facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البدائل الأردنية


د. عامر السبايلة
14-09-2009 04:18 PM

لا تزال نبرة التفاؤل في التصريحات الرسمية الأردنية بشأن المخارج والحلول المتعلقة بعملية السلام تتصدر ردود الفعل الأردنية الرسمية والتي تؤكدها تحركات الدبلوماسية الأردنية و تصريحاتها المتكررة.

و بالرغم من أن التفاؤل الأردني يقابله بطريقة موازية - و بمقدار أكبر بلا شك- تصرفات و تصريحات استفزازية إسرائيلية لا تجعل للتفاؤل مكاناً بل تجعل منه أول المغيبين في ظل الظروف و المعطيات الحالية. إذا لابد من دق ناقوس الخطر و فتح باب التساؤلات حول ماذا أعدت الدبلوماسية الأردنية من خطط بديلة لتلافي أخطار التحولات العكسية و التي قد تطرأ و بشكل متسارع كما تشير المعطيات الأولية للمسارات الدبلوماسية و التي قد تضطر للتضحية و اللجوء إلى حلول أكثر عملية ضمن حسابات منطق القوة و التأثير.

إن التصريحات و التأكيدات الإسرائيلية المتتالية تشير إلى أفول أي فرصة لإتمام عملية السلام و أن حل الدولتين قد يكون في طريقه لمدفنه في مقبرة الأحلام الغابرة و بالتالي سنكون بحاجة فقط لبعض من الجرأة اللازمة لننعاه. و حتى تتجلى الأمور بطريقة أوضح يكفينا اليوم التوقف للتصريحات التي يطلقها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي, و رأس مطبخه السياسي و صاحب أطروحة المملكة الفلسطينية الهاشمية أوزي اراد, فعلى سبيل المثال لا الحصر يؤكد اراد أن إسرائيل غير معنية بالشعب الفلسطيني و لكنها معنية بأرضها, فأراضينا – و القول هنا لأراد- هي التي نريد أن نحفظها و الفلسطينيين نريد أن نتخلص منهم.

لا يكاد الإسرائيليون يفوتون الفرصة أو أي مناسبة لإطلاق التصريحات التي تستهدف الأردن كياناً و دولةً و شعباً. و على الجانب الآخر يتضح يوماً بعد يوم الوهن الواضح للإدارة الأمريكية في التأثير على العملية السلمية ,و إن كان الكثيرون يودون إنكار هذه الحقيقة و ذلك لان الإدارة الأمريكية هي الأمل الوحيد الباقي و بالتالي يجب أن تمنى النفس دائماً بأن مفتاح الحل قادم من البيت الأبيض, إلا أن الضعف الأمريكي في إدارة الملف واضح و أن التأثير الأمريكي على الإسرائيليين يكاد يكون معدوماً لا بل أن إسرائيل و بحجة الخطر الإيراني أكملت بناء المستوطنات و تقوم بتجربة الصواريخ و المناورات مع الجانب الأمريكي نفسه.

إن مثل هذه التصريحات في ظل هذه الظروف و المعطيات التي تشهدها ديناميكية المشهد السياسي من تبدل التحالفات وسياسة البحث عن الأوراق الرابحة, لا بد لها من دق ناقوس الخطر على صعيد الموقف الرسمي الأردني, و إلى متى سيبقى هذا الموقف أسير سلبية المجتمع الدولي في التعامل مع هذه الأزمة و هو يمارس دور المنتٌظر المحايد. و السؤال الأهم هنا يتعلق بالبدائل الأردنية و الاستعداد في حال إعلان فشل هذه الدبلوماسيات في فرض حلول على الإسرائيليين, فالنتيجة الحتمية ستكون تصدير الإسرائيليين لمشاكلهم خارج حدودهم الجغرافية و رضوخ المجتمع الدولي على أساس أنها أصبحت حقيقة واقعة يجب التعامل معها.

من هنا لابد للدبلوماسية الأردنية من فتح قنوات الاتصال و التعاون مع مختلف الاتجاهات و المسارات والتركيز على بناء تحالفات إستراتيجية جديدة مبنية على المثل القائل" لا تضع كل البيض في سلة واحدة". فالبديل الوحيد لفرض ميزان القوى على سياسة القوة هي قوة السياسة و ذلك بتعدد الخيارات ز تنوع التحالفات كما أثبتت نماذج دبلوماسية مؤخراً.

لاشك أن الأوراق الأردنية الرابحة تتشكل على محاور عدة, فالعلاقات الأردنية السورية المتينة هي حصانة إستراتيجية يجب المحافظة عليها و تقويها بحيث تكون على سلم الأولويات. ظهور تركيا الجديد بالصورة المؤثرة و بالعمق الحالي يجب أن يدفعنا إلى مد جسر تواصل مع الأتراك و على جميع الأصعدة لما فيه من تقديم ضمانات لعمق استراتيجي مميز. لا بد أيضاً من التنسيق مع حركة حماس بالتساوي مع حركة فتح و بذلك يتم المحافظة على مفهوم القضية الفلسطينية الكامل, لأن أي تجزيء سيكون له نتائجه السلبية على الأردن فقط.

و قد تمثل الخطوة الإستراتيجية السورية بالتعاون العسكري الكامل مع روسيا و تقديم التسهيلات البحرية في ميناء اللاذقية مثالاً يستحق الدراسة لأنه يدخل في موضوع التحالفات الإستراتيجية و التي تعزز من مواقف الطرفين. و في النهاية لابد للعلاقات الدبلوماسية الأردنية أن لا تغفل ضرورة فتح الأبواب المغلقة و من هنا لا يجوز للعلاقات الأردنية الإيرانية أن تأخذ طريقاً مسدودا كما تضمنت إشارات التصعيد الضمنية التي تفهم من قرار إغلاق تلفزيوني العالم و Press TV.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :