facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




منع السلاح الفردي


د. فيصل غرايبة
21-02-2019 12:17 AM

لا أزال أكتب وأعاود الكتابة في كل مرة يحدث فيه ما لا يحمد عقباه على المواطن وعلى الوطن، ولا يقابل الا بالاستنكار والتنديد بعيدا عن أية خطوة جريئة ولازمة، ومن ثم يبقى الحال على حاله، لا بل ان ضرره يزيد فداحة وان ظاهرته تزداد انتشارا، عندما يحرض اقتناء السلاح الشخصي من مسدسات وبنادق داخل البيوت والسيارات الخاصة، انفعالات مقتنيها على استخدامها للتعبير عن الغضب والنقمة، حتى داخل الأسرة الواحدة أو عند التقاء الأقارب أوالأصدقاء أوالجيران، فيتحول الحوار والنقاش والحديث الى معركة جائرة ورصاصات طائشة، قد تودي بحياة أقرب الناس أو أعز الناس. هذا عدا عن استخدم السلاح الذي يقتنيه المدنيون الذين يرتكبون مخالفات وجنايات وجرائم، فيلجأون الى مقاومة المطاردات الأمنية أو الى محاولة افشال عمليات القبض عليهم بالجرم المشهود، وهم غالبا من اصحاب السوابق.

والغريب أن الاجراءات الرادعة والخطوات العقابية وكذلك المناشدات الانسانية والمشاهد الحية، للقضاء على حياة انسان أو ازهاق روح مواطن، لم تفلح حتى الآن في الحد من الأفعال العفوية والاندفاعات الطائشة التي يكون من نتائجها تكرار المشاهد المؤسفة والمواقف المؤلمة، وهي تقلب الفرح والابتهاج والسرور الى مآتم وأحزان ومعاناة، عندما تفضي الى الموت أو تسبب عاهة دائمة أو علاج طويل المدى صعب التناول باهظ التكاليف، عدا عن أنها تستدعي توقيف الفاعلين وسجنهم وتغريمهم وتعطلهم عن اعمالهم، وابتعادهم عن أسرهم وتوقف مصدر عيشهم وضياع فرص استكمالهم لتعليمهم ودراستهم. هذا عدا عن استنفار قوى الأمن العام ووقوفها للردع والمخالفة، واستعدادات قوى الدفاع المدني لمواجهة نتائج يخشى حصولها.

ان هذا الأمر يستدعي التفكير مليا فيه وبعمق والنظر الى خطورته بجدية سواء على مستوى الأفراد أو الأسر أو الجماعات الأخرى التي ننتمي اليها كالعشيرة والجيرة والنقابات والأحزاب والجمعيات والأندية وعلى مستوى السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، لعلها تتوصل الى حل قطعي لهذه الممارسات الغاشمة والأفعال ذات الضرر الفادح، ولمنع حدوث ما ينجم عنها من متاعب وعاهات ويتولد منها من حزن وألم، كأن نعمل على التخفيف التدريجي من حمل المواطنين للسلاح الناري، بدءا من عدم السماح ببيعها واتاحتها للشراء، ووقف منح الترخيص باقتنائها، وعدم تجديد الترخيص لمن سبق أن رخص لهم باقتنائها.

أما المباغتة السريعة والتدخل المباشر في معالجة الاختراقات والتجاوزات من قبل الأجهزة المختصة، والحزم في مواجهة أمثالها، فكلها أركان متكاملة ومتناسقة ومتينة، تقوم عليها منظومة الأمن العام في بلادنا، التي يسود فيها التجاوب والتعاون والتكافل بين مختلف الأطراف الرسمية منها والأهلية على حد سواء، وهي لا تترك للموطن مبررا لاستخدام السلاح من أجل الدفاع عن النفس على اي حال، اضافة الى أن التعبير عن الفرح او المجاملة بين الأقارب والأصدقاء والجيران، له الكثير من الوسائل والأدوات بعيدا عن اطلاق الرصاص واستخدام السلاح الناري.

وليتعظ الجميع وليأخذوا العبرة وليستفيدوا من التجربة، ولتفويت الفرصة على المندسين والذي يبحثون عن فرص التعبير عن النقمة، وحتى يسود الوئام وينتشر الابتسام، ومن اجل ان يتقلص الحزن ويختصر الجفاء، ويختفي البكاء بين ابناء المجتمع الأردني، هذا المجتمع المتماسك بطبيعته والمتواد المتراحم بمشاعره.

dfaisal77@hotmail.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :