facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المسؤولية على الجميع


م. أحمد نضال عوّاد
02-03-2019 03:34 AM

في بلادنا مئات بل آلاف المبدعين الذين ما زالوا ينتظرون أن تُتاح لهم الفرصة لتطوير مواهبهم واستثمار قدراتهم لخدمة مجتمعاتهم والوطن والإنسانية جمعاء .

عندما نتحدث عن المشاكل المجتمعية فإنّنا وبشكل عام نُسهب في الحديث فيها ووصفها ، ولكنّ القليل منا الذي يفكر في الحلول وماذا بإمكانه هو أن يقدم ! ، وإن فكرنا بالحلول فقليلون من يستمعون لمن ربما يمتلكون جزءاً من الحلّ إن لم يكن الحلُّ كلّه .

سأختصر الحديث لأروي أكثر من قصة على عُجالة ، فأحدهم كان مسؤولاً وعندما تم إقالته من منصبه بدأ بإلقاء اللوم على الآخرين ، وبدأ بالنقد الذي لا فائدة منه الآن سوى إضاعة الوقت ، لأنه وببساطة لم يعد في موقع صنع القرار وتوقيعه لم يعد ذو صلاحية تنفيذية ... يكفي أن نسأل حينها السؤال الذي يقول : أين كنت ، وماذا فعلت عندما كنت في موقع المسؤولية ؟! ويكفي أن نقول لكلّ من هو الآن في موقع المسؤولية ( لو دامت لغيرك لما وصلت لك ، فأدي الأمانة وكن صادقا مع نفسك ومع الناس أجمعين ) .

وإذا انتقلنا إلى الحلول فأحد الشباب عندما يقول أنه يمتلك مشروعاً جوهره المساهمة في علاج بعض مشاكلنا الاقتصادية ويعمل على تحقيق التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل للشباب ، تُرى من يستمع له وهو لا يملك واسطة تؤهله أن يكون ضمن دائرة صانعي القرار وليس ابن فلان أو علّان ! وحتى لو أحدهم استمع له فهل يساعده على التطبيق إن كان الحديث في الفكرة ذو فائدة أم يسرق الفكرة وينسبها لنفسه ؟! هذا إن طبقها!

حتي عندما أمطرت السّماء علينا من عند الله الخالق الرحيم غيثاُ ، لم يفكر البعض كيف يمكننا أن نستثمر هذه المياه ونستفيد منها ونحاول استثمارها لتساهم في سد النقص الموجود في مياه الشرب أو زراعة المساحات غير المأهولة في العديد من مناطق المملكة ، حتى الصحراوية منها وجميعنا يعلم كم هي واسعة وكبيرة مقارنة بالمساحات المزروعة والمنتجة.

أمّا عن البنية التحتية والخدمات فالواجب يحتم على المسؤول، أن يتم مراجعتها وتصويب نقاط الخلل فيها والعمل الدائم على تطويرها .
ونحن عندما نقارن أنفسنا فلا نقارن بلادنا بالدول التي تقدمنا عليها ، بل نقارن أنفسنا بمن هم متقدمون عنّا ، فإن فعلنا الأولى تراجعنا وإن فعلنا الثانية تطورنا ونهضنا وهو الذي نريد .

وأحدهم شاب ما زال طالباً في لواء الرصيفة بالزرقاء ويدرس حاليا في كلية الهندسة بالجامعة الهاشمية واسمه فوزي الأزرق ألف كتبا علمية عديدة منذ أن كان طالبا في المرحلة الثانوية ، ولديه مخزون معرفي وعلمي كبير في علم الروبوت وتطبيقات التكنولوجيا والحاسوب ، فمن يتبني مثل هذا الشاب المبدع ؟
وأنا متأكد أنه لو بحثنا في مدننا وأريافنا وبوادينا ومخيماتنا سنجد أمثاله كثير وفي جميع المجالات والقطاعات التنموية.

الشباب متعطشون إلى الفرص ؟ فمن يمنحهم إياها ؟ أم يجب أن نتبنى مقولة الفرص تصنع ولا تمنح ، ربما هذا صحيحا بالفعل ولكننا بحاجة إلى بيئة تعمل على احتضان هؤلاء الشباب وتشجيعهم ودعمهم أولا ، وبيئة ترتكز على سيادة القانون والعدالة الاجتماعية، وبيئة تعمل على منح الشباب الفرص التي يطبقون فيها ما يتعلمون بشكل مستدام يفيدهم ويفيد مجتمعاتهم.

هي دعوة إلى كل مسؤول بصفته الرسمية أو الشخصية أو حتي الإنسانية ، ودعوة إلى القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والقائمين عليها أيضاً ، فلنتق الله في أنفسنا وفي هذا الوطن !

وهي دعوة لتطبيق ما ورد في الأوراق النقاشية لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين – حفظه الله ورعاه – فلنبدأ بتطبيق ما جاء فيها وتجسيد التوجيهات العديدة التي ارتكزت عليها وتساهم بشكل رئيسي في تحقيق التنمية والتطوير في مختلف المجالات التنموية ، وتحقيق الشفافية والعدالة وسيادة القانون ، وصولاً إلى الدّولة المدنية القوية التي تحافظ على الإبداع وتحفزه ، وتدعم الريادة وتهتمّ بالابتكار !

المطلوب هو التطبيق بالأفعال والقرارات والإنجازات وليس فقط في إقامة الأمسيات وعقد الجلسات الحوارية التي لا فائدة منها ما لم تكن متوجة بخطط عمل تنفيذية ومبادرات ومشاريع إنتاجية أو حتي بضخّ أفكار إبداعية وريادية ويتم بعدها الأخذ فعلاً بالتوصيات والعمل على تطويرها مع كافة الشركاء والمعنيين لإيماننا في أهمية التشاركية والاستفادة من تجارب العالم لتحقيق النمو والتطور.

أفيقوا فلدينا وطن جميل ، وقيادة نفتخر بها.

وهذه دعوة لكلّ شاب... حتي لو أغلقت كلّ الأبواب في وجهك كن واثقاً بالله الرحيم ، ثم فكّر وأبدع وخطط ونفّذ ، فالوطن والمجتمع وحتي العالم بحاجة إلى جهود كلّ فرد من أفراده لنساهم في التطوير والتحديث ، وننفع مجتمعنا والبشرية ، فنحن جزء من مجتمعنا كما أن مجتمعنا جزء من هذا العالم الواسع .

ويكفينا أن نتذكر قول الرّسول محمّد صلّي الله عليه وسلم ( كلّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) . فنحن مسؤولون بالمكان الذي نوجد فيه وبالصلاحيات الممنوحة لنا ، فلنؤدي أمانة المسؤولية بحقّ ، .... ، وفقنا الله لما فيه الخير والنفع للناس .





  • 1 طارق الحمايده 02-03-2019 | 10:02 AM

    أبدعت النشر يا غالي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :