facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هشام غانم يكتب ل عمون : عمليّة حسام الصمادي .. مسرحيّة هزليّة تستلهم "غوّار الطوشة" وعادل إمام


26-09-2009 04:25 PM

ما لا يعرفه كثيرون عن "عمليّة" التفجير المزعومة التي نُسِبت للشابّ الأردنيّ، حسام الصمادي، هو أنّها ليست عمليّة ولا حتّى مؤامرة أو مخطّط. والسبب في "قلّة المعرفة" هذه هو، في المقام الأوّل، وسائل الإعلام، الغربيّة والعربيّة؛ فهذه مارست عمليّة تضليل وتمويه على نحو ما مارسَ الـ FBI عمليّته التي أفضت إلى اعتقال الصمادي وتهمته بالتخطيط لتفجير مبنى فاونتن بليس، شماليّ دالاس بولاية تيكساس الأميركيّة. فوسائل الإعلام سلّطّت ضوءاً ساطعاً على كلّ تفاصيل "العمليّة" ما خلا أهمّ شيء فيها، وهو أنّها كانت مسرحيّة - حقيقةً ومجازاً - هزليّة، فيها شخوص و "بطل" و "حبكة" و "مسرح" و "ممثّلون".

فبحسب صحيفة دالاس نيوز، وهي كانت المصدر الوحيد للأحداث حتّى صباح الجمعة (25 أيلول/سبتمبر)؛ بدأ الـ FBI بتعقّب الصمادي منذ 6 شهور. والتعقّب هذا كان بواسطة الـ Chat على أحد المواقع "الجهاديّة"، التي كان الصمادي يزورها ويجهر منها ولاءه لأسامة بن لادن ورغبته في "تدمير أميركا"، على زعم الـ FBI. وتقنّع رجال الـ FBI هؤلاء بقناع "القاعدة". وأوهموا الصمادي بأنّهم "خليّة نائمة" و"جهاديّون" مثله، فأمِنَ لهم واستقبلهم على الرحبة والسعة.

وفي الأثناء، حاولوا "إقناعه" بالتخلّي عن مخطّطّاته. وتصوّر "الإقناعُ" هذا في صورة هي آية في اللياقة واللطف والشفقة؛ فسألوه أنْ يمارس "جهاده مِنْ غير إزهاق أرواح الناس، وروحه هو". فردّ عليهم بعدوانيّة، زاهداً في الحياة: "أريد أنْ أنفّذ عمليّة صاخبة ومدويّة"، (هاملت - شيكسبير، "أكون أو لا أكون"). ولكنّ الأميركيّين "جدّدّوا" وأضافوا لمسرح شيكسبير. فهذا، بنى مسرحيّاته على المونولوج، الذي يُطلع "الجمهور" على دوافع "البطل" وميوله مِنْ غير تدخّل الجمهور في رسم مسار "الحدث" أو التأثير فيه؛ هذا على حين حاول "الجمهور" الأميركيّ (رجال الـ FBI) ثنيَ الصمادي عن رغبته في القتل.

فلمّا "يئسوا" مِنْ إقناعه، بدأوا في إكمال مخطّطّ توريطه. فزوّدّوه بسيّارة ملغومة بلغم وهميّ، وهاتف نقّال هو أداة تفجيرها. ووُضعت السيّارة في مرآب المبنى المزمَع تفجيره. واستقلّوا جميعاً سيّارةً وغادروا المكان. وطلبوا إلى "البطل" أنْ يفجّر المبنى بواسطة الهاتف النقّال. وحين فعل ذلك واستعمل الهاتف للتفجير (هنا ذروة "المسرحيّة")، لم ينفجر المبنى طبعاً. وإذا ذاك، لا بدّ أنّ "الجمهور" بدأ في الهتاف، احتفالاً بالقبض على "المجرم". وهذا يذكّرنا بفيلم المتسوّل لعادل إمام. فهذا، سهّل - بالتعاون مع "المباحث - "للمجرم" كلّ سُبُل تنفيذ الجريمة، وحاول إقناعه بالتنفيذ، لتأتي الشرطة في نهاية المطاف وتحتفل بـ"النصر".

ولكنّ الأمر لا يقتصر على التوريط والاستدراج فقط. فهذه "العمليّة" قد تكون سابقة في تاريخ التحقيق الأمنيّ في العالم كلّه. فهي تحاكم الناس على "النوايا" وما تخفيه الصدور. فلمجرّد إعلان الشابّ المسكين رغبته الشفويّة في "تدمير أميركا"، كُتِب له سيناريو مسرحيّ لا قاع لركاكته. وكنّا نظنّ أنّ الأجهزة البوليسيّة العربيّة فقط، هي وحدها التي تحاكم الناس على النوايا وربّما الأحلام. وإذا بالأميركيّين يعودون على بدء البوليس العربيّ، مقلدّين ومجدّدين، مع إضافة أنّهم احتفلوا بـ"النصر" على رؤوس الأشهاد، حين البوليس العربيّ كان يكتفي بالتوريط والاستدراج فالتعذيب والمحاكمة. وقد يكون رجال الـ FBI استلهموا أحد المشاهد لغوّار الطوشة. فهذا، كان ماشياً في الطريق وإذا به يتّجه إلى شخص آخر ويعتدي عليه، فلمّا سأله هذا عن سبب الاعتداء، قال له غوّار أنّه لو مرّ مِنَ الجهة التي يمشي فيها لاصطدم به! ولذا استبق ضربه استناداً إلى افتراض أسود ونيّة مسبقة.

والأمر اللافت في المسرحيّة الأميركيّة هو أنّها حظيت بمباركة السلطات الأميركيّة في تيكساس واحتفالها. وقد يكون الباعث على ذلك سعيهم وسعي الـ FBI في البحث عن أيّ "إنجاز"، ولو كان مصنوعاً ومجلوباً مِنْ ألفه إلى يائه، وذلك غداة الكشف عن محاولات جدّية في نيويورك وكولورادو وإلينويز لتنفيذ عمليّات إرهابيّة حقيقيّة. والأمر اللافت الثاني في "احتفال" التيكساسيّين بالوهم، هو تسليط الضوء على مسألة "الهجرة غير الشرعيّة" في قصّة حسام الصمادي. وهذه الهجرة تقضّ مضاجع تيكساس على نحو مزمن، ولاسيّما هجرة المكسيكيّين. وهو ما دفع الحكومة الأميركيّة إلى بناء "جدار عزل" يفصلها عن المكسيك.

وعلى هذا، أرادت السلطات الأميركيّة، مِنْ طريق "عمليّة" الصمادي، أنْ تصيد (أو تتصيّد) عصفورين بمسرحيّة واحدة. وعلى رغم كلّ ذلك، مِنَ المشكوك فيه أنْ يُدان الصمادي على "مخطّطّه" المتوهّم. فما تعرّض له يسمّيه القضاء الأميركيّ "التصيّد" (entrapment)، وهذا لا يفضي إلى الإدانة. فهو بُني على عمليّة احتيال عظيمة، استندت إلى نوايا الشابّ ورغباته فحسب. ولو حوكم كلّ شخص جَهَر رغبته في "تدمير أميركا"، فلربّما أُدينَ نصف سكّان العالم!

hishamm126@hotmail.com
الصورة للمتهم حسام الصمادي.





  • 1 ابو صمادي 05-01-2010 | 11:58 AM

    ان شاء الله تطلع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :