facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طبول الحرب وغموض المشهد


د. عديل الشرمان
22-05-2019 05:27 PM

ايران تواصل التحدي، والاستعراض، وجس النبض، وإطلاق بالونات الاختبار، والولايات المتحدة الأمريكية تبدو غير جادة في التصدي، في حين يقف المجتمع الدولي مترقبا نهاية لحدث أشبه ما يكون بمسرحية باتت فصولها مكشوفة، والعرب في حيرة من الأمر وقد اربكهم ضبابية المشهد وغموضه.

نصف المجتمع الأمريكي ليسوا مع الحرب بحسب استطلاعات الرأي، والمحللون يرجحون قيام الحرب بنسبة 50% ، الرئيس الامريكي لا يريد حربا عسكرية، ويفضلها اقتصادية، وكل ما يريده أن لا تحصل إيران على أسلحة نووية، متخليا ولو مؤقتا عن الشروط الاثني عشر، في المقابل العرب يبدون خشيتهم من حرب ستكون آثارها مدمرة وضارة بالمنطقة، ولعل الاردن من أكثر المتضررين بحسب المحللين والعرافين الذين يمارسون التنبؤ بالمستقبل، والفهم بالغيبيات، إنها حالة ظاهرية من الغموض في المشهد والاهداف، والدوافع والنوايا، وهي حالة ضبابية للمواقف، وضعف في مصداقيتها.

ما سر الجرأة العالية، والتنمر الكبير الذي بات السلوك المميز لإيران في المنطقة، ولماذا لم تتعدى الولايات المتحدة حد التذمر من سياساتها، من هو الطرف الخاسر مما يحدث، ومن هو الرابح الاكبر مما يجري، وهل باتت إيران تملك عقولا بشرية خارقة تمكنها من اجادة فن اللعب على اوتار السياسة اكثر من غيرها، ام انها صناعة العدو في الذهنية الامريكية، تلك الصناعة التي تنعش الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الامريكي، وهو سر الحياة والبقاء بالنسبة لأمريكا.

بعد زوال خطر العدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية والمتمثل بالاتحاد السوفيتي والشيوعية، جاءت كذبة صناعة الإسلام كخطر قادم يهدد أمريكيا والعالم، يطلقون الكذبة ويصدقونها، ويبحثون عن آليات لتغذيتها حتى تصبح أمرا واقعا، ثم تبدأ عملية تسويقها والترويج لها، لهذا برز مصطلح الإرهاب، وظهرت معه التنظيمات الإرهابية التي تبنت الافكار المتطرفة، كالقاعدة، وداعش، والنصرة وغيرها، وتحت ذريعة الخطر المتمثل بالتطرف الاسلامي تم احتلال أفغانستان، ومن ثم العراق، وتدمير سوريا، وما أن ينتهي أو يضعف العدو المرعب والمخيف، حتى تبدأ صناعة عدو آخر، ولعل تهويل الخطر الايراني والمد الشيعي هو الخصم والعدو البديل والمفترض القادم لكن ليس لأمريكا والعالم في المقام الاول هذه المرة، وانما للمنطقة العربية على وجه الخصوص والتحديد، وهذا الذي يجري تسويقه على هذا الأساس، وربما حصر خطر هذا العدو بالمنطقة على وجه التحديد يجعل الفوائد عظيمة للولايات المتحدة الأمريكية والتي لا تريد أن يشاركها بها احد، خاصة وأن (البودي جارد) المعتمد والموثوق للدفاع عن المنطقة هو الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الذي يتقاضى اعلى الاجور مقابل عمله.

هل وقعت إيران في الفخ، والذي تم استدراجها اليه، ويتضح من مجريات الأمور انها على الأغلب لن تنجو منه في الوقت القريب مهما حاولت القيام بأعمال تسعى من خلالها إلى تحسين صورتها الذهنية، ومهما نفذت من شروط امريكية، ومهما التزمت بالقانون الدولي، لأن الأولويات باتت متعلقة ومرهونة بهدف امريكي جديد بالمقام الاول، وعالمي ثانيا، يتوافق مع نظريات صناعة الاعداء والخصوم في الفكر والذهنية الأمريكية ودوائر التخطيط فيها، ويلتقي مع أهداف إسرائيل الاستراتيجية في المنطقة.

والسؤال لماذا يحتاج المرء إلى عدو أو خصم ظاهر في الوقت الذي يبحث فيه أو يدعي البحث عن السلم والسلام، ببساطة فإن وجود عدو بشكل دائم ومستمر يعني أن تكون يقظا ومتأهبا، ومستعدا، وتعمل على تطوير قدراتك والارتقاء بوسائلك، ويخلق لديك نوعا من التحد يجنبك الانهيار، ويبعد الأنظار عن ما تعانيه من مشاكل داخلية، كما يقوي اللحمة بين أفراد المجتمع لمواجهة العدو المصطنع، واليه اي للعدو المصطنع ممكن أن تعزو المك ومعاناتك، وتجعله هدفا تنتقم منه في كل مرة تتعرض فيها لخيبات الامل، كما أن وجود عدو مستمر يجعل الآخرين في حالة دائمة للبحث عن مضلة آمنة تحميهم مهما كلف ذلك من ثمن.

ويبقى السؤال ، ماذا لو استمرت إيران في تعنتها، وماذا لو انسحبت إيران من الاتفاق النووي، أو أقدمت على إغلاق مضيق هرمز في وجه صادرات النفط، أو أغلقت مضيق باب المندب، يبدو واضحا أن إيران تمتلك أوراق ضغط عديدة، والوجود الأمريكي في المنطقة سيصبح أهدافا مشروعة لإيران في حال اندلاع حرب، ولن تسلم إسرائيل من مخاطر محتملة كبيرة قد تهدد أمنها واستقرارها، لذا بات الوقت في غير صالح امريكا، وان على الولايات المتحدة تدارك اخطاء الماضي مما يجعل خيار الحرب محتملا بشكل كبير.

ويبقى السؤال الأهم والاخطر، هل بالغت الولايات المتحدة في صناعة العدو وإطلاق العنان له، وهل تجاوزت حدود الأهداف المرجوة من صناعته لدرجة أنه بات خارج السيطرة، ام أن الفرصة مازالت سانحة لوضع الأمور في نصابها الصحيح.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :