facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ميكافيلي والرزاز وجهًا لوجه


سيف الله حسين الرواشدة
16-02-2019 03:14 PM

معظمنا يعرف ميكافيلي صاحب كتاب الأمير، وكيف قدم الرجل النصح لأميره وكل الأمراء من بعده ليحافظوا على عروشهم بالمكر والدهاء والبطش إن لزم الأمر، فقد لعب دور الشيطان و وسوس لهم، بأن الغاية أبدًا تبرر الوسيلة ، وأن النتائج أهم من النوايا الطيبة، و قد تمحوا ذكر أخشن الطرق التي أدت للوصول إليها ولو كانت القتل والظلم و التهجير، وأن تكون مرهوب الجانب أفضل بكثير من كونك محبوبًا وغيرها من النصائح التي لا يتسع المقام هنا لذكرها.

وقليلون من سمعوا بكتاب المطارحات لميكافيلي، مع أنه آخر كتب الرجل وأضخمها وأغناها، وأبعدها أثرًأ وأنفذها بصيرة، فهو في مطارحاته يدرس تاريخ الدول والشعوب وأنظمة حكوماتها وتشريعاتها ويعالجها بحثًا ونقدًا، ليربط النتائج والمآلات بمقدماتها ، فيستخلص العبرة والطريقة المثلى، يمر بأثينا واسبارطة و روما (مملكة و جمهورية و امبراطورية) حتى يصل إلى فرنسا و فلورنسا و البندقية و الممالك على بر مصر و الشام و السلطنة العثمانية.

و يناقش في مطارحاته حكم الأمراء والنبلاء و العامة، و الحكومات التي تعمتد على حكم الثلاثة معًا بكل أشكال التمثيل التي عرفها التاريخ و بكل توزيعات القوى بينها أيضاً، و يراقب دورة حياة الدول و تأثير الأخلاق و المعارف والثقافة للعامة و الشعوب على بناء الدولة و استقرارها و استمرارها، و قد يكون أبلغ ما يميز المطارحات عن الأمير هو تعليق ميكافيلي نفسه لما قال : " كتبت الأمير لمن ولد نبيلاً أو وزيرًا وليس فيه ما يستوجب ذلك ليحافظ على ما في يديه، و كتبت المطارحات لكل من يجد في نفسه النبل و السيادة و الوزارة و ينقصه ألقابها فقط، حتى يبني دولة تبقى ألف عام ."

دولة الرئيس الرزاز قبل أن يتولى رئاسة الوزراء كتب الكثير من الدراسات و المقالات عن الدولة المنتجة و المستدامة و الابتعاد عن الدولة الأبوية الرعوية. و أكثر الحديث عن الحاجة لعقد إجتماعي جديد و عن أخطار تبادل المصالح بين السلطات ، و اعتمد في بناء صورته و تسويقها على إرث أخيه وأ بيه. و قد أكون مصيبًا إذا قلت أنه كتب النسخة العربية الحديثة لمطارحات ميكافيلي وقتها لكنها على طريقة الليبراليين لا التاريخيين .

لكن منذ أن أطلّ علينا في الرابع بعدما أوصلته أحداث الرابع و غليان الشارع الى دار الرئاسة و استبشر الناس به لما قدم نفسه به سابقًا. يبدو أنه أغلق المطارحات و فتح كتاب الأمير الذي به تبادل المصالح مع مجلس النواب بالتعينات و غيرها، و مرر قانون الضريبة و القرض الأخير من البنك الدولي و منه أيضا أحاط نفسه بعشيرة المعارف و الأصدقاء و بتشكيلات وزارية محبطة للشارع و أولويات مبهمة و الأيام حبلى بالمزيد .

ميكافيلي رسم صورته كشيطان الطاغية حتى يصل إلى دوائر النفوذ و اتخاذ القرار، و قبل موته لما زهد بالنفوذ قدم الحقيقة و العبرة الخالصة في المطارحات، وزأخاف أن يضّل غيره الطريق ورينسى أن الأمير كان الوسيلة فقط، أما الطارحات فهي الغاية و المبتدى و المنتهي و ما قد يعيش ألف عام أو تزيد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :