facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أوراق متعبة


سهير بشناق
29-03-2019 01:44 AM

يأخذونك لمكان اخر لا تريده

يغيرون احلامك يمرون مرور الكرام عن ذاتك ووجودك

يبعدونك يوما تلو الاخر عن نفسك لتصبح غير قادر على قراءة نفسك .... غير قادر على اكتشافها ومعرفة ما بك

تحيا هكذا بين مساحات الحزن والسعادة

فلا انت حزين ولا سعيد

يبحثون بداخلك عن انفسهم عن ما يحقق لهم سعادتهم فقط

تصبح بحاجة تماما كالطفل لكلمة حب .... لمسة حنان انسانية لا يقف وراءها شيء تقال لاجلك انت فقط لا لاجلهم

تصبح هشا من اعماقك تعلم جيدا انك تعني لهم الكثير والكثير يلبي لهم ذاك الشعور النرجسي واحتياجهم لانفسهم وسعادتهم بك ومن خلالك

ياخذونك لمكان اخر لتبحث وتبحث عن ذاتك فلا تجد سواهم

ويسالونك بعدها هل انت سعيد ..... ؟؟

شكرا لذاك السؤال فانت تدرك جيدا ان الاجابة عليه تحتاج لان تبحث عن ذاتك في مكان اخر ولا تجيب .....

ضباب يسكن ارواحنا ......

جميل ذاك الضباب وانت تسير بمحاذاته

وحيد لا يملء قلبك شيء .... ولم تعد ترغب بمزيد من البشر من حولك

وانت تسير تقلب صفحات العمر لا ترى ما بداخلها بوضوح فذاك الضباب قد اجتاحها تماما كمسيرك به

فتتذكر بانه يشبه علاقاتنا مع الاخرين لا نرى ما باعماقهم ومشاعرهم بوضوح لكننا نستمر معهم وبهم

لا نريد ان نرى سوى كل ما هو جميل

يتملكنا الخوف من ان نرى ما خلف هذا الضباب فنمضي ونحن لا نرى الا القليل ونكتفي به كي لا نضل بطريقنا

ذاك الضباب هو من ابقى على علاقات كان عليها ان تنتهي منذ زمن لكنها لا تزال حاضرة بصفحات العمر

يا لهذا العمر الذي احتوى قلوباً ووجوهاً واقنعة كانت لنا تماما كذاك الضباب

فمن منا يمتلك القدرة على تغير مساره ليشتم رائحة الربيع لا يلتفت الى ذلك الجزء المخفي بالاخرين ؟؟؟؟

من منا يمتلك القدرة على ان يرى بوضوح ويستمر ....؟؟

من منا وكلنا غارقون بضباب لا نقوى من خلاله على رؤية الاخر

لا نقوى ولربما لا نريد كلاهما سيان بصفحات عمر يمضي لم يعد يحتمل ان نرى شيئا سوى هذا الضباب ....

نحتاجهم لأنهم الاجمل ....

نحن بالحياة لا نحتاج الاخرين لاننا لا نستطيع الوقوف بمفردنا

لا نحتاجهم فقط لاننا نعجز عن انقاذ انفسنا واعادة نفوسنا لمسارها الصحيح بالعمر

نحن نحتاجهم لان العلاقات الانسانية باختلاف مسمياتها هي علاقات القلب والروح

هي تلك المساحة التي بها لا نشعر اننا غرباء

لان تلك العلاقات وجدت لملامسة القلوب وللابقاء على ذاك الشعور الجميل بالاقتراب من الاخرين ووجودهم بنا ومعهم

نحن نحتاجهم ليس لاننا ضعفاء لكن لنزداد قوة بوجودهم

نحن نحتاجهم لان معهم وبهم تصبح رحلة العمر اجمل واقل تعبا

نحن نحتاجهم لكن ذلك الاحتياج ليس الا صلاة في محراب قدسية هذه العلاقات

عندما نتوقف عن كل ذلك لن نغرق او نزداد ضعفا لكننا نخسر في كل مرة بها جزءاً من انفسنا .... من وجودنا .... من ألقنا

وما الايام بعدها سوى عابرة لا يستوقفنا منها شيء .....

لربما لم اكن كما تريد .....

لربما كنت في يوم ما لك حلماً

ولم تستمع الي عندما اخبرتك ان الاحلام هي الاجمل كلما اقتربنا من تحقيقها فقدت رونقها ولهفتها

لربما كنت بحياتك شيئاً ما ... وانت اردتني ان اكون كل شيء ...

هكذا نحن نحلم ونسعى لتحقيق احلامنا اعتقاداً منا بانها ستكون اجمل ما دمنا تمكنا من الامساك بلحظة تحقيقها

هكذا نحن كلما اقتربنا من الاشياء والاحلام كلما رغبت بالرحيل عنا لنكتشف بعدها حماقاتنا ونحن نسعى لتحقيقها وامتلاكها

لربما كنت لك شيئاً ما وانت باعماقك تريد أن اكون كل شيء

الم اخبرك يا صديقي ....في وقت مضى ...

ان تبقيني حلماً لا يتحقق

حلم يراودك كل يوم وكل لحظة لتحيا به دون ان تقترب منه او تحققه ....؟؟

الم اخبرك يا صديقي ....

ان بعض الاقتراب ولحظات تحقيق الاحلام هي ذاتها احتراق لما باعماقنا وخيبات امل لا نقوى عليها لانها تسلب من احلامنا جمالها ونقاءها ...

الم اخبرك بكل ذلك ....؟؟؟

يا ليتك اكتفيت بي حلماً .... كان باعماقك حياة وعمراً وكل شيء

فلاجل ان تحققه لم تعد تقوى على ان تحلم من جديد وهذا احتراق اخر لا نهاية له .....

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :