facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"هُم هُم"


م. أشرف غسان مقطش
16-02-2019 11:30 AM

ألقى أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، يوم الإثنين الماضي، في مؤسسة عبد الحميد شومان، محاضرة بعنوان "لم يكن الربيع العربي ربيعا، لكنه سوف يأتي".

في هذه الندوة التي حضرتها شخصيا، سُئِل عمرو موسى عدة أسئلة، لكن السؤال الذي لفتت نظري إليه علامة إستفهامه الفضولية، وشدت إنتباهي له إجابته الدبلوماسية، هو: "من يحكم العالم؟" حيث كانت الإجابة باللهجة المصرية: "هم هم"، وضجت القاعة بالضحك.

وللسؤال دلالة، وللإجابة إفادة.

أما دلالة السؤال فهي أن السائل يعتقد بقرارة نفسه بوجود "أحد" يحكم العالم لكنه يجهل هذا ال "أحد"؛ فلو كان السائل متشككا بوجود "أحد" يحكم العالم، لما كان سؤاله: "من يحكم العالم؟" بل لكان: هل يحكم العالم أحد ما؟

واعتقاد السائل بوجود "أحد" يحكم العالم لا يعني بالضرورة صحة إعتقاده، ولا يعني قطعا خطأ اعتقاده، وما أدرانا؟

ولربما كان السائل نفسه يعلم من هو ال "أحد" الذي يحكم العالم إن كان هناك "أحد" ما، لكنه أراد شهادة للتاريخ بهذا ال “أحد" من أحد الذين صنعوا التاريخ، وما جرت الرياح بما تشتهي السفن.

أما إفادة الإجابة فهي لو أنه لا يوجد "أحد" يحكم العالم، لأجاب عمرو موسى: "أصل مفيش حد بيحكم العالم!" لكن، وقد قال "همو همو"، فإجابته تعني ضمنا أن هناك "أحدا" يحكم العالم، لكنه لم يشأ أن يخبرنا عماهية هذا ال"أحد" ، فترك الباب مفتوحا لكل الإحتمالات، كيف لا وهو عميد الدبلوماسية المصرية لعقد من الزمان إمتد منذ عام 1991 حتى عام 2001.

فمن يا ترى قصد عمرو موسى ب"همو همو"؟

لربما كان يقصد بالمنظمة الماسونية إذا كان لها وجود، ولربما كان يشير إلى عائلة روتشيلد إذا صح ما يشاع عن نفوذها السياسي الواسع، ولربما كان يعني الصهيونية، أو وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ولربما قصد غيرهم، ولربما قصدهم كلهم لا يستثني منهم أحدا، ولربما لم يقصد أحدا ممن سبق ذكرهم، ولربما قصد جهات أخرى مازالت أوراقها طي الكتمان في غاية السرية لا نعلم من أمرها شيئا بعد! وما أدرانا؟

عندما إنتقد أحدهم الفرزدق وهو ينشد بيتا من الشعر فيه مخالفة صريحة لقواعد النحو العربي، رد عليه الفرزدق شامخا بأنفه للسماء: "علينا أن نقول، وعليكم أن تتأولوا"، وعمرو موسى بإجابته هذه لذاك السؤال ترك لما باب التأويل مفتوحا على مصراعيه!

وأيا كان تأويل هذه الإجابة، فإن "همو همو" على لسان شاهد عيان لتاريخ إمتد لثمان عقود، قدمت لكاتب السطور هذه دعما لا بأس به لما تحدث عنه في مقال بعنوان "منظمة سرية" تم نشره هنا في هذه الزاوية.
(المقال على الرابط التالي: https://www.ammonnews.net/article/322042)

على هامش المقال:
نقرأ في كتاب (مستشار الملك) لمؤلفه جاك أوكونيل، ص18:
ويزعم البعض أنه -بيل ايفلاند- كان يدير شؤون البلاد -لبنان- في خمسينيات القرن العشرين من غرفة معيشة الرئيس كميل شمعون، وكان يدير وزارة الخارجية -اللبنانية- من شرفة تشارلز مالك.

(بيل إيفلاند ناشط سياسي في وكالة المخابرات المركزية الأميركية. وهؤلاء الناشطون السياسيون يختلفون عن العملاء).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :