facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أيّهما يَسبِق .. معرَكة تحرير إدلب أم اجتياح تُركِيّ لشرق الفرات؟


محمد خروب
10-03-2019 12:17 AM

يُوشِك الغموض الراهِن في شأن ما يحدُث في إدلب ومُحيطها...أن يتبدّد, بعد أن لم يعُد بمقدور موسكو (دع عنك دمشق..التي أعلنَت أكثر من مرّة, أن صبرَها قد عِيل, وأنها لن تسمَح بتواصُل استفزازات الجماعات الإرهابية المدعومة من انقرة)...لا تستطيع موسكو تجاهُل المراوَغة التركية المُستمِرة, منذ وقَّع الرئيسان بوتين واردوغان اتفاق سوتشي الخاص بإدلب, والقاضي إقامة منطقة مَنزوعة السلاح بعمق 15-20 كيلو متراً في السابع عشر من ايلول الماضي.

مُؤشرات ذلك ظهرت بوضوح وربما في شكل غير مسبوق رُوسِيّا,عندما بحث بوتين الأوضاع في سوريا,(خصوصاً مأساة اللاجئين في مخيم الركبان الذين تحول واشنطن دون عودتهم, بهدف إضفاء الشرعية على وجودها العسكري, فضلاً عن تدهور الاوضاع في منطقة إدلب ومحيطها) مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسِي وسط تحذير من وضع خطير للغاية في إدلب, مع إعراب موسكو «عن أملِها بأن يُسهم تنفيذ الاتفاقات بين العسكريين الروسيين والأتراك الى انعطاف واستقرار الوضع في إدلب», في الوقت ذاته الذي لم يتوصَّل عسكريو البلدين الى خطوات إجرائية ذات جدول زمني مُحدد. وهو الأمر الذي واصلَت فيه موسكو لفت الأنظار الى ان اتفاق سوتشي الخاص بإدلب مُؤقّت ولم يُنفّذ بشكل كامل، في اشارة الى مسؤولية انقرة في هذا الشأن, وخصوصاً انها أخذَت على عاتقها مُهمة جمع سلاح الإرهابين وإخراجهم من المنطقة منزوعة السلاح, ما يؤدي بالتالي الى فتح الطُرق الدولية الموصلة بين حلب واللاذقية وحماة ودمشق. وكان مقرراً فتح تلك الطرق نهاية العام الماضي,لكن شيئاً من هذا لم يحدُث مُراوَغة من أنقرة واستمرائِها لعبة شراء الوقت.

تركيا من جهتها ما تزال مُصرة على مواصلة لعبة المُماطلة والتسويف بل الإستذكاء والمضي قدماً في الإستثمار في مُرتزقتِها مِمن يُسمّون زوراً «المعارَضة» وتحديداً الهيكل المُتداعي الموصوف بالجيش السوري الحر, حيث يُرتِّب عملاء المخابرات التركية لِعقد"مؤتمر عام يجمع القوى السياسية والعسكرية السورية المعارِضة برعاية مِن الحلفاء", على ما قال مصدر قيادي في الجيش المزعوم,عبر تصريحات صحفية نُشرَت مؤخَّراً, لافتاً الى أن المؤتمر المذكور سيُعقد على الحدود السورية التركية وسيكون مهماً جداًجداً (وفق تعبيره). أما المثير في تصريحاته هذه ليس فقط وصفِه الوضع بين تركيا وروسيا بأنه «بات مُعقّداً جداً»، بل وأيضاً تضخيمه عدد الذين سيحضرون الإجتماع المهم جداً جداً, في محاولة منه لإبراز عديد هؤلاء المرتزقة, كـَ «وفد قوى الثورة العسكري الى مفاوضات استانة وقيادة الجبهة الوطنية للتحرير والإئتلاف الوطني, وهيئة المفاوضات والمجلس الإسلامي السوري وأَهمّ الشخصيات الفاعِلة», مُستطرِداً في توقّع لافِت» انهيار اتفاق سوتشي بِرمَّته في حال لم يتوقّف القصف من قِبل النظام وحلفائه».

هنا إسألوا عن تركيا, إذ لا داعي لتوسيع زاوية البيكار أو تصديق الإكذوبة التي تُحاوِل صِناعتها وتضخيمها والإيحاء بأن هؤلاء يتوفّرون على قوة مُؤثِّرة أو دور فاعِل أو قرار مُستقل, ما بالك انهم مُجرّد بيادق وبنادق للإيجار, كما حالهم في غَزوتَيّ «درع الفرات وغصن الزيتون», حيث عملية التتريك التي تقوم بها قوات الإحتلال التركي للمناطق السورية مُستمرة ومتواصِلة, وتأخُذ أبعاداً خطيرة تهدِّد الهوية الوطنية والخصوصية الثقافِية السورية.

صبر موسكو ودمشق يبدو في طريقة للنفاذ, وما لم تُبد أنقرة إشارات جادة على شروعِها بتنفيذ اتفاق سوتشي (غير تمثيلية تسيير دورِيّات في المنطقة منزوعة السلاح,لا تجمَع سلاح الإرهابيين وتُخرِجهم منها), فإن إنهيار هذا الإتفاق سيكون النتيجة الطبيعية لمراوَغة استطالت ستة أشهر، وبخاصة وسط تهديدات تركية تفوح منها رائحة الإستعلاء والعربدة, تتحدّث عن استعداد الجيش التركي لـ"الدخول الى سوريا الآن", وأن انقرة » أنجزَت التحضيرات لتنفيذ عمليتها في منطقة شرق الفرات ومنبج",على ما أعلن فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي, مُكرّراً ما كان رئيسه قد قاله عن"المنطقة الآمِنة التي اتفق مع ترمب على إقامتها داخل سوريا ».

تركيا تنظر الى المنطقة الآمنة على «ان لا تتمكّن عبرها اي قوة او منظمة إرهابية من تهديد أمن تركيا وسلامتها».وهي مزاعم بل أوهام كان خلوصي أكار وزير الدفاع التركي أعلنها ايضاً:"القوات التركية على أهبة الإستعداد, وتنتظر قرار رئيس الجمهورية للبدء بالعملية العسكرية في منبج وشرق الفرات» قال الجنرال مُتبجِّحاً.

في السطر الأخير..تبدو"المآزِق» التركية,أعمَق وأكبر من محاولات اردوغان وأركان ادارته إخفاؤها او القفز عليها, وتهديداته باجتياح عسكري لشرق الفرات ومنبج,لا تعدو كونها إبعاداً للأنظارعن هذه المآزق, بل إن أخطرها هو ما ستواجِهُه قريباً المجاميع الإرهابية التي يُراهِن عليها اردوغان في إدلب ومحيطها،حيث اقتربَت اللعبة التركية من نهايتِها...والأيام سَتروي.

kharroub@jpf.com.jo

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :