جامعة نورثويسترن في قطر تنظم نقاشًا علميًا حول علاقة الرياضة بالقوة الناعمة..

عمون - مع اقتراب استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم بعد أقل من أربع سنوات، تستعد الدولة للتعامل مع عدد التحديات والفرص المصاحبة لتنظيم ذلك الحدث الكبير.

وفي هذا الصدد، استضافت جامعة نورثويسترن في قطر ناتالي كوتش الباحثة الجيوسياسية للحديث عن دور الرياضة كوسيلة لتحقيق التأثير السياسي في جلسة نقاشية بمقر الجامعة في قطر ضمن أنشطة برنامج الإعلام والسياسة.

من جهته قال السيد إيفيرت دينيس، عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي: "لقد تناولت وسائل الإعلام المحلية والدولية بشكل مكثف موضوع العلاقات والديناميكيات الجيويسياسية المتغيرة لدولة قطر ، وبالنظر لكونها دولة ريعية، تخطط الحكومة للتحول للاقتصاد القائم على المعرفة عبر الاستثمار في عدد من المجالات ومنها على سبيل المثال لا الحصر الأعمال الرياضية، مما يجعلها حالة جديرة بالاستكشاف، وعليه تسلط البروفيسور ناتالي كوتش الضوء على حجم التحديات التي قد تواجهها الدولة في فترة الإعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم".

ويشير مصطلح "القوة الناعمة" إلى قدرة الدولة على استغلال التكتيكات الثقافية والاقتصادية، بالمقارنة مع القوة العسكرية، وذلك للتأثير على العلاقات الدولية، وفي هذا السياق أوضحت كوتش أن منهج قطر الاستراتيجي يتضمن تعزيز دور الرياضة لخلق هوية جيوسياسية متفردة. وتطرقت كوش كذلك خلال النقاش إلى أبحاثها والتي تتطرق إلى مختلف جوانب للفعاليات الرياضية وتتضمن تحليل التفاعلات مع الزوار وسلوكياتهم وكذلك التغطيات الإعلامية والسرد الصحفي السائد والعلاقات بينها".

وقالت كوتش، سبق وأن استضافت دولة قطر دورة الألعاب الآسيوية في عام 2006، وبطولة العالم لكرة اليد للرجال في 2015، وبطولة العالم للدراجات الهوائية على الطرق في عام 2016 لتتصدر بذلك المشهد الرياضي في الشرق الأوسط دولة حديثة ومتنوعة ومتسامحة.

وتوضح كوتش أنه هناك العديد من الوسائل لتحقيق تلك الصورة وأن المبادرات الحكومية والسرد المصاحب لها غالبًا ما يواجه العديد من التحديات، وأضاف أن خبرة كل مشارك أو مشاهد يمكن أن تضيف سطورًا إلى الصورة الكاملة، ويظل التحدي الأكبر من وجهة نظرها الأفكار المسبقة عن المكان والتي في حال لم تتوافق مع الصورة التي تم الترويج لها أو بمجرد سماع إشاعة عنها توافق هواهم فسيتعاظم انتشارها.

وأضافت كوتش أنه في عصر الإعلام الاجتماعي، هناك مخاطر متزايدة تصاحب تقديم وعود بصورة لا تعكس الخبرة الحقيقة، فالنقاشات التي تحدث في الفضاءات الإلكترونية والتغطيات الإعلامية من القنوات المستقلة تمتلك تأثيرًا كبيرًا على سمعة الحدث، والذي في العادة يرتبط بسمعة الدولة التي تستضيف الحدث الرياضي، وقالت: "من الحتمي للدول استخدام كافة فرص اللقاءات الجيوسياسية للتأكيد على صحة الأخبار المتداولة".

الجدير بالذكر أن البروفيسور ناتالي كوتش تعمل أستاذة للجغرافيا في عدد من المؤسسات التعليمية أبرزها كلية أو هانلي، وجامعة سيراكوس، وكلية ماكسويل للمواطنة والعلاقات العامة، كما أنها متخصصة في المجالات الجيوسياسية والقضايا القومية ونظريات الدولة فيما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في وسط آسيا وشبه الجزيرة العربية.

وتعمل كوتش حاليًا على مشروع عن الطاقة المتجددة وتطور الاقتصاد المعرفي في قطر والإمارات، ولها مؤلفات عدة أبرزها " The geopolitics of spectacle: Space, synecdoche, and the new capitals of Asia، وقامت كذل بتحرير كتاب Critical geographies of sport: Space, power, and sport in global perspective. وقد تم دعوتها للحديث بجامعة نورثويسترن في قطر كجزء من أنشطة برنامج الإعلام والسياسة.