facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هدايا انتخابية لنتنياهو


اللواء المتقاعد مروان العمد
25-03-2019 05:11 PM

كان إعلان الرئيس الأمريكي ترامب وبكل عنجهية عن عزمه اصدار وثيقة تعترف بسيطرة دولة الصهاينة على مرتفعات الجولان وضمها إليها بحجة انها تسيطر عليها منذ اثنان وخمسون عاماً عندما قامت باحتلال هذه المرتفعات وأن هذا الاعتراف ليس إلا إقرارا بالأمر الواقع، إلا عبارة عن إقراره بشرعية الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة المسلحة وشرعية قيام الجهات المحتلة بضم هذه المناطق إلى سيطرتها أو على الأقل ممارسة نوع فاضح من عدم الحيادية في هذا المجال، فهو في حين يبح لنفسه ولدولته اقتطاع قطعة من الدولة السورية ومنحها لدولة الصهاينة بحكم سيطرتها عليها منذ اثنان وخمسون عاماً إثر حرب عام ١٩٦٧ فهو ينكر ذلك على دولة روسيا بخصوص منطقة شبه حزيرة القرم. وقد جاء هذا الإعلان كسابقة خطيرة وتصدر لأول مرة رغم القرارات الدولية التي تعترف ان الجولان أرض سورية محتلة رغم احتلالها منذ مدة طويلة، ورغم رفض واستنكار غالبية دول العام ومؤسساته الدولية بما فيه مجلس الأمن لقرار دولة الصهاينة بضمها في نهاية عام ١٩٨١ ولعزم ترامب الاعتراف بشرعية هذا الضم.

وقد برر الرئيس الأمريكي اتخاذه لهذا القرار أنه كان لابد أن يقوم بذلك احد الرؤساء الامريكان وأن هذا الامر هو إقرار بالأمر الواقع ولأهمية الجولان لأمن وسلامة دولة الصهاينة وأنه هو الرئيس الذي سوف يفعل ذلك كما فعل حين اعلن الاعتراف في القدس عاصمة أبدية وتاريخية لهذا الكيان ونقل سفارة بلاده إليها.

أما لماذا يصدر ترامب قراره هذا الآن فلأن ذلك سوف يصب في صالح رئيس وزراء الكيان الصهيوني اليميني المتطرف نتينياهو والذي سوف ينعكس إلى بطاقات انتخابية في انتخابات هذا الكيان والتي سوف تجري في التاسع من شهر نيسان القادم لصالح نتنياهو وخاصة وبعد أن أظهرت استطلاعات الرأي بهذا الكيان تقدم القائمة المعارضة لنتنياهو والتي سميت باسم قائمة أزرق وأبيض أو قائمة الجنرالات ولو بفارق طفيف. ولذلك قرر أن يكون الإعلان عن هذا الاعتراف خلال زيارة نتنياهو الحالية لواشنطن وبعد الاجتماع المقرر عقدة بينهما اليوم، ليعود نتنياهو إلى تل أبيب وهو يحمل هذه الهدية ليقدمها لليمن الصهيوني واليمين المتطرف والديني ليحصل على أصواتهم باعتباره البطل الذي حقق لهم هذا النصر والهدف. ولتكون هذه الهدية بالإضافة للهدية السابقة التي قدمها ترامب له بخصوص القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها بطاقه عبور وفوز لنتنياهو في الانتخابات بالإضافهة إلى أنهما من ضمن بنود صفقة القرن والتي أخذت بعض بنودها ترى النور وكلها لصالح الكيان الصهيوني.

إلا ان هذه الهدايا الامريكية ليست الوحيدة التي قُدمت لصالح نتنياهو وتطرفه فقد قدمت الباراغوي وغواتيمالا هديتهما بأن نقلتا سفارتيهما إلى القدس بينما تعتزم كل من هندوراس والتشيك ورومانيا لتقديم هداياههم بنقل سفارات بلادهم إليها أيضاً الأمر الذي أعتقد أنه سوف يتم قبل انتخابات هذا الكيان.

كما أن هذه الهدايا التي أشرت إليها ليست الوحيدة التي قدمت لنتنياهو، فإن بعض ما جرى ويجري داخل المحتل من أرضنا الفلسطينية من استمرار الخلافات ما بين سلطة رام الله وسلطة غزة وتعمقها وتحولها إلى أعمال عنف ومصادمات وقمع. وبعض العمليات الجهادية التي وقعت مؤخراً مثل حادثة الشهيد عمر أبو ليلى وحوادث إطلاق الصواريخ من غزة على الكيان الصهيوني قبل أسابيع وحادثة اليوم باستهداف إحدى ضواحي تل ابيب بصاروخ. وحادثة الاشتباك ما بين المساجين الفلسطينين في سجن النقب وبين حراسهم الصهاينة وتعرض اثنان من الحراس للطعن بأدوات حادة، ودون أن يعتبر أو يفسر كلامي هذا بأنه إدانتة لهذه العمليات إلا أنها اعتُبرت كهدية من السماء لنتنياهو ليمارس المزيد من أعمال العنف والقمع والقصف والقتل بحق الشعب الفلسطيني البطل والأمر الذي سوف يحوز على رضا وإعجاب المتطرفين الصهاينة، مما سوف ينعكس إلى أصوات لصالحه في صناديق الاقتراع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :