دحنون الكرك اختفى .. لماذا ؟!
15-04-2019 10:30 AM
عمون – محمد الخوالدة
في سبعينيات القرن الماضي تغنت المطربه سميرة توفيق ببهاء الاردن ، تضاريسا وطبيعة اسرة وربيعا خلابا ، في اغنية لها خصت المطربه سميره ربيع اعلى واشهر جبال الكرك " جبل شيحان" ، خصته بالقول " وسفوح شيحان العالي دحنونها الاحمر نور ،علا "
سؤال : لماذا قرنت المطربة سميره بين شيحان وزهرة الدحنون الحمراء اكثر ازهارالربيع شهرة واثارة للقريحه ، الجواب : ان سهول الكرك وهضابها وفي السياق شيحان كانت تمتد في الربيع بطول البصر وعرضه بساطا احمر فرونق الدحنون يغطى اديمها,
الدحنون او بالاسم العلمي "شقائق النعمان " نسبة للملك النعمان ملك الحيرة -الذي يقال انه من اكتشف مالهذه الزهرة الجميلة من فوائد طبية - ، نسبة تعطي دلالة ان زهر الدحنون نبتة تعرفها كل ربوع بلاد الشام والاردن احدها ، وربط كاتب كلمات اغنية سميره توفيق بين شيحان والدحنون يعني ان جبل شيحان كان الاوسع شهرة محلية بهذه الزهرة الربيعية الجميلة .
ظل ربيع الكرك يفرد سنويا بساطه الاحمر الرحب على ارض الكرك الى امد ليس بعيد ، تراجع الشان في السنوات الاخيرة فبالكاد اضحىيت ترى حتى دحنونة واحده ، سؤال : كيف ذلك ولماذا؟!.
يجيب مدير زراعة الكرك المهندس مازن الضمور فيوضح ان ليس الدحنون وحده الذي اختفى ، بل ثمة نباتات برية اخرى انقرضت او هي موشكة على ذلك ، الامر مرتبط قال المهندس الضمور بعوامل طبيعية وبشرية اسهمت ولازالت بتدمير الغطاء النباتي في البيئة الكركية ، التي قال انها اكثر تاثرا بمواسم الجفاف والزحف الصحراوي والرعي الجائر ومخرجات ذلك ، ناهيك - اضاف المهندس الضمور - عن التوسع العمراني الذي يغتال اخصب الاراضي لتصبح اكوام اسمنت وحجارة معطلة للحياة النباتية ، فيما يشكل الافراط في استخدام المبيدات الحشرية ومخصبات التربة - بحسب المهندس الضمور- عاملا اخريهدد الامن البيئي في منطقة الكرك بشكل عام.