facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفلسطينيون والأردنيون بلا ضفة غربية


ماهر ابو طير
28-03-2019 12:51 AM

الكلام الذي قالھ القیادي الفلسطیني، صائب عریقات حول ضم إسرائیل للضفة الغربیة، كلام خطیر جدا من حیث تأثیراتھ على الفلسطینیین وعلى الأردن من جھة ثانیة.

تغریدة عریقات، لیست تغریدة عابرة، وھي اذا صحت، تعني نھایة مشروع السلطة الوطنیة الفلسطینیة، ونھایة اتفاقیة أوسلو، وتأخذنا أیضا الى استنتاجات مختلفة، على صعید الھویة السیاسیة للفلسطینیین في الضفة الغربیة، وعلى صعید مخاطر كل ھذا على الأردن، الذي سیجد نفسھ امام واقع مختلف تماما على الصعید السیاسي.

یكتب عریقات ویقول ..“ضم الضفة الغربیة سوف تكون الخطوة القادمة، وبعدھا اعتراف الرئیس ترامب بدولة غزة تحت رایة حماس. لا یوجد امل بالسلام مع قرارات ترامب. وعلى ترامب ونتنیاھو ومن یعملون معھم فى ھذا الملف ان ینظروا الى المرآة عندما یسمعون عن قتل اسرائیلي أو فلسطیني ، عندھا سیعرفون سبب الموت“.

لا احد یعرف ما اذا كانت ھذه التغریدة بنیت على أساس معلومات او مجرد تحلیل سیاسي، لكنھا من حیث المبدأ، تأتي في سیاقات طي الإدارة الأمیركیة للملفات العالقة بعد حرب 1967، عبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائیل، ثم الاعتراف بسیادة تل ابیب على الجولان، اما سیناء فالكل یعرف ان ملفھا تمت ادارتھ عبر السلام المصري-الإسرائیلي، ولا یتبقى الیوم سوى الضفة الغربیة التي اصبح الفلسطینیون فیھا اقلیة بعد ان تم اغراقھا بالمستوطنات والمستوطنین على حد سواء.

لكن التساؤلات ھنا كثیرة، عن معنى ضم الضفة الغربیة، لأن إسرائیل لا ترید التورط مجددا في ملف إدارة السكان في الضفة الغربیة، فما ھي مصلحتھا في اعلان الضم والدخول وجھا لوجھ من جدید في مواجھة مع الفلسطینیین الذین تدیرھم سلطة رام الله الیوم، كما ان ھذه التساؤلات تقود الى كلفة الضم السیاسیة والأمنیة والعسكریة، واذا ما كانت إسرائیل ھنا تمتلك تصورا واضحا ھو ھویة السكان الذین یحملون أرقاما وطنیة فلسطینیة وماذا سیكون مصیرھم في حال ضم الضفة الغربیة، والى من سیتبعون، وكیف یمكن تنفیذ الضم مع بقاء السلطة الفلسطینیة
واتفاقیة أوسلو؟!

الأردن، من جھتھ متضرر بشدة من ھذا السیناریو، فھو یعني سقوط سیناریو الدولة الفلسطینیة، ویعني أیضا مخاطر ما بعد سقوط السلطة الوطنیة واحتمالات حل السلطة من جانب الفلسطینیین ردا على الضم اذا حدث، وھذا یعني ان الضفة الغربیة معرضة لاحتمالات كثیرة بسبب ما یعنیھ ضمھا من حیث انھاء كل المشروع الفلسطیني، والتسبب بفراغ سیاسي وأمني، وإعادة جدولة ملف اھل الضفة الغربیة نحو الفراغ والفوضى، او حتى احتمالات اندلاع انتفاضة ثالثة ضد إسرائیل.

اعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائیل یختلف من حیث النتائج، لأن جمیع المقدسیین لا یحملون أصلا جوازات فلسطینیة، واغلبیتھم یحملون ھویات إسرائیلیة او جوازات إسرائیلیة او أردنیة مؤقتة، وبرغم انھم تحت الاحتلال إلا أن تكییفات وضعھم القانوني واضحة، وتختلف تماما عن تكییفات الوضع القانوني للفلسطینیین في الضفة الغربیة الذین لدیھم جوازات فلسطینیة مع ارقام وطنیة، او جوازات أردنیة مؤقتة بلا أرقام وطنیة.

اذا أعلنت إسرائیل حقا، ضمھا للضفة الغربیة، فیستحیل ان یعني ھذا الضم قبول إسرائیل إدارة السكان، او استعداد إسرائیل للدخول في مواجھة، وھذا یعني ضمنیا ان سیناریو الضم ھنا یختلف تماما عما شھدناه في ملف القدس من ضم فعلي للقدس الشرقیة، او ضم الجولان باعتراف أمیركي الى إسرائیل، وھنا لا احد یعرف شكل الضم ومغزاه.

السؤال الأھم یرتبط بموقف السلطة من ھذا السیناریو، والكیفیة التي سترد عبرھا، خصوصا ان الرد عبر الغاء أوسلو وحل السلطة یعني فعلیا اخلاء الضفة للاسرائیلیین، ومن جھة ثانیة فتح الضفة الغربیة لكل السیناریوھات من حیث الوضع العام؟!

في كل الحالات قیل كثیرا ان حل الدولتین انتھى منذ زمن بعید، وان الدولة ثنائیة القومیة مجرد خیال، وان إسرائیل لن تتنازل عن الضفة الغربیة التي تعتبرھا “ یھودا والسامرة“ وتعتبر ان لھا فیھا مواقع دینیة، مثل الخلیل والقدس ونابلس، ھذا فوق ان الإشارات باستحالة قبول قیام دولة فلسطینیة امر لیس جدیدا.

لتمتلك السلطة الوطنیة الجرأة ولیخرج احدھم ولیعلن صراحة، عما سیفعلونھ اذا حدث سیناریو الضم فعلیا.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :