facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من وارسو إلى شرم إلى عمّان وتونس


د. عدنان سعد الزعبي
25-02-2019 01:33 PM

لم يكن التحالف الاستراتيجي العربي الأمريكي ينهي بيانه الختامي بعد مؤتمر وارسو الدعائي لنتنياهو حتى وجدنا أنفسنا أمام مؤتمر إقليمي أوروبي في شرم الشيخ يؤكد فيه العرب قضيتهم الأولى، قضية فلسطين.

ويتناول الحضور من زعماء وممثلين عن الدول العربية والأوروبية حل الدولتين كسبيل وحيد للتعامل مع القضية الفلسطينية، وتركيز زعماء الاتحاد الخليجي على ذلك تأكيدا على الموقف الواحد للأمة العربية تجاه القضية، بينما تلتفت الأنظار إلى نهاية شهر آذار حيث القمة العربية ومؤتمر المصالحة والمواقف الجادة نحو إعادة ترميم البيت العربي الذي عانت من خلاله الشعوب العربية ويلات وويلات وهددت الأنظمة بلا استثناء وبعثرت الثروات وزرعت فتيل من الفتنة والصراع بين أبناء الأمة كان بالإمكان تجاوزها وتوفير الموارد الفادحة التي استهلكتها الحروب كوقود للعبة التي زرعها بيننا الغرب طمعا بثروات أبنائنا وتمهيدا لدمارنا الذي يصب في مصلحة الصهيونية العالمية. هذا إضافة لخلخلة العلاقة بين الشعوب وأنظمتها وبث بذور الشك الذي كان سلاحا فتاكا للفوض والتشكيك.

مؤتمر وارسوا الذي اتضح أنه أقيم من أجل الانتخابات الإسرائيلة والدفع نحو إنجاح نتنياهو الذي صوره وزير الخارجية الأمريكي الصديق والدعم الحميم له على أنه المنقذ لإسرائيل وأنه (مستقبل إسرائيل الحلم ) بتوسيع قواعد الانفتاح على العرب والجلوس إلى الوزير اليمني وبيان قربه للأمة بعد زيارته لعمان والترحيب به كشريك استراتيجي مستقبلي هام، والحليف الكبير لأمريكيا..الخ فمؤتمر وارسو لم يصنع قرارات عظيمة على صعيد مستقبل الشرق الأوسط ولم يأتِ الأمريكان بجديد ولم ينل من موقف الأوروبيين تجاه المعاهدة مع إيران، ولم يكن التحالف الاستراتيجي الجديد اختراع جديد بل صورة لجثة قبل ولادتها نظرا للتناقض الكبير بين الأطراف والذي سيؤدي إلى وضعه على الرف عما قريب فالأمريكان يدركون ذلك وما أتو به إلا للتمويه على الهدف الحقيقي.

الأوروبيون يريدون حالة الاستقرار الدائم والأمن للمنطقة ويقبلون بالقدس عاصة للدولة الفلسطينة ويقتنعون بالمبادرة العربية التي قدمتها السعودية في لبنان عام 2002 كقاعدة للمصالحة الشاملة.

وهاهم في شرم الشيخ الذي امتاز بحضور متميز من الزعماء الأورومتوسطي سيؤكدون هذا التوجه وإعادة بناء علاقات مصالحية واضحة بين دول الإقليم بما فيها طهران وأنقرة وإسرائيل والعرب.

وموقف العالم من القضية الفلسطينية وحل الدولتين والأزمة السورية والحل السياسي الذي تشارك به كل مكونات الشعب السوري بعيدا عن التقسيم والمحاصصة. وهذا بدوره يبين مدى حرص العالم بأسره على التعامل مع قضايا الشرق الأوسط وجعلها منطقة آمنه لما لذلك من انعكاس واضح على أمن واستقرار العالم، فالتجربة التي مرت بها منطقتنا وصراع الدول على المنافع والمصالح والنفوذ خلف نتائج وخيمة لواستغلت في رفاه البشرية لكان لها الشأن الأكبر، فللغة التعاون والتنسيق ستبقى أكثر نفعا وجدوى من لغة الصراع والتدمير الذي أعاد البشرية إلى عهود الحروب والاستقلال المدمرة.

إن حالة التراجع الاقتصادي وانعكاسه على الدول ومواطنيها إنما كان بالإمكان أن يكون العكس، فما يعانوه الناس وخاصة في منطقتنا سببه الطمع البشع الذي تنظر إليه القوى الفاعلة في العالم والتي لا تكترث بإنسانية الإنسان ولا بحقوق البشر ولا تؤمن بحق البقاء للجميع، فما زالت وستبقى تضع مصالحها الهمجية فوق مصالح الإنسان والبشر لذين خلقهم الله لإحياء الأرض وتنميتها.

فالتسابق على الدول الشرق أاوسطية وخاصة العربية كونها دول ذات مطمع وفيها كل إغراءات الدول ومقاصدها من ثروات وأسواق استهلاك وكوادر مدربة رخيصة يمكن أن تستغل وتستعبد. إنما يفتح الآفاق أمام أحرار الأمة لان يعيدوا صرخاتهم وأن تبدأ الشعوب بالتحسر والململة من هذا المستقبل المظلم.

اجتماع مجالس برلمانات العرب في عمان الشهر المقبل لا بد وأن يبعث بإشارات واضحة للزعماء في تونس ولا بد من أن يكون للشعوب كلمة، وكلمته هي الفيصل فتوجهات الناس وتطلعاتهم وإعادتهم إلى آمالهم وتجديددها فيهم هي السالة التي يجب أن تكون شعار القمة العربي، أي إعادة الزعماء إلى حواضن الشعوب حتى تستقر الدول وتبدأ ولو من الصفر في بناء الأوطان والنهوض بها وزرع الأمل في قلوب كل مواطن عربي أثقلته الهموم والمشاكل وفقدان الأمل.

فحالة الشك التي يزرعها الغرب بين الدول في المنطقة لنبقى سوقا لما تبقى لديهم من أسلحة تقليدية، وخلق حالة الاضطراب والفوضى والتشكيك بين الدول سوف يساهم بالتوتر الدائم في المنطقة. ذاب الثلج وانكشف الغطاء وعلى دول المنطقة جميعها وفي مقدمتها إيران وتركيا أن تبرئ نفسها من خطيئة الأمجاد والتوسع وأن تثبت صفاء نيتها وحسن جوارها، فالاستقرار لا يصنعه التوتر داخل الدولة أو على مستوى منزل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :