facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاخوان : نيران ذوي القربى أشدُّ ضراوة


حسين الرواشدة
01-09-2009 06:15 AM

ثمة من يريد ان يجرّ قدم جماعة الاخوان المسلمين الى دائرة الصدام مع الحكومة ، او ان يحشرها في زاوية «الازمات» المتناسلة واحدة اثر واحدة ، او ان يجردها من فضيلة التوازن والحكمة التي اتسمت بها على مدى العقود الستة الماضية ، او ان يشغلها في معارك داخلية وخارجية تستنفذ طاقتها ، وتعيقها عن ممارسة دورها الوطني ، كأكبر جبهة للمعارضة.

في الدعاء المأثور يطلب الناس من الله ان يكفيهم شرّ اصدقائهم لانهم كفيلون بكفّ شرور اعدائهم وخصومهم ، او الحذر منهم على اضعف الايمان ، وربما يكون لسان حال اخواننا في الجماعة ان يكفيهم الله افعال وممارسات اخوانهم في الجماعة نفسها ، خاصة أولئك الذين لا يهدأ لهم بال الا اذا اشعلوا مزيدا من الحرائق وسط البيت الاخواني الهادئ ، باعتبار ان هذه الحرائق هي الوسيلة الوحيدة لتسليط الاضواء عليهم ، او اعادة الانظار إليهم ، او ابرازهم في اطار «البطولة» الذي يبدو انه اصبح اصغر كثيرا من اية صورة ، رغم ازدحام الصور والرسومات.

مشكلة الاخوان الحقيقية ليست فيمن يناصبهم الخصومة السياسية ، او حتى الفكرية ، وليست في المضايقات الموسمية التي تمارسها بعض الحكومات في اطار المناكفة السياسية ، وليست - كما قلنا اكثر من مرة - في هذا التقسيم المبالغ فيه بين الحمائم والقصور ، او بين المتشددين والمعتدلين ، وليست - ايضا - في غياب بوصلة الهوية او ازدواجية عضوية المكاتب ، انها ليست سياسية ولا تنظيمية ولا حتى ادارية ، وانما هي بكلمة واحدة: مشكلة داخلية ، وجودية ان شئت ، ووظيفية او عضوية ان اردت وباختصار مشكلة نفوس ورؤوس واصرار على السير باتجاه معكوس ، وهي - بالمناسبة - ليست جديدة ، ولا غائبة عن اذهان الاخوان انفسهم ، فبعد اكثر من ستين عاما انتقلت فيها الجماعة من الدعوة ، بما تمثله من طهارة واخلاص والتزام بأدب الحوار وبالزهد في المناصب ، الى السياسة بكل ما نعرفه من مواصفات ومؤهلات لمن يتداولها ، اصبح سؤال الوجود بالنسبة للدعاة الحقيقيين مطروحا بقوة ، ولانه ما زال معلقا بلا اجابة ، فقد تحول الى مصدر للقلق والانزعاج ، وفتح الباب امام ما نشهده اليوم من انسدادات وحراكات ومناكفات. لا بل ومن صراعات وصلت احيانا الى درجة كسر العظم ، والى ممارسة «التأزيم» المقصود الذي قد يفضي الى ما يشبه الانقلاب.

في وقت مضى ، كان الاختلاف بين «الاخوان» يدفع بعضهم الى الانسحاب بهدوء من الجماعة ، او الاكتفاء «بالطلاق» الصامت منها ، وأعرف العشرات بل والمئات ممن خرجوا ولم نسمع منهم اي انتقاد ناهيك عن اية اساءة او تجريح او تحريض لإخوانهم او عليهم ، تلك - بالطبع - كانت سمات «الرواد» من الدعاة الذين تربوا في مدرسة الاخوان الاولى ، والتزموا بمنهجها الذي خطه الشهيد البنا رحمه الله ، لكن الصورة الآن تغيرت وأصبح الذين يختلفون مع اخوانهم ، في ابسط الامور والتفاصيل لا يفكرون اطلاقا بالانسحاب او الاعتذار عن الالتزام بالتعليمات التنظيمية ، وانما يصرون على البقاء وعلى رمي ما بيدهم من عيدان الثقاب ، ولا يتورعون عن الانتقاد وتسريب المعلومات ومخالفة الانظمة والتعليمات حتى لو كان ذلك ضد مصلحة الجماعة ، لكي لا تقول مصلحة الدعوة «اين هي الدعوة؟» او مصلحة الدين الذي يعملون في ظلاله. او مصلحة الوطن ايضا.

اعرف ان الاخوان اليوم تحت النيران ، نيران الابناء ونيران الخصوم ايضا ، وأعرف ايضا ان الوقت لا يسمح بتوجيه النقد او حتى النصيحة ، ولكنني اشعر بالمرارة - إي والله - من هذا الذي يحدث داخل البيت الاخواني ، وأتمنى على العقلاء فيه ان يخرجوا عن صمته وترددهم وخوفهم ، وأن يبادروا الى تنظيف هذه التربة مما خرج منها من اشواك واحساده ، وان يعيدوها الى «سكتها الله» الاولى: سكة الدعوة التي اختطفتها السياسية بلا مقابل ، واذا كان لسان حالهم يقول: اكفنا يا رب شرور ابنائنا فنحن كفيلون بأعدائنا فلا املك الا ان ادعو الله ان يستجيب. قولوا معي: آمين،،

hussein-rwashdeh@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :