facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مستقبل الأغنية المصوّرة الأردنية


د. تيسير المشارقة
22-04-2019 02:56 PM

الأغنية المصوّرة العربية والأردنية التي بدأت بالظهور مطلع وأواسط تسعينات القرن العشرين تقف الآن على مفترق طرق؛ نظراً لعدة عوامل تاريخية، ومنها: ضعف المؤسسات المنتجة بعد أزمة الخليج والكويت مطلع التسعينات، فقر في المعدات والأجهزة الديجيتالية المتخصصة في الصورة الرقمية، ندرة المخرجين المتخصصين والمدرَّبين في صناعة الأفلام القصيرة والوثائقيات والفيديو كليب والفيديو آرت، التعليم السينمائي والتلفزيوني في العالم العربي يحتاج لخبراء في صناعة وتكوين الصورة ومنظرين وأكاديميين وحرفيين وطواقم عمل.

برز ثلاثة مخرجين في عالم الفيديو كليب وإخراج الومضات الإعلانية والأغنيات المصورة في العالم العربي، وهما الأردني حسين دعيبس واللبناني فادي حداد وطارق العريان. ضف إلى ذلك نادين لبكي التي انشغلت في صناعة السينما، ونهلة الفهد من دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤيد الأطرش من سوريا الشقيقة.

وسعدنا في الآونة الأخيرة من انشغال مصطفى زيتاوي (شركة بيورميديا) بصناعة الأغنيات المصوّرة في الأردن وقام خلال عام واحد بإنجاز وتصوير أغنيتين عربيتين وهي: الأولى لمطرب محلي وهي من كلماته، والثانية للفنان عماد سلطان بعنوان "عدت الأيام" وهي متوفرة الآن على موقع اليوتيوب. ويبدو أن المعدات والأجهزة المتوفرة في السوق الأردني لا تستطيع كلها استيعاب هذا الزخم البصري الصاعد في كافة الأقطار العربية في ظل الحريات الديمقراطية واختلاف الرؤى التجريبية والتجريدية وتنوّع الفرجة ومدى التكرار والألفة مع غير المألوف، أي الأصيل.

المخرج والفنان حسين دعيبس انشغل في صناعة الدراما الأردنية لفترة من الزمن وانتقل إلى السينما، ويبدو أنه انشغل عن الفيديو كليب كقامة سينمائية، وباتت الأغنية المصوّرة بعيدة عن أولوياته الفنية. أما فادي حداد من لبنان الذي قضى ما يزيد عن الربع قرن في انتاج وإخراج الأغنية المصورة العربية ونتج ما يقارب الـ 300 فيديو كليب عربي بات يرى بريق السينما هو الجاذب والمغري من جميع النواحي المادية والمعنوية. أما طارق العريان فالسوق المصري يحتوي وغزير الإنتاج وكبير بحيث أن الاحتكار فيه صعب لهذه المهنة وبدأت السينما تسرقه نحو عوالمها بأريحية الفنان المبدع.

يلجأ كثير من المطربين إلى عالم الكلمات المكتوبة المصاحبة والفيديو آرت قليل الثمن الذي لا يحتاج إلى طواقم فنية وخبراء أفكار ولا لمعدات وأجهزة حديثة، وإنما لجهاز كمبيوتر وبرامج فيديو متخصصة ومونتير على كفاءة عالية بفن الفيديو والومضة التلفزيونية الإعلانية ومتطلبات منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.

هل يعني ذلك أن الفيديو الكليب (الأغنية المصوّرة ) في ازمة بسبب الدخلاء والوسطاء وقلة الخبرة والأثمان الباهظة وتغّول المواقع والمحطات المتخصصة بالطرب والموسيقى على الفنان والمنتجين والمخرجين في آن. كيف يمكن إنقاذ الأغنية المصورة العربية، هل نحن بحاجة لتغيير المواقع (اللوكيشنات) والذهاب بالمطربين إلى أكرانيا وبولندا لترويج الأغنية العربية الجديدة، أم أن الكلمات هي الأهم من الصورة، فطالما الكلمات تمس شغاف القلب واحاسيس الناس فهي تفرض نفسها بحيث تبتعد عن التقليد الراقص والبحر والمطر والنار واللعب على الإضاءة وصخب الموسيقى. نرى أن تنظيم الإنتاج وتعميق التعليم في الدراسات الفنية والبصرية والتدريب الكافي هو الخيار لتغيير المسارات المأزومة وتوجيه الأغنية العربية نحو آفاق جديدة رحبة.

(د. تيسير مشارقة، جامعة البترا/ قسم الإذاعة والتلفزيون)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :