facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التطبيع الإسرائيلي والتطبيل الأردني


29-08-2009 06:57 AM

في غمرة الأحداث التي تدعو للعجب في هذا البلد ، برز خبر صغير الحجم ، كبير الصدمة ، نقلته كواليس الزميلة صحيفة " العرب اليوم " ، التي طالما انفردت وتميزت بالأخبار النوعية .. الخبر مفاده :
ان طلبة من مدرسة خاصة " ترخيصها أردني " التقوا مع طلبة مدرسة " ايتسحاق رابين " الثانوية في إيلات ، في تدريبات لكرة القدم ، بترتيب من مؤسسة " تلبيس قلنسوات " لجماعتنا وفي المحصلة تظهر كل سياساتنا " تلبيس طواقي " .

وما أعرفه على قلة معرفتي بسياسات كرة القدم العربية والأردنية إن الاتحادات العربية الرياضية ترفض الدخول ببطولات رياضية مع الكيان الصهيوني ، ولا أعرف السبب بالضبط ، مع ان كرة القدم العربية الفاشلة قد تحولت الى معول هدم لمدخرات الأمة و عقول ووقت شبابها .. حيث تهدر الملايين بلا طائل ولا مردود مالي على اللاعبين أو الأندية التي تحولت الى بؤر تفريخ عنصريات وإقليميات نتنة .

وعودا لخبر " التطبيع " فإن مسألة جر طلاب في المرحلة الثانوية قد لا يجري القلم ولا الحلم على أكثرهم هي عملية لا أخلاقية تهدف الى إلصاق تهم المحبة والسلام وحسن الجوار والتعايش بطرف صهيوني يدير لعبة السياسة الشرق أوسطية بحذاقة خبيثة ، ولا يستفيد منها أبدا طلبة مدرسة القاتل والقتيل "رابين " .

المسألة ليست مسألة تبادل رياضي ولا مسألة حوار حضاري ، ولا اختراق لجدار الصمت .. بل تتعدى ذلك الى جر النشء لحظيرة الكذبة الكبيرة التي تسمى السلام مع إسرائيل ، والتي يلهث وراءها العرب أكثر من لهث تل أبيب وأشرارها .. ويسأل سائل : ماذا يهم العرب ان كان هناك سلام مع إسرائيل أم لم يكن .. من المستفيد من اتفاقيات "الشالوم " الموقعة والمتوقعة ؟ هل هم أطفال بغداد اليتم والرعب ، أم أطفال مقديشو الموت والجوع ؟ أم أطفال أرياف مصر الذين يزرعون الأرز ويحصدون الفاقة ؟ أم أطفال مخيمات الشتات الفلسطيني ؟

أن تطبع الحكومات الأردنية مع إسرائيل ، ويطبع أردنيون ذكورا وإناث .. مع شكي بأن نسائنا يطبعن .. أو ان يتعامل كبار تجار المواد الاستهلاكية من سياسة وصحافة وخضروات وبضائع مع إسرائيل ، فهذا شأنهم وهم قد استفادوا من اتفاقية وادي عربة التي حملت عربتها كل الخيرات لتل أبيب وجعلت نصب الشهيد أشبه ما يكون باللعبة التي تباع في الأسواق للأطفال ، وحملت الفرح الذي لم تحمله عربة " بابا نويل " لأطفال ليلة الميلاد .. أما أن يتاجر بأطفال وشباب قد لا يدركون ما يفعلون .. فذلك ضرب من الإتجار السياسي بالبشر

لن أعلق على الأحكام القضائية بحق من خططوا للالتحاق بالمقاومة في غزة ضد غزوة أولمرت وعصابته ، ولكن لنا أن نذكر أن الأحكام التي تنطق ضد أردني يقتل أردنيا قد لا تتجاوز في معظمها السبع سنوات ، وفي إسرائيل يمنح قتلة الأطفال والنساء العربيات الفلسطينيات واللبنانيات أوسمة الشجاعة والإقدام .. للتذكير فقط .

أما أن تحاول مؤسسات قادمة من وراء البحار أن تتحكم بإرادة الشعوب فهذا من العار الكبير ، وباسم الرسولية والسلام .. فزمن الرسل ليس هذا الزمان ، وكل رسلنا الذين بعثهم الله تعالى بالمحبة والسلام لم يكونوا ممثلين سينمائيين ، بل كانوا أولي عزم .. بعثهم الله فيمن بعث الى "بني إسرائيل " القدماء ولكنهم قتلوا وعذبوا وصلبوا على أيدي كهنة يهود .. فأي رسل للسلام هؤلاء الذين يجرّون الصغار الى مستنقعات الكبار

غير الغريب في الأمر ، ان مؤسسة رسل السلام "ما غيرها " تضم مجموعة من الشخصيات التي جاهرت بعدائها للعرب والمسلمين أو المناصرة لحق إسرائيل أكبر مثال حي للعنصرية والإجتثاثية والعدائية في العصر الحديث ، ومن شخوصها :

إيلي ويسل وهو أحد الهاربين مما تسمى المحرقة النازية ، و العازف الإسرائيلي من أصل أرجنتيني دانيال بارينبوم الذي يحاول توظيف فرقته الموسيقية للتقارب مابين شبان فلسطينيين وقتلتهم الإسرائيليين ، والممثل الامريكي اليهودي مايكل دوجلاس ، وجورج كلوني الهولوودي أيضا .

الداعي للسخرية هو أن كل تلك الجماعات والجمعيات والرسل وشرائعهم وقوانينهم وأممهم المتحدة ، لم تستطع ولن تستطع أن تمنع إسرائيل من قتل العرب الفلسطينيين وأطفالهم .. وكل اتفاقيات السلام لم تستطع ان تغير جلدة اليهودي الصهيوني وما جـُبل عليه من لؤم وخبث ومكر ونقض للعهود والمواثيق ، أو البخل بكل شيء .. لذلك ستبقى إسرائيل كيان مصطنع لا يحقق لليهودي السلام ولا العيش الآمن ، لأن حكومات تل أبيب صهيونية عنصرية ، تقتل آلاف العرب في محاولة لإحياء جنيس إسرائيلي واحد ، وقرابين الدم التي سفكت دماءها على ثرى فلسطين ، لن يرضي الرب عنها ولا عمن يصافحها .

لذلك فهذه نصيحة لا تقدم ولا تؤخر ، ولكنها ذكرى ، لا " تنبطحوا " أكثر في أحضان إسرائيل المثعبنة المثعلبة .. وكفانا لهثا وراء سراب خادع ، سيقتل أجيالنا وأجيال أحفاد أحفادنا جوعا و عطشا يدعى السلام الكامل والشامل مع إسرائيل التي تمتلك الإرادة الكاملة واسلحة الدمار الشامل ونحن لا نملك من كل شيء شيئا .. وكفانا تطبيلا لكل شيء جاءنا من الغرب باسم السلام .. وكان الأولى أن نزرع المحبة والسلام بين مواطنينا وشعوبنا التي تحولت الى مصائد وشعاب موحشة .

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :