هنالك الكثير من العبارات التي نستخدمها في حياتنا اليومية وذلك اثناء التواصل مع الآخرين وكل منها توحي بمعنى او اشارة اودلالةً ما ، فمنها التي تزيد اللقاء محبة وتقديراً واحتراماً ومنها التي تزيده توتراً وعنفاً قد يصل الى القتل في بعض الاحيان ومن هذه العبارات (ما بتعرف مين انا ) التي تستخدم من قبل المعرف ذو الصفات والملاحم البطولية كابي زيد الهلالي بطل عصره او عنتره وغيره حتى لا اخال نفسي في القرن الواحد والعشرين وما زلنا نطلق مثل هذه العبارات ، وما زاد من استغرابي بالاعتداء الذي قام به احد اعضاء مجلس نوابنا المحترمين على احد افراد شرطتنا البواسل وعلى جسر جرش وهي الحادثة الثانية خلال فترة وجيزة وما ذنب هذا الشرطي انه لم يستطع فك شيفرة (ما بتعرف مين انا ) بعد ايقاف السيارة التي كانت تقل هذا النائب ولا يوجد اية اشارة من لوحة للمركبة او شاخصة تعريفية على صدره للدلالة عليه مما ادى الى وقوع سوء الفهم بينهما ومن ثم قام بالاعتداء على الشرطي بدل ان يصافحه ويشكره على اداء واجبه وخاصة في هذا الشهر الفضيل ويشد من ازره ويرفع من معنوياته .

إن افراد الشرطة الاشاوس ورغم الظروف التي يمرون بها في الشوارع العامه بكافة مدن المملكة من ضغوط العمل وسوء تصرف بعض المواطنين وغيرها من متاعب الحياة وحرارة شمس الصيف وبرد الشتاء يؤدون واجبهم بتفاني واخلاص ومع هذا يأتي من يحاول الاعتداء عليهم اثناء عملهم سواء كان اعتداء لفظي او مادي فانه لا يجوز ذلك وكل من يحاول القيام بمثل هذا الفعل لا بد ان يحاسب وفق الانظمة والقوانين ، وان لا يتم التهاون في مثل هذه القضايا حفاظاً على امن بلدنا الذي نعتز ونفتخر به وان كرامة اي شرطي من كرامة المواطن وكلنا تحت القانون في ظل سيادة القانون في بلدنا الغالي.

ولا ادري متى سوف نتخلص من هذه العبارات ( ليش بتجحرني بعيونك ) او غيرها التي ساعدت في زيادة وتيرة ونسبة جرائم القتل والمشاجرات في الاونة الاخيرة ،وانه لا بد من وضع قاموس بمفرداتنا وعباراتنا التي اصبحت تهدد حياتنا ويمنع تداولها في الحياة اليومية لما لها من خطر على ارواحنا والبحث عن البدائل المناسبة من العبارات التي تزيد الالفة والمحبة الروابط الاجتماعية بيننا.
bsakarneh@yahoo.com