facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأم والكرامة


أمل محي الدين الكردي
20-03-2019 06:24 PM

يحتفل الأردنيون اليوم بمناسبتين عزيزتين على قلوبهم وهما عيد الأم وعيد الكرامة، فعيد الأم يؤكد لنا مدى قدسية هذا الرمز العظيم الذي يعطي بدون حساب والذي هو مثل في التضحية والبذل والعطاء

والسبب في مصادفة عيد الأم لـ 21 آذار من كل عام في البلدان العربية، بحسب معظم المقالات المنشورة، تعود للصحفي مصطفى أو توأمه علي أمين، أو للاثنين معاً: وهما مؤسسا جريدة أخبار اليوم في مصر.

وتقول كل الروايات إن إحدى الأمهات قامت بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، بل كرست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا من الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، إلا أنهم لم يعودوا يزورونها وانصرفوا عنها تماماً. فكتب مصطفى أمين في عموده الشهير «فكرة» يقترح تخصيص يوم للأم، وكذلك فعل علي أمين، فانهالت الخطابات التي تشجع تلك الفكرة، ووافق أغلبية القراء عليها وشاركوا في اختيار يوم ٢١ مارس ليكون عيدًا للأم (ومنهم من يقول أن علي أمين من أقترح أن يكون 21 آذار عيداً للأم)، وهو أول أيام فصل الربيع، واحتفلت مصر بأول عيد أم في ٢١ مارس ١٩٥٦ ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية.

كما أنه صدر بمصر يوم 21 مارس عام 1957م، أول طابع بتلك المناسبة وكان يُباع بـ 10 مليم، وتم إصداره عقب أول احتفال بعيد الأم في مصر عام 1956م، وتم تصميم هذا الطابع احتفالاً بهذه المناسبة، وللتذكير بفضل الأم، وما تقوم به من أجل أبنائها. ورغم انتشار هذا العيد كمناسبة تحمل قيم إنسانية سامية في الأوساط المصرية والعربية المتأثرة بها، إلا أنه هناك من اتهم صاحبي الفكرة ومخترعيها بالترويج للأفكار الغربية والتقليد الأعمى لمجتمعاتها، وجوبه بالرفض من الأوساط الدينية واعتبروها بدعة، لا بل هناك من اتهمهما بتقصد اختيار رأس السنة البهائية (نوروز) للاحتفال بعيد الأم! واعتقل مصطفى أمين في 1965 بتهمة التجسس لصالح أمريكا وتلقي الدعم منها للتأثير على الرأي العام العربي وترويج أفكار أمريكية.

ويقال إنه ذات يوم خابر جمال عبد الناصر مصطفى أمين، وقال له إن الاحتفال بعيد الأم فكرة سخيفة، فهو لا يذكر أمه، فقد ماتت وهو طفل صغير جداً، ولا يعرف كيف يحتفل بها ولا حتى أين دفنت، لذا يحسن العدول عن هذه «الفكرة الغريبة». وقد شبهه البعض بأنه نجاح كنجاح عيد الأم في أمريكا الذي تحقق على يد (آنا جارفيس) عام 1908 معندما قامت بذكرى لوالدتها ليوم الام واستخدم هذه التسمية رئيس الولايات المتحدة الامريكية وودروويلسون في القانون كعيد رسمي ، إذ حاولت الحكومة المصرية آنذاك تغيير اسمها إلى عيد الأسرة ليكون الأب أيضا مشمولاً بها، ولكنها عدلت عن التغيير فيما بعد.

بينما في سوريا، وحسب طابع بريدي يحمل تاريخ 13 أيار 1955 (يوم الأم السورية) على أنه يوم للأم وعيد لها، ولكن في عام 1988، وبموجب المرسوم 104 أصبح 21 آذار من كل عام عيداً رسمياً في الدولة، تعطل فيه الجهات الرسمية والعامة للاحتفال بهذا العيد «تكريماً للأم والمرأة في سورية وتقديراً لعطاءاتها وما تقدمه من أجل بناء وتنشئة الأجيال»!.
وعيد الأم له معان كثيرة ومرتبط بأحداث مختلفة كانت تاريخية أو أسطورية أو إنسانية أو دينية كالذي يرتبط في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بقوة الصلاة لمريم العذراء. وإن اختلفت التواريخ والأسباب. تبقى الأم رمز الحياة والحب والديمومة كل عام وجميع الأمهات بألف خير هذا هو عيد الأم.

أما عيد الكرامة فهو مناسبة سيظل يذكرها الأردنيون لسنوات طويلة جدا ويحتفلون بذكراها كلما حلت لأن هذه المعركة أعادت للعرب وليس للأردنيين فقط كرامتهم وأثبتت أن الجيش الإسرائيلي يمكن أن يهزم وأن تمرغ جبهته بالتراب، فبعد حرب عام 1967 والخسارة الفادحة التي تكبدها العرب في هذه الحرب حيث ضاعت الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان كان هناك شعور بالإحباط والهزيمة والحزن العميق واعتقد البعض بأن الجيش الإسرائيلي جيش أسطوري لا يمكن هزيمته لأنه انتصر على ثلاث دول عربية خلال خمسة أو ستة أيام إلى أن جاء يوم الكرمة الخالد حيث دخل هذا الجيش مزهوا بنصره وغروره إلى منطقة الغور الأوسط ليحتله ومن ثم يتجه إلى مرتفعات السلط فتصدى له أبطال الجيش العربي ودارت معركة حامية الوطيس تكبد خلالها الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ولأول مرة يترك آلياته المدمرة في أرض المعركة لأنه لم يستطع سحبها وأثناء المعركة طلب وقف إطلاق النار عدة مرات بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها وسجل أبطال الجيش العربي في هذا اليوم نصرا خالدا سيظل يذكره الأردنيون والعرب لسنوات طويلة وقد عرضت آلياته المدمرة في العاصمة عمان ليشاهدها كل الأردنيين.

لقد أبلى جنودنا الأبطال في يوم الكرامة بلاء حسنا وبالرغم من سقوط عدد من الشهداء إلا أن هؤلاء الشهداء سقطوا دفاعا عن ثرى الأردن الطاهر ودفاعا عن الكرامة العربية وفي هذا اليوم نذكر هؤلاء الشهداء ونترحم على أرواحهم وسيظلون رمزا لنا جميعا في التضحية من أجل الحفاظ على ثرى هذا الوطن الطيب.

عيد الأم وعيد الكرامة هما مناسبتان من أعز المناسبات على قلوبنا جميعا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :