facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مذبحة المسجدين وَضَرُوْرَة التحقيق


د. محمود أبو فروة الرجبي
17-03-2019 08:33 PM

الهجوم الإرهابي الَّذِي أودى بِحَياة 50 بَريئًا أثناء تأديتهم الصلاة فِي مسجدين فِي نيوزيلندة، يَدُلّ عَلَى أن الإرهاب لا دين لَهُ، وأن وَسَائل الإعلام وَوَسَائل التواصل الاجتماعي لَهَا تأثير كَبِير عَلَى التحريض ضِدَّ الآخر، وأن الدُّوَل الرَّاقِيَة الَّتِي تتمتع بتاريخ ناصع أبيض خال من العنصرية معرضة مثل غيرها لِهَذِهِ الأعمال، وهَذَا لا يَعْنِي أن نَقُوم بتحريض مُقابِل، فالحل يَكُون دائمًا بالتسامح، وبخطاب الاعتدال، وبمد الأيادي لكل المعتدلين فِي العالم من أجل إزالة أسباب العُنْف، والتطرف، وَعَلَى رأسها الديكتاتورية، وغياب العدالة، واحتلال أراضي الغير، وَمُساعدَة الظلمة، والمحتلين.
ربَّمَا لَوْ كانَ المهاجم مُسلمًا لاختلفت الصُّورَة، ولكان تركيز الإعلام الغربي والعربي عَلَى الحادثة أكبر، وهَذَا يَدُلّ عَلَى أن وَسَائل الإعلام أصْبَحَت تَتَعامَل مَع قيم لا اختلاف عَلَيْهَا بمكيالين، ولا يَجِبُ التعميم، فما زالَ فِي هَذَا العالم من هُوَ نقي، عَادِل، موضوعي.
ستبقى نيوزلندة دَوْلَة جَمِيلَة، وشعبها محب للسلام، والعدالة، وأي تصرف من أقلية لا يُمْكِنُ تعميمه عَلَى الجَمِيع، فَكَمَا أن الإرهابيين المتلبسين بالدين الإسلامي لا يمثلون المسلمين، وَكَذلِكَ الحال مَع هَؤلاء الإرهابيين فِي الغرب، لَكِن هَذَا لا يمنعنا من طَلَب التحقيق فِي الأمر، لأنَّ بَعْض الأخبار الَّتِي تصل من شهود عيان تَتَحَدَّث عَن تأخر سَيَّارات الشُّرْطَة فِي القدوم، وَكَذلِكَ الإسعاف، فإنه وِفقًا لشهود عيان وَبِنَاء عَلَى ورد فِي بَعْض الوكالات فإن هُنَاكَ اتهامات بتأخر الإسعاف لنصف سَاعَة، وَقَالَ مَجْد الدين – وهُوَ الشخص الَّذِي طارد الإرهابي- إنه لاحق الإرهابي وَعِنْدَمَا جاءَت الشُّرْطَة منعته من الدُّخُولِ لإنقاذ صَدِيقه الَّذِي يَنْـزِف فأدَّى هَذَا إلى وفاته، حَيْثُ تأخر الإسعاف، وهَذَا الأمر قَدْ يَكُون ناتج عَن خطأ من تصرف الشُّرْطَة وَلكِنَّهُ يَحْتاجُ إلى تحقيق.
إضافة إلى ذلِكَ فإن قُدْرَة الـمُجْرِم عَلَى التحرك بحرية، ولوقت طَويل، وَدونَ وُجُود أي تدخل أمني جَعَل التكهنات حَول الأمر تدور فِي أحاديث كثير من النَّاس، ومِن حق الأرْدُنّ الَّذي فقدت أرْبَعَة شهداء فِي هَذَا الحادث الإرهابي أن يطالب بتحقيق، بَلْ ويشارك فِيهِ – وهَذَا حق لكل الدُّوَل الَّتِي فقدت شهداء فِي الحادث-، لتصل إلى نتيجة هَلْ كانَ هُنَاكَ تقصير من الدَّوْلَة النيوزيلندية فِي هَذَا المجال أم لا؟ وَهَلْ هُنَاكَ متعاونون من جهات مُعَيَّنَة مَع القاتل غير أولئك الَّذِينَ نقلوه من مَكَان لآخر؟
رحم الله الشهداء، وشفا المرضى، وندعو الله أن يجعل عالَمِنا أكثر أمنا، وَسَلامًا، وعدالة بَعَيدًا عَن لون الدَّم الـمُؤْلِم، والقتل البَشِع.
الإرهاب يضرب فِي كل مَكَان، والتحريض ما زالَ مُستمرًا فِي كثير من وَسَائل الإعلام، فَهَلْ تَكُون هُنَاكَ إجراءات لمنع مثل هَذِهِ التحريض بغض النظر عَن المحرض ضِدَّهُ؟ مُجَرَّد سؤال.

Mrajaby1971@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :