facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردنيات سيدات بلادنا .. عمادها وعزتها التي لا تغيب


عامر غزلان
08-03-2019 08:14 PM

عمون- في هذه الأيام من الزمن، التي يفترض بها أن تكون أكثر الأيام التي تقل الفجوة فيها بين مختلف عناصر المجتمعات بالعالم، بوصفها تقع في مرحلة من الزمان تعج بالعولمة والانفتاح والتقبل اللامشروط لتكريس الحقوق بين مكونات المجتمع المختلفة، ما زال تناول قضية المرأة في مختلف المناسبات حبيس كونها قضية "دراسية" يطمح الباحثون فيها لمزيد من "لت وعجن" للقضية ومكانتها لتحقيق حالة من الزهو الواهم بالنفس، يجلد فيها مجموعة واسعة من الناقدين مجتمعاتهم، عبر الاستمرار بتحميلها مسؤولية كل المشاكل التي تعاني منها، هذا النوع من النقد الغير مقبول، يكون مستنداً بغالبه لنتائج الدراسات والاستطلاعات الغربية "الاستشراقية" بنوعها ومضمونها، التي تحب أن تنظر لسكان هذه المنطقة، كأنهم ويلة على الحضارة الإنسانية، يجب معالجتها بأسرع وقت باستخدام الوصفات العلاجية الجاهزة، التي تأخذ نفسها كحالة مثالية، ومُمارسة فضلى يحق لها املاء ثقافتها على المشرق "بالدولار".

وإلا اذاً، لماذا ظاهرة الخطاب الموسمي المكرر "الستيريو تايب"، الكل يشكو من مشكلة تتعلق بحق منتقص من حقوق المرأة في نفس الوقت من "التمويل"، نقول أننا نشكو من ظاهرة ونريد حلها، عندما ترغب الجهات المانحة تمويل مشاريع لحل هذه المشكلة، هذا النوع من المجاراة الغير متزنة، يفتح المجال أمام عديد من الجهات المانحة لطرح حلولها واملائها عبر سلطة التمويل، لتحظى بعد ذلك في نهاية كل مشروع بعرض "برزنتيشن" في عواصم دولها تشرح فيها فضلها على مجتمعاتنا الشرقية المعذبة، وفضلها عليها في تخليصها من ما تحمله من التخلف. يقول ادوار سعيد إن المستشرق ينظر للإنسان المشرقي كحيوانٍ في قفص، كعينة دراسية، يشاهدها ويلقي بوجهات نظره الخاصة حول سلوكها بفوقية، بدون الاكتراث لحريتها في اختيار ما تريد، والعمل الذي ينتهي بهذا الشكل لا يمكن أن يتم تصنيفه تحت بند العمل التنموي، مهما كان شكله.

كلما جاء ذكر المرأة، تأتي لخاطري مشاهد الفروسية والقتال، والنضال والعزة، تظهر بمخيلتي مباشرة، عليا الضمور، بندر المجالي، ونشميات الأردن اللواتي قاتلن المستعمر والمحتل جنباً لجنب مع رجالهم، في الكرك واربد والشوبك، وفي كل شبر في بلادنا امرأة باسلة، وأدافع عنها لأني ولدت لأُمٍ ماجدة، كباقي الأمهات الأردنيات والفلسطينيات على وجه التخصيص، تحمل في يدٍ قدر العالم كُلِه من المحبة والدفئ، وفي اليد الأخرى تحمل صبراً وعزة وأنفة، عندما يأتي ذكر المرأة، اتأهب احتراماً واجلالاً دائماً، مشهد المرأة في بالي دائماً ما يدفعني للقوة والعزيمة، هذه الإنسانة التي حباها الله بما حباها من القدرة على العطاء وتزبين العالم، تضع في يدٍ الرجل العلم بيد، والسيف والبسالة بيدٍ أخرى، هي عمودُ بيتها، وعماده، والتي تعطي الحياة أنظمة الدعم بكل قوتها.

المرأة الأردنية، هي المرأة التي نشأت في مجتمع بني أصلهُ على الاحترام والدعم والتعزيز، ودعمت موراثاته الثقافية مكانتها إلى ان جائت علينا موجات الاستعمار، والاستغلال والوهابية السوداء، وجعلتنا جاهزين لنتحمل شوفونية العالم كله. من حيث المبدئ لست ضد العمل التنموي الممول، لا بالعكس، بل أعتبره جزءاً مهما في ترسيخ قواعد الاحترام والتعاون المتبادل بين الشعوب، لكن لذلك شروط كثيرة، أولها ان لا تنسى الشعوب التي تتلقى الدعم "نحن" أنفسنا، وأن لا نجلدها فوق طاقتها ونحملها ما لا ذنب لها به، وأن نعرف أننا إذا أردنا النهوض، فذلك لا يكون إلا بالاعتماد على سواعدنا وشرعية استقلالنا، عبر أن نخرج نحن بانفسنا النماذج التي نريد تطبيقها في حل مشاكلنا، ونعمل عليها بمبادراتنا الذاتية. كُل والاردنيات بخير، كل عام وأمهات المجاهدين المقاومين في فلسطين وقدسنا وأقصانا بكل خير وعزة، كل عام ونحن أقرب من بناء هويتنا العربية التي تعبر عنا نحن، لا عن أحدٍ آخر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :