facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاعتماد على الذات ..


عاصم العابد
01-10-2009 03:59 AM

تشتد الحلقة على بلدنا وتضيق وتظهر آثار الأزمة المالية العالمية وبثورها على جلودنا وتتظهرأكثر فأكثر حالات البطالة والفاقة والعوز والكفاف ويغلي مرجل التوتر الذي ولده نصابو البورصات العالمية الذين نهبوا قرانا وشلحوا مواطنينا مدخراتهم وذهب عقائلهم ومحابسهم وغلال حواكيرهم!!

ويستدعي هذا الحال القاسي الصعب،وتلك الشدة المتزايدة المتعاظمة، الاعتماد على الذات، وعدم انتظار أن تمطر السماء ذهبا وفضة وبراميل نفط وصرر دولارات وبقج هبات ومنحا وقروضا. فالجمود الشامل القاهر،والتشدد المريب العجيب، الذي خلقه نتنياهو قاصدا متعمدا في الإقليم، والملف الإيراني الشائك الذي يزداد تعقيدا وغموضا وانفتاحا على المجهول المرعب، يقود بتسارع نحو هبوط الإقليم من سلم الاهتمامات الدولية،ويؤدي إلى أن يسدل الستار الكثيف،على فرصة ماسية عظمى، توفرت بمجيء قائد أمريكي مختلف نوعيا، من وزن واندفاع وحيوية ونزاهة باراك اوباما،وان يفقد الحماسة والاهتمام، القادة الطامحون إلى تحقيق اختراقات أساسية ونجاحات جوهرية،عن طريق خلخلة استعصاءات الإقليم وحلحلة أزماته.

ويستدعي الاعتماد على الذات، تحولا جوهريا عميقا في المجتمع الأردني، يعيد النظر في سلم القيم ومصفوفاته،بسرعة وبصرامة، فيعيد الاعتبار لقيم العمل والشغل والعمال والفلاحين. إذ أن حلول العمالة الأجنبية بمئات الآلاف، حلولا استحواذيا كليا منهجيا، على مئات المهن اليدوية والزراعية، كان طبيعيا في مجتمع يزدري تلك المهن، ويصم أربابها بالدونية ويعاملهم باحتقار وترفع ويلقي لهم بالفتات!!

ويستوجب الاعتماد على الذات،وقف الهدر ونزفه، الذي يأخذ أكثر من شكل ويتلبس أكثر من لبوس،في مجتمع فقير مكافح شحيح الموارد محدودها، تضن عليه الطبيعة فتحبس عنه مزنها وغيثها ونفطها وغازها.فقد آن الأوان لوقفة شاملة حازمة ضد الفساد المالي والإداري وآن أوان قطاف الرؤوس الفاسدة الكبيرة قبل الصغيرة وإطلاق برامج الحد الأقصى من الشفافية بالمعايير الصارمة وإتاحة كل الفرص للإعلام للقيام بدوره المحاسبي الاسنادي المؤثر الكاشف الواسع، في باب مكافحة الفساد بأشكاله كافة.فالاستخدام الرشيد للمقدرات الشحيحة والمواءمة بينها وبين الأولويات الصحيحة يبقي على الأمل في فرص الكفاية والتوزيع العادل لمخرجات التنمية.

ويستدعي الاعتماد على الذات، إعادة ردم الهوة الفاغرة البارزة،بين البرلمان وبين الشعب، وإعادة ثقة المواطن بنواب الأمة، لينوبوا عنه قولا وفعلا، في إدارة الموارد الشحيحة ، بالتعاون والتكامل والشراكة مع السلطة التنفيذية وتحقق تمثيلا حقيقيا بعيدا كل البعد عن أية شبهات ووصمات.

ونضرع إلى الله أن يعين سيدنا وان يوفقه للقيام بالمهمات الجسام التي يقوم بها بكل جدارة واقتدار والتي تزداد ثقلا وجسامة يوما بعد يوم وندعو الله أن ييسر له البطانة، ليست المخلصة فحسب، بل الصالحة القوية الأمينة القادرة الصادقة، وان تكون النخب الأردنية الفعالة، الاقتصادية والسياسية والإعلامية والثقافية، عونا لجلالته لا عبئا عليه ، وطاقات ملتفة حول قائدها الفذ تشكل سندا له وقوة ارتكاز مكينة يستقوي بها على تحديات الإقليم وضغوط الاقتصاد من اجل الخروج من هذا الدهليز وعبور هذا البرزخ عبورا فيه اقل الخسائر واكبر الفوائد.

وإننا، بعون الله، وبهمة قائدنا، وبصلابة جبهتنا الداخلية وتماسكها وتعاونها، قادرون على تجاوز ما نحن فيه من ضنك، وما هو مقبل علينا من شدة ،وان مجتمعا بحيوية مجتمعنا وبوضوح بنيته الصلبة وتجربتها المتواصلة مع التحديات قادر على الخروج من النفق إلى الأفق ومن اليأس إلى الأمل ومن الشدة إلى الفرج، لسان حالنا يردد مع الشاعر:

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها، فرجت، وكنت أظنها لا تفرج .

عن الراي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :