facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قادة أوروبا الجدد .. بؤس الخطاب العربي


ممدوح ابودلهوم
16-05-2007 03:00 AM

[ أيُّ قراءة أكانت عجلى أم متأنية في راهن المشهد الأوروبي ، وتحديداً في خارطة القيادات الجديدة بدءاً بألمانيا ففرنسا الأسبوع الماضي ثم بريطانيا ما بعد تنحي بلير وإجراء الانتخابات ، ستؤكد بلا أدنى جدال أن هناك تغييراً مفصلياً وجذرياً سيطرأ على الخطاب العام لهذه القارة ، وبالتالي وهذا ما يهمنا أنه سيشكل موقفاً سياسياً جديداً عنوانه الرئيس التقاطع مع القضايا العربية ، إذ أن التحالف المثالي المعروف بين فرنسا شيراك وألمانيا شرويدر إلى جانب إسبانيا أزنار ، والذي بسبب موقفه المناصر للعرب ضد احتلال العراق مثالاً ، قد قسم أوروبا القديمة ما عدا بريطانيا لتحالفها مع أميركا إلى قسمين ، قد انقضت مرحلته العسلية للأسف الشديد وحلَّ محله ما يمكن وصفه ، في كتاب الهم العربي !، بوحدة الموقف الأوروبي وهي وحدة ستتجاوز بحسب الكتاب السابق ، المواقف الإيجابية للاتحاد الأوروبي المتمثلة في صداقة مفوضه الجنتلمان سولانا للعرب ، أما التحالف الجديد فسيتكون من ألمانيا ميركل وفرنسا ساركوزي وإنجلترا براون – باعتبار ما سيكون ، وذلك تأسيساً على استقراءات مؤكدة من بيوتات القرار في العاصمة الإنجليزية .ووفق هذه القراءة فإن العقلاء من قادة العرب ، ومثالهم النابض هنا هو زعماء معسكر الاعتدال العربي ، هم وحدهم الذين سيقبضون على جمر هذا المتحول / المتغير الجديد أوروبياً فأميركياً فعالمياً بالتالي ، وسيذهب مذهبهم فيما نحسب معظم قادة الخليج العربي والجزائر (رغم المعترك الداخلي) ، وربما المغرب ( حتى في نزاعه مع البوليساريو ) والبقية قد تأتي حكماً أو مصلحةً ، بمعنى أن قادة الاعتدال سيعملون على نسج خطاب جديد يهضم هذا المتحول الأوروبي ، ويتقاطع بالضرورة مع خطاب البؤس العربي القديم / المقيم ، بين عنتٍ أو تردد في اتخاذ القرارات أو ارتهان لتضادية الرؤى والأيدلوجيات ، إلى غير ذلك من تلاوين الإحباط وأشكال التثبيط ، ما يمكن اختزاله بعنوان واحدٍ هو حالة مسك سُلّم الصالح العربي بالعرض !
وعلى الجملة فإنه ما عاد مثلث المناصرة الأوروبي للقضايا العربية ( ألمانيا فرنسا والاتحاد الأوروبي ) قائماً ، إلى جانب توكيد حقيقة أنه لم يكن ومنذ البداية ، أي تعويل فيما هو معلومٌ ومعلنٌ أيضاً على روسيا والصين واليابان ، بسبب من انشغالها بنفسها و ببعضها بعضاً ومستقبل التعايش بينها ، فضلاً عن عامل قرب صراع الكوريتين منها والهند والباكستان أيضاَ ، أما دول أوروبا الأخرى الغربية منها بل والشرقية القديمة أيضاً فهي الآن تربض في حظيرة الأسد الأميركي ، فليس سراً أن المستشارة ميركل مثالاً لا حصراً قد جاهرت بعدائها للفلسطينيين (حكومة حماس) ، وبدعمها الغير مسبوق لإسرائيل حتى منذ حملاتها الانتخابية ، إذ أن موقفها ومنذ البداية قد جاء واضحاً ومعلناً عبر أكثر من مشهد داعم ، مثال ذلك تبلور في رعايتها بالتنسيق مع العراب الأميركي ، لعدة لقاءاتٍ هندية إسرائيلية شهدتها العاصمة الألمانية دعماً للتعاون النووي بين البلدين ، أما الرئيس الفرنسي الجديد فقد جاهر ومنذ اليوم الأول بدعمه لبوش في احتلال العراق (الخ) ، أما جوردان براون والمنتظر فوزه للجلوس على مكتب الرئاسة في 10 داوننغ سترييت بلندن ، إلا إذا قلب المحافظون الطاولة على ترتيباته مع بلير باعتبار الشرخ في مثلث المرشحين لحزب العمال – الحاكم حالياً ، فقد صرح قبل أيام مع أن الانتخابات لم تبدأ بعد ، بأنه لن يعيد الجنود البريطانيين من العراق قبل إتمام مهمتهم (الديموقراطية !) وطبعاً على الوجه الذي يرضى عنه بلير وفخامته – باعتبار ما سيكونه ! – وقطعاً الرئيس بوش في المقام الأول !
ما أود الخلوص إليه وتأسيساً على المنظور أعلاه ، هو أن يبادر باقي القادة العرب وبخاصةٍ الذين ما زالوا و للأسف التاريخي إياه !، يعزفون عزفهم الشعبوي المؤدلج المنفرد النشاز على وترٍ مقطوع مذ كان ومذ كانوا !، إلى الانخراط في ركب الاعتدال العربي في انحيازه لخيار العقل حرصاً على المواطن العربي ومصالحه القومية ، وذلك عبر التأثيث لخطاب عربي جديد يقوم على جملة مبادئ رئيسة ، أهمها الحرية والعدل والشفافية والمسائلة والمكاشفة والديموقراطية وحقوق الإنسان بإجمال ، ويتبنى الحوار لغةً في خطاب الآخر الغربي – الأميركي بوجه خاص ، إذ ليس غير مبدأ الحوار من معادل مناسبٍ لفك شيفرة الغموض في فهم هذا الآخر وهضم خطابه بالتالي ، وهذا هو تماماً ما يحاول جلالة الملك جاهداً أن يوصله إلى القادة العرب ، وعامل الزمن هو ما يقلق جلالته حين قال غير مرة بأنه لم يبقَ إلا عام وهو يعي ويعني تماماً ما يقول ، ونموذج هذا الخطاب تمثلناه في كلمة جلالته العظيمة أمام شقي الكونغرس ثم في قمة الرياض ، من هنا فإنه من الظلم حقاً ونحن نقرأ في كتاب تفاؤل جلالته بالمستقبل ، ومثاله هنا هو ما يحتشد جلالته لأجل بهاءات نتائجه و تجليات مخرجاته على القضايا العربية في البتراء الوردية ، أمام كوكبة مختارة من رموز وقادة العالم هم حملة جوائز نوبل في استضافته الثالثة لهم ، وذلك بحضور ثلة مختارة أيضاً من الشباب الأردني الواعد برغبة سنية من لدن جلالته ، أقول أنه من الظلم أن تكون هذه الفجوة العميقة بين ما يرسمه جلالته للعرب من مستقبل ، وبين حاضر ما يجري بين مفجع ومستهجنٍ في فلسطين (اقتتال فتح وحماس) وفي لبنان (نحو تشكيل حكومتين) وفي العراق (ما زالت حكومة الماكلي ترتدي عباءة الطائفية) ... ؟!

Email:abudalhoum_m@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :