facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القطامين يكتب: بئست صفقة البادي


د. نضال القطامين
03-04-2019 12:59 PM

باعت خزاعة ُ بيت الله إذ سكرت بزقِّ خمرٍ، فبئستْ صفقة البادي..

باعت سدانتها بالخمر وانصرفت
عن المقام وظلّ البيت والنادي..

وكَيْلا يُعيد العرب مشهد الطائف يوم باع أبو غبشان الخزاعي مفاتيح البيت بزق خمر، وكَيْلا يرخي العرب قبضتهم عن ما تبقى من مكانة للقدس في الوجدان وفي الدين وفي العروبة، فإن اليقظة من السبات ومن التغافي والتغافل، ضرورة فائقة وأولوية أولى.

لا يمكن لسياسيي الدولة أن يُشيحوا بأنظارهم عن تعقيدات متواترة لخيوط اللعبة. لم تسفر القمة العربية الأخيرة عن شيء يوحي بالإطمئنان، وبينما يواصل اللوبي الصهيوني إنجاز مخططاته، لا يلوح في الأفق إشارات تبعث على الدفء.

على امتداد تاريخه، يجد الأردن نفسه اليوم محاصرا في السياسة والإقتصاد بإحكام. نعم اجتاز مفازات خطرة على امتداد هذا التاريخ، لكنه الان يقاتل بسيفه وحيداً في ميدان ممتلىء بالعسس ونماذج أبي رغال.

انتظر الأردن فزعة الشقيق طويلا، فجاءت خجولة مثل حمّى ابي الطيب تمشي ليلاً على استحياء.
خجولة وربما مغلّفة بشيء من المقايضة. لكن لا سبيل للقدس لدى الهاشميين. إنها وصاية دينية فرضها التاريخ والمجد والقيادة.

القدس دونها السيف والدم والشهداء وتاريخ طويل من الرعاية والوصاية والحماية.

وعليها، كذلك، أن تقاتل مجد اللحظات الزائفة، ويدي العلقمي، وأفكار أبي رغال، لكنها ستبقى القدس، معراج النبي الكريم الى السماوات ومسرى الكتائب إلى أسوارها وضواحيها ومبانيها.

لن تجد هذه الدولة التي نَمَتْ على تاريخ كامل من العروبة والمجد، لن تجد نفسها أمام مقايضة الإقتصاد بالتراخي عن بعض مبادئها، وإذا ما كان عليها الإختيار، فإن الأمر محسوم بشكل نهائي، وسيقف في وجه الصفقات، شعبٌ سيترك هتاف الضرائب ومسيرات العمل، ليكون جيشاً عزمه الماضي المتكىء على تراكم كبير للعزة والكرامة والعروبة.

في المدى العالمي، تكيل الدول المستكينة بمكيالين؛ واحد تدرأ به الذئاب عن مصالحها، وآخر تتقي به لؤم جماعات الضغط. وفي كلتا الحالتين، فهي تسير في ركب مؤامرة عالمية كبيرة تُدرس خطواتها بعناية.

وإلّا كيف يمكن لدول أوروبا أن ترفع صوتها بأن الجولان محتلٌ بينما لا تأتي على القدس بشيء من ذلك.

ثم ماذا يعني صمت الكيانات العالمية عمّا يحاك في الظلام ويدبّر؟ وماذا عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وماذا عن مواثيق الأمم المتحدة.

على الأردن أن يبدأ البحث عن تحالفات جديدة. تحالفات تتفق معه في نهج مقاومة الصغار. أولئك الذين يعيدوا انتاج صفقة خزاعة وقد باعت بيت الله بزق خمر فبئست صفقة البادي.

يمكنه ذلك. إنّه ينهض بواجب الدفاع عن القدس. سيجد حتما من ينظر لتاريخه فيرفع صوته، وسيكون في طليعتهم شعب يمشي إلى القدس ويقتفي أثر الكتائب في حواريها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :