facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مرحلة الخبيزة


عيسى عبدالرحيم الحياري
11-03-2019 11:37 PM

في ظروف تراجع الاستثمار و هروب رأس المال و الذي أدى لقلة الوظائف المتاحة و ارتفاع نسبة البطالة بشكل مخيف وتردي الأوضاع الاقتصادية لدى المواطنين ، لفت نظري صورة في خبر زيارة حكومة الرزاز للأغوار و قد افترش البساط العربي في إحدى الوحدات الزراعية و خلفه خيرات الغور العشبية فخطر في بالي كلام من عاصروا في مرحلة ما أحوالاً أكثر ضيقاً منا و أجبرتهم لابتكار أطعمة من الأعشاب البرية كالخبيزة و الحويرّة و اللوف و اللسينة و الخرفق و غيرها الكثير مما تنبت الأرض كبديل برّي عن الشراء من الأسواق حينها لقلة الحيلة ، و رغم انقضاء تلك الأسام فهم ما زالوا يطهون بعضاً منها اليوم إشتهاءً لطعم بعضها و حنيناً إلى أيام البساطة رغم البؤس الذي عايشوه .

ومن أبرز ما قيل خلال لقاء دولة الرئيس في ذات المكان ما قالته سعادة النائب فضية الديّات أنها قد " هرِمَت " وهي تنتظر زيارة الرزاز ! و بدأت باستعرض مشاكل أهالي الأغوار و الحلول الواجبة لتحسين أوضاعهم و التحديات التي تواجه المزارعين و الخسائر التي تكبدوها .

في جو تقلب التشريعات و الظروف الاقتصادية الصعبة التي عصفت و تفاقمت خصوصاً مع هجرة رأس المال المحلي المطردة مؤخراً التي شملت هجرات عائلية و المتمثلة بالسفر إلى دول شمال شرق البحر الأبيض المتوسط و لا يتقنون لغتهم و ليسوا بالقريبين من ثقافتهم يبدأون بالاستثمار بها في سوق العقار طامحين للحصول على إقامة دائمة أو منتهية بالتجنيس حيث يستقطَبون ممن سبقوهم بوجود ظروف استثمارية و لا يعلمون أن كثيراً منهم مستفيدين من العمولات التي يتقاضونها بعقد شراكات مع مكاتب عقارية و تجارية هنالك رغم عودة عدد منهم دون معرفة الأسباب ، و قد أدى هروب رأس المال المستمر إلى تضرر القطاعات المحلية المختلفة فعلى سبيل المثال هجرة عائلة مكونة من خمسة أفراد حرمت قطاع التعليم الخاص من ثلاثة طلاب و ما يحتاجونه من مسكن و غذاء و دواء و لوازم مدرسية و ألعاب و غيرها الكثير مما أدى لتراجع في نتائج القطاعات الصناعية و التجارية و الخدمية و حتى عوائد الرسوم و الضرائب ، فليس هنالك من لم يلحظ منا إغلاق مطاعم و محال تجارية على مدار عام و تعثر استثمارات لأسماء متداولة و معروفة في أسواقنا .

و مع ما نراه مؤخراً من وسائل التعبئة للإضرابات و المسيرات التي تطالب بإيجاد حلول من وظائف و مطالب أُخرى معظمها محق فلا يسعني سوى أن أقول عُذراً يا إبن وطن لا توصلنا إلى فوضى لا تُحمد عقباها ، فسيستغلها القاصي و الداني ممن يتربصون ليلاً و نهاراً لإيجاد فرصة لركوب موجة الأزمات للوصول لكرسي يعتاش و عائلته منه و بعد أن يشبِع متابعيه و المعجبين به مثاليات في ظاهرها قابلة للتطبيق و في باطنها أنانية و مصلحة شخصية و عجز هو يعلمه .

فهل لتلبية دعوة زيارة الأغوار دلالة معينة في مرحلة نقم و حنق غير مسبوقين نتيجة الأحوال الاقتصادية التي عصفت بهم مؤخراً ؟ و هل وصلت حكومة الرزاز بالمواطن إلى مرحلة الخبيزة ؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :