facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوميات أكرم زعيتر .. سنوات الأزمة 1967-1970


د. بسام البطوش
13-05-2019 05:00 PM

صدر قبل أيام عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "يوميات أكرم زعيتر: سنوات الأزمة 1967-1970". وأكرم زعيتر ( 1996-1909) غني عن التعريف، وهو المؤرخ والسياسي والكاتب صاحب التجربة الطويلة في العمل القومي، وفي صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، وهو المؤرخ المهتم بالتوثيق وتدوين الوقائع، ساهم في التأريخ للقضية الفلسطينية، عبر سلسة من يومياته واصداراته الوثائقية، التي لم يكتمل صدورها بعد.

تضم مكتبة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يوميات أكرم زعيتر المدونة بخط يده بين عامي 1949-1984. وجاء هذا الاصدار لتعريف القراء بيوميات زعيتر لأربع سنوات حاسمة، شغل خلالها حقيبة وزير البلاط، وعضوية مجلس الأعيان، في حين أمضى شطرا منها مراقبا للمشهد العام من بيته ، ومتفرغا لأوراقه وكتبه، لكن، مع شبكة واسعة من العلاقات والاتصالات بالشخصيات السياسية الأردنية والفلسطينية والعربية والأجنبية، والسفراء والشعراء والاعلاميين. هذه اليوميات توثق لما عاشه زعيتر من لحظات وأحداث ومواقف ورحلات، وما انتهى اليه من معلومات وأخبار، وما توصل له من تحليل واستنتاج، وما ارتاحت له نفسه من تقويم وأحكام.

يقع الكتاب في 672 صفحة، ويقدم زعيتر في هذه اليوميات، صورة للحالة الأردنية والعربية، قبيل اشتعال حرب حزيران 1967، مسلطا الضوء على المشاركة الأردنية في الحرب ومجرياتها العامة، ونتائجها، وكيفية تعامل الأردن مع الكارثة، واستيعاب نتائجها. وما تبعها من تداعيات واختناقات داخلية، وحرب الاستنزاف الاسرئيلية على الأردن ، مرورا بمعركة الكرامة، ومقدماتها ونتائجها، وما عاشه الأردن من تطورات وأحداث داخليه عامي 1969-1970.

ما يمكنني قوله هنا:

- أن اكرم زعيتر المناضل والمفكر الفلسطيني – الأردني، والعربي، أنصف الأردن في يومياته هذه، ويظهر في ثنايا هذه اليوميات حبه الكبير للأردن واخلاصه لقيادته، وتفهمه العميق لظروفه ومواقفه وما واجهه من تحديات وظلم.

وأكرم زعيتر من موقعه وزيرا للبلاط وعضوا في مجلس الأعيان، يطل على كثير من تفاصيل المطبخ السياسي الأردني في هذه المرحلة الفاصلة، ويقدم توثيقا وتحليلا ينصف الراحل الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وينطلق فيما يرويه من أحداث ووقائع حول شخصية الملك الحسين ومواقفه، من حب عميق للحسين، وإحترام وتقدير لحكمته وشجاعته، وتحليل موضوعي نقدي لمجريات السياسة اليومية في عمان والمحيط العربي.

- تقدم يوميات اكرم زعيتر صورة منصفة وواقعية لموقف الأردن الرسمي من تطورات الأحداث الداخلية 1969-1970، وسعي الدولة لضبط الأمن الداخلي، وصون الوحدة الوطنية، وتعزيز صمود الأردن، ودعم صمود الأهل في الضفة الغربية المحتلة، بتوجيه كل الطاقات لمواجهة الاحتلال، ونبذ عوامل الفرقة والصراع، التي لا يفيد منها سوى الاحتلال. في هذه اليوميات صور وأحداث ومواقف وحوارات ووثائق، تؤكد كلها، حرص الملك الحسين وجيشه وشعبه على احتضان العمل الفدائي المقاوم في الدرجة ذاتها من الحرص على حماية الدولة الأردنية، والأمن الوطني الأردني، والوحدة الوطنية الأردنية، بما يعزز دور الأردن في المواجهة والتحرير.

- شكلت صداقته العميقة مع الشهيد وصفي التل، وعلاقتهما الوثيقة، مصدرا مهما من مصادر معلوماته، وهو يدون يومياته، فقد ارتبطا بعلاقة قائمة على الثقة والاحترام والصراحة، والتواصل المستمر، حتى في أصعب الظروف.

وكان زعيتر يسجل ما يجري بينهما من حوارات، وما يناقشانه من قضايا وأحداث. لاشك أنها ساهمت في اثراء يومياته.

وجاءت ولو بعد حين لتنصف وصفي، و لتساهم في تظهير الصورة الكلية لشخصية وصفي التل، ولتوضيح حقيقة تفكيره وموقفه، من قضايا ومسائل جدلية كثيرة تتعلق بدخول الأردن حرب 1967، وعلاقات الأردن العربية، والعمل الفدائي في الأردن، وصلاته بالشخصيات السياسية العربية والأردنية، ورؤية وصفي للتحرير، وغيرها.

- ترفد هذه اليوميات الدراسات العلمية لحقبة مفصلية من تاريخ الأردن، وتقدم توثيقا توضيحيا لمواقف الأردن وقيادته، التي طالما واجهت تجنيا وظلما وتشويها متعمدا، في دنيا العرب السياسية والاعلامية، المتشحة بسواد النوايا والدجل والبروباغندا، في أغلب الأحيان؛ فأكرم زعيتر المفكر والسياسي والمؤرخ، وبما يسجل في تاريخه من عقود من النضال في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، والحركة العربية، كتب ما كتب بانفعالات اللحظة واستحقاقاتها، متحررا من المجاملات، فكانت أوراقه خاصة غير معدة للنشر وقتها، مما ينأى بها عن الغرض الآني الذاتي، أو الرغبة في التوظيف السياسي والاعلامي لطرف أو لآخر.

- تثري هذه اليوميات الفضاء العام الأردني بتجربة خصبة وحية متناهية الأهمية، لفهم حقبة قلقة من تاريخنا الوطني والعربي، كما تقدم لنا خلاصات جد هامة، لفهم وتفكيك كثير من العقد التاريخية المزمنة، التي ما زالت تلقي بظلالها على المشهد العام عربيا وأردنيا. وفي ظني، أن مسائل وأمور كثيرة مشتعلة في في فضاءات حياتنا الوطنية تعود في جذورها وتعقيداتها واستخلاصاتها واخفاقاتها الى تلك الحقبة، ولا يمكن فهما وتفكيكها وتجاوزها دون التعلم من تلك التجربة.

- سأعود باذن الله في مناسبات أخرى لتجلية صور شخصيات أردنية وعربية، كما ظهرت في هذه اليوميات، كالملك الحسين بن طلال، جمال عبدالناصر، وصفي التل، حابس المجالي، حمدي كنعان، المفتي محمد أمين الحسيني، وكامل الشريف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :