النقل الداخلي الذي سوف يتدمر نهائيا في ظل تغول الشركات الاستثمارية التي لا يعلم أصحابها إن قرشا واحدا يشكل رقما صعبا لدى كثير من المواطنين .

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :