facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هجوم نيوزلندا من منظور سياسي


رضوان محمود المجالي
16-03-2019 11:44 PM

نترحم على شهدائنا ممن قتلوا على اداة الارهاب والهمجية، والتي جاءت كنتيجة لحالة التجييش الفكري والاعلامي الغربي في محطات تاريخ تطور المجتمعات الإنسانية، في الوقت الذي جاءت الممارسات الارهابية للأفراد والجماعات في توازي مع ارهاب الدول وارتكابها لأفعال تتجاوز خطوط الانسانية الى جرائم حرب من ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية. فمستوى الفعل المرتكب يرتقي لجريمة ابادة جماعية انتقلت من مستوى الدول الى مستوى الأفراد والجماعات.

ففي ظل الممارسات اللانسانية التي ترتكب بحق الشعوب من جرائم دولية شهدها العالم من خلال لجوء الدول الى القوة في تحقيق مصالحها، فكانت الغاية تبرر الوسيلة من منظور واقعي، قابل هذه الافعال لجوء الجماعات الارهابية الى ممارسة الارهاب في سبيل تحقيق مصالحها ومصالح الدول التي تخدم رؤيتها، فكانت الولايات الامريكية وإسرائيل نموذجاً غربياً لارهاب الدولة في ظل حالة التدخل الدولي الغير انساني، وحالة الفوضى في المنطقة العربية وتصدير رؤية الاسلام فوبيا من قبل الدوائر الغربية، من خلال النجاح الواضح في تحقيق هذه الرؤية الصهيوغربية، والتي استطاعت من خلال الجماعات الارهابية المتطرفة أن تقدم نموذجاً اعلامياً مشوهاً لرسالة الاسلام.

فكانت الأهداف الصهيوغربية تتوافق حول ضرورة اعادة تقييم وتقييد دور الاسلام في الغرب، وضرب مشروع الاسلام السياسي في المنطقة العربية، وتغيير دور الفاعل المحلي والاقليمي، في وقت يتم فيه تفعيل ادوار الجماعات الارهابية والمتطرفة كفاعل عابر للحدود يحقق الرؤية الاستشراقية القديمة في التأكيد على الحقائق التي صاغها الغرب في تشويه الاسلام، وانجاح المشروع الصهيوني في المنطقة العربية، في ظل ضمان اضعاف العرب، واذكاء الصراعات الداخلية، وتعزيز ادوات الهيمنة والتدمير الذاتية... فباتت ادوات اصلاح النظم وتعزيز الديمقراطية ادوات غربية، لا يغفل عنه الطابع الايدولوجي من منظور صهيوني، فكانت الخيارات العربية والاسلامية اضعف في ظل استمرار ادوات الصراع، وتنازل العرب والمسلمين عن ممارسة دور القوة الى دور باتوا يخدموا من خلاله مصالح المشروع الصهيوغربي، كأدوات تدمير وصراع في المنطقة العربية.

فباتت إسرائيل والولايات المتحدة اليوم من الجرأة في ممارسة القوة بتوافق عربي واسلامي، وصل الى درجة السعي لتحقيق مشاريع تقسيم وصفقات دولية على حساب المنظور الحضاري العربي والاسلامي، فكان خطاب الكراهية في دوائر الاعلام العربي، والطائفية الدينية وصراع الحضارات مجالاً لحدية الحوار السني الشيعي، المسلم المسيحي، سعت الجماعات الارهابية بالاضافة لبعض الدوائر الاعلامية العربية في تقويض حالة الوئام واللحمة الدينية القائمة لخدمة مشاريع خارجية.

قابل ذلك تصاعد حجة الغرب في خطابة العدائي والتقويضي للعرب والمسلمين، بعد العمليات الارهابية التي حدثت على اراضية ، بعيدا عن خيارات الديمقراطية وحرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية، كحجج تساق للحرب على الارهاب، ومعالجة قضايا الهجرة واللجوء من منظور أمني وظيفي، تنتقل من اطار الدولة الغربية المدنية التي تؤكد على الانصهار الثقافي وحرية الاديان إلى خطاب الكراهية والعنصرية، ورفض الآخر.

ومن هنا نجد أن ما حدث في نيوزلندا يظهر جلياً مقدار التعاطي الدولي مع الجريمة التي ارتكبت بحق مصليين ابرياء عزل، اذ تؤكد ضعف مقدار الاهتمام الاعلامي العربي والغربي بهذا الحدث بالمقارنة لأحداث ارهابية تجري في دول غربية كان مصدر الاتهام العرب والمسلمين.

هذا الامر ذو دلالة:

1.ضعف الحالة العربية والاسلامية على مستوى الدول والشعوب.

2.ارتباط ادوات الاعلام والاتصال العربي والاسلامي بالاعلام الغربي، وتأثره به.

3.زيادة تصاعد خطاب الكراهية لدى الغرب، واستحضار الحضارة العربية والاسلامية.

4.انتقال الرؤية الصهيوغربية من اطار صراعها العربي الى الصراع الاسلامي.

5.التأكيد على استخدام التكنولوجيا في ادارة الصراع في العلاقات الدولية، ومحاولة نقل رسالة للأخر ضمن خطاب كراهية.

6. التأكيد على ان هنالك افراد يرفضون وجود اقليات لديهم ويرفضوا لجوئهم.

7. محاولة تسجيل ردود الفعل العربية والاسلامية وتوظيفها في سياق حاد ومتطرف، يثبت اعلامياً الخروج عن رسالة وقيم الاسلام الحقيقية في الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرف.

أخيرا.: ان المتتبع لحادثة نيوزلندا يستوضح ان هنالك هدفاً اعلامياً صهيوغربي وراء هذا الخطاب الواضح الذي عبر عنه الارهابي المتطرف بقتله مصليين ابرياء، بأن القبول في الآخر بات غير ممكن كرسالة موجهه للافراد اللاجئيين والمقيمين في الغرب، وخاصة العرب والمسلمين، ممكن ان يتبعه سلسلة اخرى من الاحداث مستقبلاً تستهدفهم في اي مكان. وهذا جزء من مخطط يحاول ان يزعزع فكرة التعايش الديني بين الافراد والجماعات في الدول الغربية. ونقل الصراع وزعزعت الانصهار الثقافي والوطني





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :