facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحن و"حماس" وإخوان الاردن


بسام حدادين
21-09-2009 03:24 AM

** عندما تشارك "حماس" مشاركة تنظيمية في الهيئات القيادية لتنظيم الاخوان المسلمين في الاردن، فانها بذلك تؤسس بوعي كامل للتدخل في الشؤون الداخلية "للساحة الاردنية"


يتمتع خالد مشعل رئيس "حماس" بشخصية قيادية كارزمية مميزة، ووجه بشوش ويجيد معسول الكلام، على عكس كثيرين من قيادات "حماس" او "اخوان الاردن" الذين يفضلون الظهور دائما بمظهر "العنيد في الحق" والعبوس الذي لا يتنازل قيد الابتسامة.

اتابع باهتمام مواقف وسلوكيات "ابي الوليد" وانا معجب برزانته السياسية وبوطنيته الفلسطينية. ولولا اضطراره للمجاملات الاقليمية لكان خطابه فلسطينيا بامتياز. وافدح ما سجل عليه في اطار "المجاملات الاقليمية": اهداؤه "نصر" غزة الى سورية وقطر، ما استفز حتى رفيقه محمود الزهار الذي عايش الحصار والدمار بكل آلامه ونتائجه.

الكاريزما القيادية تفيد القائد وتمنحه شعبية يحتاجها كل القادة، وتعطيه قوة ونفوذا داخل تنظيمه. اما عندما يتعلق الامر بالآخر، فالسياسة هي السياسة؛ مصالح وحسابات آنية ومستقبلية وكل ما يقال عن "الثوابت" و"المبادئ" أثبتت تجارب كل الاحزاب والفصائل بما فيها "حماس" انها تخضع لحسابات السياسة هي في النهاية تكثيف للمصالح باشكالها وتعبيراتها المختلفة في السماء كما على الارض.

كان بودي ان اشارك "ابا الوليد" في عزاء والده في صويلح. وقد اصطحبت ولدي "ياسر" وذهبنا الى بيت العزاء عند الساعة الواحدة والنصف ظهرا ولم اجد احدا وقيل لي ان العزاء بعد الافطار ولم اتمكن من العودة مساء لانشغالات مسبقة. كنت "اطمح" الى جانب التعزية بامكانية ايصال رسائل سياسية سريعة الى ابو الوليد من موقعي كوطني اردني مدفوعا بما نقل عنه من مداخلات سياسية راقية وخطاب اتسم بالعقلانية والواقعية اتجاه الاردن والخلافات الداخلية في صفوف "اخوان الاردن" ووعد "بأخبار طيبة" باعتباره جزءا من الخلافات: خصم وحكم.

كنت سأقول لابي الوليد: خذوا استقلالكم التنظيمي والمالي وارحلوا عن ساحتنا السياسية الداخلية واتركوا لنا "اخوان الاردن" لنتدبر امرنا معهم ويتدبرون امرهم معنا. من دون هذا الاجراء الاساسي والخطوة العملية التي يتوجب ان تخطوها "حماس"، يظل كل الكلام العسل الذي قيل والعواطف الجياشة التي تصدرت المشهد لا تعني شيئا في عالم السياسة.

انا لا اشك ولا للحظة واحدة بحب السيد مشعل للاردن وشعب الاردن. تماما كما نحب نحن فلسطين وشعب فلسطين. لكن الامر في السياسة ليس حبا وكرها. السياسة مرة اخرى مصالح تخضع حساباتها لمسارات متعرجة تحكمها ظروف ومتغيرات واعتبارات معقدة.

ألم يكن مقر خالد مشعل والمكتب السياسي لحماس في عمان، اين هو الان؟ لا اريد ان اخوض في جدل تحديد المسؤولية عن ذلك. بل اريد ان اقول بأن تضارب المصالح يمكن ان يقع في اي وقت. ومن حق الدولة الاردنية ان تكون لها رؤيتها وحساباتها للمصلحة الوطنية والقومية من موقع مستقل.

لا يمكن ان تقبل "حماس" اردنيا بصفتها تنظيما امميا وبصفتها تنظيما فلسطينيا- اردنيا مركبا. مهما كان الغطاء؛ دينيا كان ام قوميا ام جهاديا. فكل الاقنعة تسقط امام السياسة والمصالح.

نتفهم العلاقات العقائدية والخيوط التنظيمية الاممية التي تربط "حماس" مع جماعات الاخوان المسلمين في الاردن والعالم. ونقبل بكل الصيغ واشكال التساند الممكنة وكل ما هو اقل من التداخل التنظيمي الذي يتبعه بالضرورة تداخل مالي واعلامي وربما "مهمات خاصة". وهذا ليس خيالا بل حصل ويحصل.

عندما تشارك "حماس" مشاركة تنظيمية في الهيئات القيادية لتنظيم الاخوان المسلمين في الاردن، فان لهذه المشاركة تأثيرات عميقة على سياسات الجماعة "الاردنية" واولوياتها وتكون "حماس" بذلك تؤسس بوعي كامل للتدخل في الشؤون الداخلية "للساحة الاردنية". وما يزيد الامر تعقيدا وجود تيار قوي في الجماعة يتشبث بالتدخلات التنظيمية مع "حماس" ويستمد قوته ونفوذه من استمرار التداخل التنظيمي مع "حماس". واكثر من ذلك فان مستقبله السياسي داخل الجماعة مرتبط الى حد بعيد بوجود مظلة "حماس" و"بركاتها" السياسية وغير السياسية.

لا اظن ان هناك دولة في العالم تقبل بمثل هذه الاختراقات السياسية والامنية. بما في ذلك دولة حماس في غزة التي تتطرف في التصدي لكل اشكال الاختراقات السياسية والامنية ويصل احيانا تصديها ليلامس الحلفاء واصدقاء الامس ويهدد التعددية السياسية والثقافية والاجتماعية.

ثم كوطني اردني علماني ارى في تدخل "حماس" في شؤون الحركة السياسية الاردنية اخلالا في معادلة الصراع السياسي بين القوى والتيارات السياسية والفكرية والحزبية. فالحزب المدعوم بالمال والرجال لا يمكن ان تكون المنافسة بينه وبين حزب فقير يعتمد على قواه الذاتية، منافسة عادلة. وهذه مشكلة حقيقية تواجه العمل السياسي والحزبي وتعيق التقدم نحو التنمية السياسية والحزبية.

للاردن كما لحركة "حماس" مصالح مشتركة في تطبيع العلاقات، بالرغم من التباينات السياسية والتموضع الاقليمي. وحتى تستقيم الامور على "حماس" ان تحل عقدة العقد وتضع حدا لتدخلها في الشأن الداخلي الاردني.

وعلى اخوان الاردن الحريصين على اقامة هذه العلاقة وتمتينها ان يدفعوا "حماس" للاقدام على هذه الخطوة الاساس.

اما الذين يطالبون الدولة الاردنية بأن تفتح على "حماس" بغض النظر عن نواياهم "لانها ضد الوطن البديل" او الذين يطالبون بعودة قادة "حماس" بالكف عن الوصاية والتدخل في الشأن الداخلي الاردني وان يدعوها لتصويب علاقاتها مع "اخوان الاردن"، بما يخدم هذا الهدف هكذا يكون الخطاب متوازيا "ويلحظ" المصالح الاردنية؛ فقليل من "التوازن" لا يُضير.

الجدل الدائر الان في اروقة الحركة السياسية الاسلامية "الاخوان والحزب" حول العلاقة التنظيمية مع "حماس" يكتسب اهمية وطنية وهو ليس شأنا داخليا فقط. فالكيفية التي سترسو عليها العلاقة تؤثر بعمق على مستقبل الحركة السياسية الاسلامية وعلاقاتها بالحكم وبالحركة السياسية الاردنية برمتها.

ولا داعي للهلع من تسريب وثيقة سياسية لم تقر في الهيئات، فالاحزاب الديمقراطية تنشر كامل وثائقها لاطلاع الجمهور قبل اقرارها للافادة من كل الاراء. اما الباطنية في السياسية والعضوية السرية، فأصبحت من سمات الاحزاب الماضوية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :