facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحب "الإلكتروني"

14-05-2007 03:00 AM

بينما كنت اقلب مفاتيح الراديو في طريق العودة من العمل لفت انتباهي أحد البرامج والذي يطرح في كل مرة موضوعاً تتم مناقشته مع المستمعين وأصدقاء البرنامج وعلى الهواء مباشرة.. كان موضوع الحلقة يدور حول العلاقات التي تنشأ داخل غرف "الشات" على شبكة الإنترنت والتي أصبحت المكان الأول الذي يلجأ له الشباب ليتعارفوا أو ليلتقوا بشركاء حياتهم، سواء كان ذلك عن طريق غرف الدردشة "الشات" والماسينجر حيث تنشأ قصص وحكايات الغرام بين الطرفين أو عن طريق مواقع تم تخصيصها لغايات البحث عن الشريك والزواج و أصبحت تعرف فيما بعد بالارتباط (الانترنيتي).. وبالرجوع إلى السنوات الماضية فلقد دخل العلم في جميع مجالاتنا وتفاصيلها، ومع تطور وسائل الاتصالات بأنواعها المختلفة واجتياحها عالمنا، نجد بأن وسائل الاتصال أضحت لها سُلطة مباشرة في حياتنا اليومية خاصة شبكة الإنترنت التي باتت من أسرع وسائل الاتصال وأهمها، مما جعلها تتلقف الشباب المتلهف للإطلاع على هذا العالم من خلال الجلوس لساعات طويلة في غرف الشات للتعارف وعقد الصداقات من باب التسلية أو التجربة.. فنشأت ظاهرة الحب الإلكتروني، ويعتقد البعض بأن هذه الظاهرة قد تنشأ في المجتمعات المنغلقة حيث لا يوجد متنفس أخر للشباب إلا الإنترنت، فتكون نتاج حرمان من العلاقات السوية أو هروب من تعصبات لا حدود لها فلا يجد الشاب والفتاه سوى النت لتفريغ شحنه المشاعر والأحاسيس المدفونة بداخلهم ومن خلال أجهزة الكمبيوتر وقد يظن البعض بأن الحب الروحي أو "الإلكتروني" الذي لا يرى فيه المحبين بعضهما أقوى من الحب العادي لأنه ممتزج بالشغف لرؤية من تحبه واللهفة لترى نتيجة تخيلاتك له هل هي صحيحة أم خاطئة، فهذا النوع من الحب يعتمد على الخيال حيث انه غالبا لا ترى صورة من تحدثه بل ترسمها أنت من خلال طريقة كلامه والألفاظ التي يستخدمها بالرغم من أن هذا النوع من العلاقات يتميز بالجرأة لأنك تتكلم بحرية وصراحة، يموت الخجل بداخلك تترك العنان لخيالك ليرسم لكما مكانا هادئا تنفصلا فيه عن العالم كله .

والسؤال هنا هل يلبي الماسينجر رغبات المستخدمين العاطفية؟ أم أن المشاعر جامدة والكلمات بلا حرارة؟ هل صورة الحبيب وكلماته الرقيقة مشاعر حقيقية أم نسج خيال وحب على الهواء؟ وهل جهاز الكمبيوتر الصامت قادر على نقل صورة حقيقة عن الشخص المستخدم من خلال أزرار لوحة المفاتيح.. وهل هو قادر على ترجمة المشاعر والأحاسيس الصادقة وبثها عبر فضاء الشبكة العنكبوتية؟

إن العلاقة على الإنترنت ما هي إلا خيال فقط يعيشه أو يتاعيشه الطرفين، و كل شخص يترك العنان لخياله ويحكى عن نفسه كل ما يتمنى لو كان يملكه فلا توجد أصلا مصداقية فكيف يكون هناك علاقة حقيقية من الأساس؟ فهل يكون هناك حب بين شخصين لا يعرف كل منهم الأخر إلا كما يريد الأخر إن يعرفه فأغلب المتصلين بشبكة الإنترنت لا يعطون بيانات صحيحة عنهم، وكثيراً ما تدخل الفتيات والشباب بأسماء مستعارة، فكيف لفتاة أن تحب شاباً لا تعرف اسمه الحقيقي على الأقل.

من الجميل أن نتعرف على جميع سكان الكرة الأرضية من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة! لكن علينا ألا نسيء استغلالها ، فهي أضرت بالكثيرين الذين كان دافعهم الأساسي الخداع، فلقد بتنا في زمن لم نعد نستطيع التمييز بين الحسن والرديء وجهاً لوجه وفي ظل الاحتكاك المباشر في جميع علاقاتنا اليومية والصدق هو المظلوم الوحيد ويعود ذلك لكثرة الأقنعة في مجتمعاتنا، فهل نحن قادرون على أن نتواصل مع الآخرين ونحكم عليهم من خلال الشبكة الإلكترونية.. والتي تغيب عنها أدنى مقومات الاتصال والتواصل الصحيحة. وهل هناك مكان للثقة في مثل هذه العلاقات.. والتي لا تبنى على أسس صحيحية وتكون فيها الحقيقة هي الوحيدة الغائبة.

أسئلة عديدة لا بد لكل شاب وفتاة التمعن بها في ظل التطور التكنولوجي الذي نمر به يوماً بعد يوم.. فماذا قدمت لنا التكنولوجيا وماذا بالمقابل أخذت منا؟ قد تكون هذه هي ضريبة القرن الحادي والعشرين التي يجب أن ندفع!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :