facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في ذاك المساء .. كانت مختلفة!


سهير بشناق
22-02-2019 12:22 AM

في مساء اخر مختلف عن المساءات الاخرى ، كانت تريد ان تكون انسانة اخرى ولو ليوم واحد فقط .

ارادت ان تتخلى عن جزء كبير من قلبها ومن الذين احتواهم ذاك القلب(...) منذ ان تعلم كيف يحب !

ارادت في ذاك المساء ان تتوقف عن كل ما كانت عليه من عطاء ومحبة وقدرة على التسامح

من اشياء كثيرة بحياتها انهكتها ونالت منها الكثير .

لم تكن انسانة ساذجة او لربما كانت كذلك في زمن مختلف اصبح فيه العطاء بقدر ...

لربما كانت كذلك وهي في كل مرة تتهاوى امام من تحب لا تمتلك القدرة بان تبتعد فكانت دوما تحتويهم وتتجاوز عن اخطائهم

تراهم في اجمل صورهم وان لم يكونوا كذلك كانت مبدعة في تجميلهم ليبقوا باعماقها نورا لا ينطفىء

لربما كانت ساذجة في حياة مختلفة ارادت هي ايضا في ذاك المساء ان تتشابه معها وتصبح مختلفة شيئاً ما

لماذا احبتهم لهذه الدرجة.

استغرقوا باعماقها ، بطريقة ادهشتها لكنها لا تملك امامها ان تغير شيئاً ...

كانت في كل مرة بها تسامح وهم مخطئون .... وتعود وهم يرحلون .... تشعر بانها تفهم الحب كما هو لا كما تريده الحياة والزمن المختلف

هي لا ترى الحب سوى بقاء ...

لا تراه سوى قدرة نمتلكها لتجاوز اخطاء من نحب .

نبحث لهم دوما عن تبريرات قد لا تكون مقنعة لنا لكننا نبقي نحاول كي لا نخسرهم لان الحب لها لا يمكن ابدا ان يلتقي مع الخسارات الموجعة ..

لماذا اصبحوا بحياتها نبض قلب ودفء روح بالرغم من ادراكها ان لا شيء يبقي فالنفوس تتغير والعلاقات تتبدل ليصبح خسارة حبيب او لربما صديق شيئاً عابراً نمر من امامه دون ان نتوقف كثيرا كل ما نفعله ان نشعر بغصة ما بنفوسنا ونمضي ..؟

وهل العمر يتحمل كل هذا وذاك ...؟

هل تتمكن قلوبنا في كل مرة نخسر بها من نحب، ان تستعيدهم وكل فراق بشكل او باخر يغير فينا الكثير ؟

في ذاك المساء اتعبها قلبها .

في ذاك المساء ارادت ان تكون مختلفة ان تتوقف قليلا امام حجم عطاءاتها لمن تحبهم

ارادت ان تفهم الحب كما يكون الان .... لا كما عرفته هي وعجزت لسنوات طويلة ان تتعامل معه الا كما تراه وتفهمه

ان تكون مختلفة قليلا امام من احبتهم

ان تتوقف قليلا امام اخطائهم لا تحاول تجاوزها لانها تحبهم ...

ان تجد لقلبها مساحة اخرى لفهمهم لمنحهم ما يريدون وان كان بالرحيل ....

ان تحاول ان ترى نفسها بعيونهم وان تستمع لنبضات قلبها بقلوبهم علها تدرك حجم الاختلاف بينها وبينهم لتعلم جيدا ان كل من احبتهم ومنحتهم من روحها وايامها وصبرها لم تكن هي لهم كما كانوا ....

في ذاك المساء كل ما كانت تحتاجه ان تغلق ابواباً كثيرة بقلبها لطالما كانت لهم وبهم تحيا نبضات قلبها

ليس ضعفا منها او انكسارا بقدر ما هو ابقاء على معنى الحب باختلاف اشكاله ....

فهي تعلم جيدا ان الحب هو حبيب وهو صديق ورفيق لا ياتي كثيرا بالحياة ولا تحتمل سنوات اعمارنا ان نخوض تجارب اخرى بعد ان تعلمنا جيدا من تجاربنا السابقة .

في ذاك المساء تحتاج لشيء مختلف لها بعيدا عنهم وعن وجودهم بحياتها ..

في ذاك المساء كلما مرت بذاكرتها اسماؤهم ولاح بقلبها ملامحهم وسمعت نبرات اصواتهم تملكها شعور مختلف بان تعود لما هي عليه

لان تبقي تمنحهم فرصاً اخرى كي لا تفقدهم فالفقدان موجع ولا يعيدهم لنا كما كانوا ونحن به نتغير كثيرا لدرجة اننا قد نتساءل امامهم من هم وكيف كانوا بحياتنا ...؟

لكنها ارادت ان تكون مختلفة لاجل ذاتها ولاجلهم هم فلربما كانوا هم مختلفين وهي لم ترهم الا كما احبتهم

في ذاك المساء تختلف اسماؤهم ووجوهم ونبرات اصواتهم .

لتبقي هي تتساءل :

هل كان هذا المساء اشراقة صباح جديدة !

هل كان في حياتها دون ان تحاول ان تعيشه بكل تفاصيله المؤلمة لها ولكنه يقودها الى حقيقة لم ترد ان تراها منذ زمن .

في لحظات ما عندما نعود لانفسنا نكتشف اشياء كثيرة لم نكن ندركها

لربما كان بسبب الحب الكبير والاخلاص لمن نحب .

ولربما كان لاجلنا نحن في زمن مختلف اختلف به كل شيء بما فيه الحب والعلاقات الانسانية وحتى نحن ايضا ....

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :