facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غموض استقواء اسرائيل


د.حسام العتوم
19-05-2019 12:13 PM

حري بنا أن نلاحظ بدايةً بأن الكيان الصهيوني الذي تحول إلى (دولة) عام 1948 ارتكز على قرار تقسيم كاذب عام 1947 جهز دولة لذاته ووعد العرب بدولة سرابية في المقابل عبر عصبة الأمم المتحدة، ثم أعلن الحرب على العرب مستغلاً عدم اتفاقهم على قيادة موحدة آنذاك، ثم توسع عام 1967 لكسب مزيد من الأوراق التفاوضية ومساحات جديدة للاستيطان، ولم يعترف يوماً بأنه محتل، وبقيت احدى عينيه محدقة بأمنه، والعين الأخرى على سلام مفيد له أولاً. وانطلق بقوة بعد الارتكاز على تغوله المبكر على مؤسسة (الآيباك) منذ عام 1955، وعلى (الكونغرس الأمريكي)، وعلى (البنتاغون)، وعلى المراكز القيادية في العالم، وأهم الشبكات اللوجستية الأمنية العالمية من خلال شبكته الأمنية المعروفة بإسم(الموساد). وفي كل الحروب التي خاضتها اسرائيل مع العرب لم تعتمد فيها على قدراتها الذاتية بقدر ما اعتمدت على الراعي الأول لها أمريكا ومعها اوروبا او ما نسميه عسكرياً بـ (الناتو- NATO) منذ عام 1949، واعتمد على فكر عصابات صهيونية ماكرة مجرمة مثل (شتيرن، والهاجاناه، والبالماخ، والآرجون)، وفي العمق على رسالة ثيودور هرتزل من وسط المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، وعلى التوراة التي حرّفت ودفعت الى السطح رواية هيكل سليمان السرابية، والذي قابلها الحاكم البابلي نبوخذ نصر برواية هدم الهيكل عام 587 ق. م.
وحصول اسرائيل على السلاح النووي وبعد عام 1948 عبر مفاعل ديمونة، وهو الأمر الذي اكتشفه الخبير اليهودي المغربي مردخاي فعنونو أو جون كروسمان عام 1985 لصحيفة (سانداي تايمز) البريطانية زاد الطين بلةٍ، وازدادت إسرائيل غروراً وعدوانيةً واستخفافاً بالعرب. وما زاد من تمرد إسرائيل هو دراستها لتفرق العرب في أقطار ورفضهم للوحدة التي دعتهم إليها ثورتهم العربية الكبرى المجيدة التي قادها ملك العرب الشريف الحسين بن علي عام1916 وأبنائه .
وفي كل جولة سلام مع العرب كانت تحرص أمريكا راعية إسرائيل والمعتبرة لها بأنها خط أحمر أن تنفرد برعاية المفاوضات وتعمل على إبعاد روسيا ومجلس الأمن، والأمم المتحدة وكافة القرارات ذات العلاقة .ومن هنا بإمكاننا أن نفهم كيف أن امريكا المنحازة الى إسرائيل بالمطلق تصبح راعية لسلام عادل بين الجانبين؟!
وفي ذات الوقت تقدم أمريكا لنا نحن العرب المساعدات الاقتصادية المليارية الدولارية مشكورة، وفي المقابل ساعدت بعض الدول العربية على توقيع معاهدات سلام مع إسرائيل لا زالت مرفوضة من قبل شعوبنا وبما في ذلك التطبيع المبكر. وهو الأمر الذي استغلته إسرائيل لكي تستقوي على بعض الدول العربية مثل سورية، خاصة وأن السلام السري ساري المفعول أيضاً مع دول عربية تحت صيغة التجارة والسياحة مع إسرائيل. ولقد سبق للعرب أن طالبوا إسرائيل بسلام عادل في قمة بيروت عام 2002، عززها نداء ملك المملكة العربية السعودية عبدالله بن عبدالعزيز الأمير آنذاك، لكنها رفضت. وذهبت اسرائيل في عصرنا هذا للعبث بأوراق فلسطين ودولتها، وإلى أسرلة الجولان – الهضبة السورية العربية، بالتعاون مع أمريكا ترمب خارج القانون الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة.
وفي الوقت المعاصر نلاحظ كيف تستقوي إسرائيل وبوقاحة غير معهودة على سوريا الشقيقة مستهدفةً سيادة دولتها، وكرامة شعبها، وإيران، وحزب الله، رغم تعاقد دمشق مع موسكو لحمايتها من الإرهاب، ومن الإختراق الإمريكي غير المشروع والذي قدم من دون دعوة.
وراهنت ولا زالت اسرائيل تراهن على علاقتها الاستراتيجية مع روسيا ، ومع أمركيا، وهي علاقات جيوبولوتيكية بكل تأكيد، إقتصادية ، وعسكرية، وأمنية، ومتشعبة ومنها الطبية، والثقافية ، والإعلامية.
ودفعت إسرائيل امريكا وورطتها معها لمحاولة اقناع العرب بصفقة القرن المشبوهة التي ستبقى سرابية أمام وحدة القرار العربي، وهو ما ثبت لها في قمة العرب في تونس مؤخراً، وأيضاً كشفت اسرائيل اوراقها ومعها امريكا بسرعةً في موضوع أسرلة الجولان، واثبتتا معاً فشلهما المشترك في السياسة والسلام. وفي موضوع إيران حركت اسرائيل الجمر وأقنعت امريكا بضرورة الخروج من الاتفاقية النووية الدولية الايرانية( 5+1 ) رغم أهميتها، ثم ذهبا معاً صوب منع عدد من دول العالم من شراء النفط الايراني بهدف اضعاف القدرات التخصيبية النووية الايرانية، ولمنع ايران من تطوير ترسانتها الصاروخية البالستية المهددة لأمنها حسب اعتقادها واعلامها. وفي المقابل لا اعتقد بأن سوريا في وضعها الحالي تهدد أمن اسرائيل، ولا حتى إيران، ولا إيران من داخل سوريا، ولا حزب الله من داخل سوريا، أو من خارجها. كما أن معاهدة دفاع مشتركةٍ سورية روسية إيرانية لا تهدد أمن اسرائيل بحسب هواجسها. ولقاء وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو (مدير الـ C.I.A) سابقاً الأخير قبل أيام مع سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح عدة قضايا دولية من أهمها التي تهم اسرائيل وبالتحديد قضيتي ايران الصراع العربي الاسرائيلي، وما تحدث به بومبيو في موسكو حول عدم رغبة واشنطن بضرب ايران لا يجيب على كل ما يدور حول الدور الامريكي في المسألة الايرانية ومساندة اسرائيل، وهو ما يعجب (تل أبيب) بكل تأكيد.
وفي المقابل فإن مشكلة إيران تتمحور حول ذاتها آيدولوجياً، ومع هلالها الشيعي الناخر وسط العرب تحديداً، وبعدم تفريقها بين اسناد المقاومة العربية، والتدخل في شؤون العرب، واحتلال بعض جزرهم، وبين مماحكة اسرائيل. فإنه ولا مخرج أمام العرب إلا بالتمسك بخيار الوحدة والقوة غير التقليدية كما اكرر دائماً في مقالاتي. والقصف الإسرائيلي المتكرر لسوريا مدان، والواجب معالجته قانوناً تحت قبة مجلس الأمن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :