facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العنف الاجتماعي .. احتقان ام انحراف


ماجد ديباجة
03-09-2009 05:22 PM

تزايدت في الآونة الاخيرة حوادث القتل والعنف في المجتمع الاردني بشكل غريب لم يسبق له مثيل وتعددت صور العنف مابين الانتحار والانتقام والثار وجرائم الشرف وغيرها ، حيث اخذت هذه الحوادث منحى الظاهرة التي تؤرق المجتمع الاردني الذي اعتاد ان يغفو فوق واحة من الاسقرار والامان الاجتماعي لا تؤرقه شاردة ولا تشوبه واردة .

وقد اخذ المجتمع يصحو رويدا رويدا على مختلف صنوف وانواع الجرائم التي كنا نسمع عنها فنستغربها ونمقتها . ولعل مثل هذه الحوادث التي لايمكن ان تمر مرور الكرام على المهتمين والمعنيين بالامر الا وتستأثر ياهتمامهم وتحليلهم وبحثهم فيما يتعلق بالدوافع والاسباب التي ادت الى هذا الوضع المريب .

ان بروز هذه الظاهرة ( او الحوادث المتكررة ) في مجتمع كالمجتمع الاردني ، المعروف بجديته واستقراره وترابطه الاسري والاجتماعي المتين . تنم عن تحول كبير في منظومة القيم والتقاليد الاجتماعية المتوارثة ، وتخلق مفاهيم اجتماعية وانماط سلوكية غير مسبوقة تتسلل الى النسيج القيمي للمجتمع . وتنخر فيه بما يتسبب في تغيير منظومته الاخلاقية والسلوكية .

واذا شرعنا بالبحث عما يفند ويفسر هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا المسالم بفطرته ، فاننا لانستبعد ان يكون للعوامل الاقتصادية والسياسية القائمة ، والمحيطة بالواقع الاجتماعي ، نصيب من هذا التحول ، ذلك ان هذه العوامل ، تتداخل بشكل كبير لتشكيل الانماط السلوكية الاجتماعية ، المنبثقة عن الواقع المعيشي للجماعات والكيانات البشرية .

فالانفتاح والتواصل والتلاقح الاعلامي مابين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات النامية ، ومحاولات التقمص الممجوجة للتقاليد والعادات الطارئة على مجتمعنا ، بتاثيرات وسائل الاتصال المختلفة والتدهور الكبير في الظروف الاقتصادية لهذه المجتمعات ، التي تتسبب بالضغوط المادية والنفسية على افراد المجتمع ، وعدم قدرة المجتمعات النامية على محاكاة المجتمعات المتقدمة بشكل متوازن ومدروس ، مما يعمل على خلق فجوة كبيرة وتباين واضح في القيم والعادات ، كما ان غياب الفهم الناضح للتقدم والتطور بمعناه الفلسفي والتوعوي . ينعكس على مدى استيعاب المفاهيم والسلوكيات الحضارية الحديثة ، فضلا عن تغييب الراي والراي الاخر والاستئثار من قبل النخب المتنفذه بالمكتسبات المادية والجهوية والسلطوية ، على حساب المصلحة العامة والذي يولد امتعاضا واحتقانا متراكم لدى الشرائح المتهالكة في المجتمعات النامية .

ان كل هذا وغيره الكثير مما لايتسع المقام لذكره، لحري بخلق كم هائل من التراكمات النفسية والفكرية والمادية ، تلك التي تنعكس حتما على المسلكيات والانماط المعيشية لاي مجتمع كان ، فتؤدي الى تغيير كامل للقيم والمعايير الاخلاقية التي اعتاد عليها مجتمعنا ، وبالتالي فانني ازعم بكل اسف ان هذه المعطيات والعوامل تعد اسبابا ممكنة ومؤهلة لتكوين هذا الواقع المعيشي الجديد الذي نكابده ونعانيه . ونكابر احيانا في محاباته والتستر عليه خشية ان نصطدم بالواقع والحقيقة التي نعيشها ، فنكتشف ان الاوان قد فات لتلافي هذا الواقع وتدراك الامور .

اننا ندعو المؤسسات الوطنية والاجتماعية المعنية الى التصدي لدورها ومهامها بشكل واضح وواعي في نقد الواقع الذي نعيش ، وتبيان الحقائق ، وتشريح العوامل المؤثرة ودراسة مدى ضلوعها في تغيير هذا الواقع ، ووضع الاليات الممكنة لتجاوز هذا الواقع ، واجتراح الحلول والتصورات المستقبلية ، التي يمكن ان تفيد في تصحيح او تعديل الامور قدر الامكان .
وقد تأخذ هذه الخطوات وقتا طويلا ومساحة واسعة في الدراسة والمسح ، لكنها على الاقل تضع الحقائق على الطاولة امام المسؤولين والمعنيين بما يجري ، ليصار الى تنقيبها وتمحيصها والوقوف عليها بغية تدارك الوضع القائم ، المنذر بالاسوأ عافانا وعافاكم الله .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :