facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشاعر الوداع


أ.د.محمد طالب عبيدات
15-04-2019 12:17 AM

مشاعر الوداع أنّى كانت طبيعتها للشخوص أم للمكان أم للأحداث أم للزمان تحمل في طيّاتها أقسى وأصعب أنواع المشاعر، وربما سببيّة ذلك تعود لأمرين: أولهما مُرّ وعاطفي لحرارة الموقف بعد تعوّد على حياة رتيبة وآمنه ومستقرة، وثانيهما علقم ومُخيف من حتميّة البُعد المستقبلي وربما الفراق والمسألة مسألة وقت فقط:

1. الوداع فيه غصّة وحسرة وخوف لكن أمل اللقاء يجعل منه سُنّة حياة مُستساغة ومقبولة وخصوصاً إن كان في سبيل مأرب لطلب العلم أو خلافه.

2. الوداع مؤقّت أو دائم، فالمؤقّت فيه أمل وترقّب وأهداف ولقاء قريب، والدائم فيه إيمان وإنتظار لحرارة اللقاء بالجنة بحول الله تعالى، وكلاهما فيهما سُنّة حياة.

3. وداع الشخوص هو الأقسى نظراً لطبيعة المشاعر الإنسانية ورقّتها، لكنّ إقتران الأمر بتحقيق أهداف بعينها يخفف الحسرة والألم؛ وربما توفّر وسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي خفّفت كثيراً من جمرة البعد والفراق.

4. الشخوص الذين نُحبّهم حتماً لا نودّعهم لأنهم من حرارة الشوق يعيشون في سويداء قلوبنا وأهداب عيوننا وهم أمام نظرنا طول الوقت، فوداعهم فيزيائي لا عاطفي أو كيميائي.

5. ربما خفّفت وسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي كثيراً من قساوة مشهد الوداع المؤقّت، لكنه ما زال مُرعباً ومخيفاً نوعاً ما ويحمل في طيّاته الكثير.

6. الناس الذين يضعفون عند الوداع غالباً ما يجمعون بين العاطفة ورباطة الجأش على السواء؛ ومع ذلك فالودائع قاسي وصعب ولو للحظات.

7. وداع الأحبّة واﻷحياء يكون على أمل اللقاء بهم عما قريب، ووداع اﻷموات يكون على أمل لقائهم في الفردوس اﻷعلى، اللهم شافي مرضانا وإرحم أمواتنا وإجمعنا بهم بالجنة. آمين.

بصراحة: الوداع ليس بالسهل ولم يَعُد صعباً في ذات الوقت، لكن الأحاسيس والمشاعر تختلط أحياناً حُبّاً بمن نودّع وألماً على مشهد الفراق، والأمل بالمستقبل وتحقيق الأهداف واﻹيمان بالله حتماً يخفف من حرارة المشهد؛ قلوبنا دوماً مع الأحبّة الذين نودّعهم؛ بالسلامة يا أعز الناس.

صباح المحبة والإنسانية والعاطفة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :