facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إيقاظ المرأة العربية بعد الحرب العالمية الاؤلى


أمل محي الدين الكردي
21-05-2019 02:38 AM

روت الكاتبة مي زيادة إن قاسم أمين أراد أهداء كتاب الى الخديوي عباس فأبى الخديوي ذلك ,مراعاة للرأي العام الاسلامي كان وقتئذ حريصاً على أن تلتزم المرأة بيتها وتحتفظ بحجابها وأن تبقى متمسكة بالعادات والتقاليد.
ولكن نضوج التمدن الحديث في عهد اسماعيل باشا (1830-1895م)
والسلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909م)وما رافقه من نشاط الحركة النسائية في اوروبا وأمريكا قد ساهما على مسايرة ذلك الوقت في الاصلاح ,شجعوا على تعليم الفتاة وكان هذا ضمن برامجهم الاصلاحية في حينه ,الا انه لم يفكر احد في تحرير النساء في ذلك الوقت كقاسم امين وكان من اوائل الرواد في ذلك.
وساهمت انتشار المدارس الاجنبية في الشرق الادنى ووجود الجاليات الاجنبية كان له دور في تطوير الاوساط الشرقية بالنسبة للمرأة ,ورغم محاولات السلطان عبد الحميد وغيره في ابقائها ضمن عاداتها وتقاليدها . ولما وقع الانقلاب العثماني عام 1908 م وأستبدت جمعية الاتحاد والترقي بالحكم في السلطة العثمانية تحسن الموقف بالنسبة للمرأة غير أن نفوذهم بقي محدوداً حتى نشبت الحرب العالمية الاؤلى (1914-1918)م وكان بعض الاجانب قد اقفلوا مدارسهم فوجد الاتحاديين فرصة لهم لتطبيق برامجهم , وسرعان ما أوفدوا الى سوريا السيدة خالدة أديب الأديبة المشهورة وذلك بالاتفاق مع احد أعضاء الجمعية جمال باشا الذي كان قد عين في العام الاول من الحرب قائداً عاماً للجيش الرابع وكان له مطلق الصلاحية في الشؤون الحربية ,وقد عهد الى الاديبة بدراسة الاحوال في سوريا وبعد أن مكثت فيها مدة عادت الى أسطنبول ثم ما لبثت عائدة الى بلاد الشام ومعها فريق من المعلمات التركيات وعلى رأسهن شقيقتها نيكار عثمان خانم وهي من الأديبات التركيات المعروفات ,وكانت الحكومة في حينه قد صادرت الكليات والمدارس الأجنبية وسلمتها الى هذه الاديبة وشقيقتها ومنحتهم نفوذا واسعاً واموال حتى أنهما قادرات على الحصول على أعفاء من الخدمة العسكرية لمن يرغبن بذلك.
وكان من نصيب هذه البعثة في بيروت احتلال كل من دير الناصرة ,مقر مدرسة البنات الفرنسية وقسم من كلية الآباء اليسوعيين المعروفة بالقديس يوسف ,وقد أقبلت الاوساط الشعبية على هذه المدارس أقبالاً واسعاً بعكس العائلات الاخرى – الاستقراطية التي كانت قليلة العناية باللغة التركية ومحافظة على مبادىء عروبتها.
وساهمت هذه المدارس في نشر اللغة التركية وعملت الى إيفاد البعثات للمعلمات في اسطنبول للتعليم في مدارسها من سوريا وبيروت التي لعبت دور للأطلاع على مستوى الحياة والمعيشة المتقدمة والحرية الواسعة .
ونفوذ الاتحاديين لم يتوقف على المدارس والطالبات بل على العائلات سواء بسوريا او بيروت فأخذت النساء تقلد مديرات تلك المدارس في التبرج وتصفيف الشعر وطريقة تغيير الأزياء, ولم يقف عند هذا الحد بل تعداه الجوهر الى أمور أخرى , ثم تعيين عزمي بيك والي لبيروت وكانت ولاية بيروت تمتد من تخوم الاسكندرونة الى حدود متصرفية القدس ,فقد كان هذا الوالي مخلصاً في تحرير المرأة رغبة في رفع مستوى المرأة المسلمة وكان حريص في توثيق علاقاته بينه وبين اعيان البلاد ويثير حماسهم للمشاركة المرأة في الاعمال الاجتماعية واذ بهن يبرزن بعدها فيعقدن الاجتماعات لسماع المشاهير والعلماء واذا بنشاطهن يتعدى الى إنشاء مدرسة مجانية للفقيرات وكانت عضوات النادي يتولن بأنفسهن ادارتها ,وأكثر من ذلك استطاع عزمي بيك اقناع الاسر الكبرى من كل الطوائف المبادرة الى العمل للتخفيف حدة البؤس من ضحايا الحرب ومساعدة المحتاجين ولا سيما عائلات الجنود , فبعدها أنشئن المطاعم المجانية وأشرفن على المؤسسات الاجتماعية والخيرية .
وفي السنة الثالثة من الحرب عين القائد الالماني إريش فون فالكنهاين قائداً للجيش الرابع في سوريا وسرعان ماشعر هذا القائد من تبذير البعثة الثقافية النسائية التركية فأمر بأغلاق المدارس وإعادة المعلمات الى اسطنبول وكان معنى استبدال فالكنهاين بجمال باشا فشل سياسة الاتحاديين في بلاد الشام وبذهاب جمال باشا من سوريا أوقفت سياسة التتريك التي كان يحرص على تطبيقها بالاضافة الى سياسة الانتقام من العرب وذلك لم يغلق الباب أمام المرأة للتحرر من القيود والتقاليد الاجتماعية بل أضافت الكثير من النشاط وقد طغت في الفتيات رغبة عظيمة بحب المعرفة وطلب العلم حتى أصبحت تحمل الكتب على رأسها وأمام الناس والذي كان محظور عليها مغادرة المنزل ولم تكن تشارك بالواجبات الاجتماعية أصبحت تشعر بوجودها وتعمل للمستقبلها وتزور رفيقاتها وتشارك بالجمعيات. ولأول مرة خلال الحرب شوهدت موظفة تعمل في دائرة البريد والرسائل وكانت محتفظة بحجابها ترفع البرقع وتلقيه على رأسها خلال ممارسة عملها وتعود الى ستر وجهها حينما تخرج الى الطريق العام ولأول مرة شوهد بعض النساء ولا سيما من اللواتي جند رجالهن يعتمدن على أنفسهن في تأمين المال وخاصة أثناء المجاعة في اللبنان يتحملن مشقة السفر وما كان أعظمها خلال الحرب يقصدن البلاد الداخلية لجلب كميات قليلة من الحبوب للتجارة بها ويستعن بالارباح الزهيدة على الظروف المميتة في ذلك الوقت.
وأنتهت الحرب العالمية الاؤلى التي وضعت أوزارها ولكن آثارها في الاوساط النسائية لم تنتهي فاذا بالمرأة فتاة ام متزوجة تخرج من سجنها تباعاً الى معترك الحياة معتمدة على نفسها وتعمل على مشاركة المجتمع في الواجبات وتنشىء الجمعيات والنوادي وتصدر المجلات وتطالب بحقوقها وتباشر اعمالها بنفسها للتخلص من سيادة الرجل فكانت تلك الحرب دون غيرها للأنطلاقة المرأة العربية في الشرق الأدنى وحجرأ أساسياً لما شيدته لنفسها في ذلك الحين لتحصل على المكانة الاجتماعية وعلى أساس المساواة بينها وبين الرجل , واليوم المرأة وصلت الى ما وصلت اليه من صنع القرار ما كان هذا الا بجهود نساء قدمن من التضحية والمعاناة الكثير من أجل غيرهن .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :