facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هذا العشق الهاشمي .. !!


أ.د عمر الحضرمي
27-03-2019 12:32 AM

في يوم امتلأت به الأرض بنور سماوي، وبحنان إلهي، وبرضاء ربّاني، في ذلك اليوم تنزّلت على الدنيا شآبيب رحمةٍ ولطفٍ وصفاءٍ ورأفة، وذلك ايذاناً بمولد سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ليكون هذا الفتى الهاشمي آخر أنبياء الله المرسلين إلى أهل الأرض، يحمل في يمينه راية الإيمان، ويحمل في شماله عَلَمَ الهداية إلى طريق الخلاص.

ومن نِعَم الله على البشريّة، أن جعل نسل هذا النبي المبارك ممتداً حتى يرث الله الأرضَ ومَنْ عليها، بعد أن قضت المشيئة الالهيّة على عدو هذا الرسول الكريم وشائنه بأن يكون هو "الأبتر".

أما نحن في المملكة الأردنية الهاشمية، فإننا نسجد شكراً لله الذي خصّنا ببعضٍ من عترة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم. واستمر هذا الفضل الإلهي علينا، وأظلّ أؤلئك السّادة الذين يسكنون على آخر المسار في الشمال الإفريقي، بعد أن سكن آخرون بعضاً من الأرض حولنا لفترة من الزمن.

ومع قراءة التاريخ، والوقوف عند مفاصله الأردنية، يسألنا الناس، لماذا هذا "العشق الهاشمي"، فنقول لهم، هو الشكر لله أن جعلنا، منذ أن انداحت الأرض، تراباً مباركاً، وصارت ديارنا أرضَ رِبَاط، وصرنا نحن من أهل أكناف أوّل قِبْلةٍ في الإسلام، وجيراناً لثالث مسجد تشد إليه الرحال.

واعترافاً منا بهذا الفضل، قلنا لأبناء هاشم نحن معكم، لأنكم أخذتم على أنفسكم العهد بأن تكونوا معنا، ولأنكم كنتم مع الجميع، سواء من وافقكم أم من خالفكم الرأي، قبلتم منه ما قال دون إقصاء أو رفض أو عِدَاء. نحن معكم لم نعرف الجهالة السياسية أو الرعونة في المبدأ، حتى أن بعضنا تحدّث بكل صراحة وبكل حريّة مُبْدِياً خلافاً هنا وافتراقاً هناك، لكن كلاًّ منا يعرف أن نهاية الدرب ستكون في محطة التقاء، ينادي فيها الجميع بضرورة حماية الأردن وصيانته، وبناء مداميك جديدة في قلعة عزّته وكرامته.

نحن في الأردن من قلْنا للسيد الشريف إن هذه الأرض، وهؤلاء القوم، يستكملان السكينة والقدرة والإقتدار إنْ جاءت فلذة من كِبَدِ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لنبدأ معها المسيرة سويّة ... وهذا ما كان.

ونحن في الأردن من نعرف معنى الوفاء والولاء والانتماء والكرامة والعزّة والفِداء. ونحن في الأردن نعتز بأن أُمهاتنا ليس لهن هَمّ إلاّ إنجاب "الزُّلم" الصادقين، الرجال المجاهدين القادرين على حمل المسؤولية، والمضحّين في سبيل الجمع، والمتعالين عن الصغائر. لذا لَقِيَتْ دعوة الفرسان ترحاباً في قلب الشريف، فأرسل من بَدأنا معه المسيرةَ الصالحة الراشدة المباركة، مدركين أنّ وظيفتنا في هذه الدنيا أنْ نخدم الدين، وأن نحمي الأرض، كل الأرض العربية والإسلامية، وأنْ نحمي العرض، وأنْ نُعلّم الكتَبَة كيف يكون لون الحرف العربي.

بعد هذا كلّه لا تسألوننا عن سبب هذا "العشق الهاشمي" الذي نعيشه، والذي يحسدنا عليه الكثيرون، هذا العشق الذي رسمناه على كل دروب الدنيا، وزرعناه تحت أهداب عيوننا، ولوّنّاه بنور الشمس، وظلال الشجر، وإطلاله الزهر ، وصنعناه من عسل النحل الذي لم يترك وردة إلاّ وقَبّلَ شفاهها.

نسأل الله الكريم، رب العرش العظيم، أن يحمي الأردن قيادة وشعباً وأرضاً وفكراً وتراثاً من كل سوء، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.

Email:ohhadrami@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :