facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العرب .. دول تكبر ودول تصغر


ماهر ابو طير
31-03-2019 12:20 AM

قبل سنین تحدثت إلى سیاسي بریطاني على رفعة في المستوى، وكان صریحا إلى الدرجة التي قال فیھا، إن اغلب الدول العربیة، لن تبقى كما ھي على صعید خریطة كل الدول، وھذه الدول، اما ستكبر، او تصغر، واغلبھا لن یبقى على حالھ، خلال السنین العشر المقبلة.

حاورتھ حول سبب ھذا التصور، فأشار بكل وضوح إلى ان ترسیمات الخرائط في الأساس، تدخلت بھا دول خارج المنطقة مثل بریطانیا وفرنسا، وان اغلب الخرائط، تمت صیاغتھا ضمن محددات معینة، وان إعادة الترسیم امر لیس جدیدا، اذ حدث ھذا من قبل، فلماذا یتحسس منھ العرب الیوم، وفقا لمنطوقھ، فحدود الدول في الأساس، رسمھا الغرب.

في كل الأحوال فإن توقعات السیاسي البریطاني، لم تكن ولیدة رأي شخصي، إذ إنھ یعتقد ان الكیانات الوطنیة العربیة في العموم، تعاني من مشاكل كثیرة، سیاسیا واقتصادیا، إضافة إلى النزاعات بین مكونات كل دولة، وھو برأیھ ما ثبت خلال السنین الأخیرة، من خلال تثویر الھویات الفرعیة ضد الھویة الجامعة في دول كثیرة على أساس دیني او مذھبي او طائفي او عرقي، معتقدا ان عملیة تثویر الھویات تأسست على مظالم متراكمة بین ھذه الھویات، وأن أوان انفجارھا لم یتأخر كثیرا بعد فشل أغلب الدول العربیة في صیاغة ھویة جامعة وتعزیز العدالة
الاقتصادیة والاجتماعیة والمساواة بین المواطنین.

علینا ان نلاحظ، الیوم، ان المنطقة تتعرض إلى ضغوطات شدیدة، ومن الجھل الاستغراق في تحلیل كل ظرف نراه في بلد عربي دون قراءة النتائج النھائیة، خصوصا ان ھذا الضغط الخارجي والطمع بالموارد والثروات، من جھة، والرغبة بتثویر الازمات والھویات، امر واضح، یجري توظیف وسائل كثیرة، في سیاقاتھ، ابرزھا الاعلام والأحزاب والدین والجماعات الدینیة والمذھبیة والعرقیة والقبلیة، في ظل غیاب العدالة، وشیوع الفساد، وانعدام القانون، وتفشي الخلافات، وتحویل المجتمعات إلى طبقات، بعضھا منتفع وصامت، واغلبھا متضرر وجائع وخائف، ھذا فوق ان ھذه البیئات مقموعة، والنار تحت الرماد فیھا.

لكن لماذا یتوقع السیاسي البریطاني ان لا دولة سوف تبقى كما ھي على الخریطة، وان اغلب الدول سوف تتعرض إلى تغییرات، اما تكبر وتتوسع مساحتھا، واما تصغر، بمعنى الانشطار إلى عدة دول، وھذا السؤال الذي فردتھ بین یدي السیاسي البریطاني أجاب علیھ بقولھ إن بنیة المنطقة بطبیعتھا قابلة للتغییر، في ظل السمات سالفة الذكر، وانھ حتى بدون ضغط خارجي فإن بنیة اغلب الدول ھشة وغیر قابلة للاستمرار، ضاربا المثل بدول اكثر رفاھیة في الغرب، واكثر صونا للحقوق والواجبات، وفیھا عدالة، لكن مكوناتھا تنزع للانفصال، وإعادة رسم الخرائط، كما في اسبانیا، او بریطانیا، او دول أخرى، معتقدا ان مھمة إطفاء أزمات الانفصال في الغرب، اسھل بكثیر من العالم العربي، كون الازمات في منطقتنا لا تتوقف، وبسبب غیاب الحلول الجذریة ومواصلة الظلم.

ربما ھذا الحوار یبدو قدیما، لكنھ یستیقظ من جدید، مع المعلومات التي تتدفق حول مشاریع جدیدة لإعادة رسم الخرائط في المنطقة، إذ إن الأدلة كثیرة على ان الضغط الخارجي لم یتراجع ویرید اضعاف ھذه المنطقة لاعتبارات كثیرة، ویرید تولید دول جدیدة، ولا یتراجع عن ھذا المخطط، وربما یزید من خطورتھ ھذه الأیام، تعاظم الصراع بین قوى كبرى، مثل روسیا والولایات المتحدة، واجندات إسرائیل، التي تسعى لتفتیت الدول على مستوى بنیتھا الداخلیة، عبر تحطیم الوحدة الاجتماعیة، لاضعاف كل جوارھا، وبما قد یمتد إلى ماھو ابعد.

مناسبة كل ھذا الكلام، التحذیر مجددا، من مشروع قدیم-جدید، یرید إعادة ترسیم الخرائط، وعلى الرغم من اعتقاد كثیرین ان أزمات بعض الدول العربیة، مثل سوریة او العراق او أي بلد آخر قد انتھت، الا ان مخطط إعادة التقسیم، وإعادة الترسیم دخل مرحلتھ الثانیة، ھذه الفترة، وقد نرى أیضا، في دول عربیة آمنة، اطلالات لأزمات جدیدة، سواء ما نراه في السودان او الجزائر، ودول أخرى مقبلة على الطریق، وكما اشرت، فإن كل ھذا التخطیط لا یجري دون سیاق، بل یعتمد على بیئة خصبة بالأزمات والكراھیة والتشظي الداخلي، وشیوع المظالم والفساد، وغیاب العدالة والقانون، والفرص الكریمة أیضا.

الغد





  • 1 فلسطيني من عمان 31-03-2019 | 01:54 AM

    عدالة بني هاشم لامثيل لها لافي الشرق ولا في الغرب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :