facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا لو!!


فالح الطويل
19-05-2007 03:00 AM

عندما ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين خطابه المشهور في الكونغرس الأمريكي، في السابع من آذار 2007، تبين للناس هنا بأن الإمبراطورية الإعلامية الصهيونية كانت قد منعت التعرض لسياسات إسرائيل في فلسطين في أروقة ذلك المجلس. المناسبة الوحيدة التي كانت تبحث فيها تلك السياسات كانت حين يقر الكونغرس منحتها السنوية في جلسة واحدة يقرر فيها أيضا تحويل كامل المنحة لها فورا، على خلاف سياسة واشنطن بتحويل المنح المقررة للدول على دفعات وحسب الحاجة.كما تبين أن إجراءات التعتيم لا تقتصر على أروقة الكونغرس بل تتعداها لتشمل وسائل الإعلام حيث تخضع أخبار إسرائيل للتمحيص هناك، فلا يمر منها إلا ما يؤيد تلك السياسات. لا يقرأ المواطن الأمريكي، مثلا، تقارير الهيومان رايتس ووتش، والأمنستي إنترناشنال عن انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان؛ كما تخلو الأخبار التي نقرأها ونسمعها في برامج أل سي.إن إن الدولية من كل ما يتعرض لها. فما يسمعه الأمريكان في هذه الفضائيات هي برامج أعدت خصيصا لهم.

هذه السياسات الأمريكية تناولها عدد من الكتاب وقادة الرأي الأمريكان الذين قالوا أن إسرائيل خطفت سياسات واشنطن في الشرق الأوسط، وهي تديرها لحسابها. ولذلك لم يفاجأوا عندما وجدوا صورتهم في منطقتنا صورة مشوهة. عرفوا ذلك حين أحاطوا بأسباب ورطتهم في العراق وأفغانستان والمنطقة عموما.

هذه الوقائع كان يعرفها المتابعون للشؤون الأمريكية من أبناء هذه المنطقة عربا وغير عرب. ثم أصبحت معروفة على نطاق أوسع بعد خطاب جلالة الملك.

لكن الكثيرين من العرب لا يعرفون أن الشعب الإسرائيلي نفسه، وهو في لب جغرافيا الصراع، يخضع لسياسات التعتيم إياها فلا يصله، وقد يرفض أن يصله ما يتعرض بالنقد لسياسات حكومتهم وابتعادها عن قواعد الشرعية الدولية، وما قد تجره تلك السياسات من ويلات وحروب. وعلى ذلك فهم لا يتفهمون التبريرات التي تدفع العرب لكره إسرائيل وتصميمهم على مقاومة سياساتها.

تبين، مثلا، في الاجتماع الأولي بين ممثلين عن المجتمع المدني الإسرائيلي وبعض نظرائهم الأردنيين في عمان، في سياق الاتصالات الشعبية للترويج للمبادرة العربية أن الإسرائيليين كانوا متحفظين. قالوا بأنهم لا يمثلون سوى أنفسهم، فمجتمعهم مجتمع ديمقراطي يرى كل مواطن فيه أن الوضع القائم في فلسطين من صنعه هو. وهذه منطلقات خطيرة وخاطئة. ولكنها قائمة ويدعمها حلفاء إسرائيل.

لذلك لا بد من مخاطبة جميع الأطراف للخروج من الطريق المغلقة. وثمة خياران لهذا، هما خيارا الحرب والسلام وحسب. أما الحرب فلم تعد ممكنة. ولا حاجة لتكرار التفاصيل. وأما السلام فلا بد أن يكون التحرك نحوه جديا وشاملا.

جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين يرى هذه الواقعة وينطلق منها. لقد بدأ جهدا جادا لإقامة السلام بالتعاون مع كل أنصار السلام حتى لا يبقى في القوس منزع. لذلك تحدث في الكونغرس، واجتمع مع نشطاء السلام في فلسطين وإسرائيل والولايات المتحدة، وما زال يبذل الجهد دون كلل ومع كل دول العالم ليضع المبادرة العربية موضع التنفيذ.

وجلالته، وهو يمثل في جهده كل أردني وعربي، لا يجب أن يعمل وحده. فمن واجب الجميع الانضمام إليه. ذلك يتطلب، ليس فقط اجتماعات في صالات مغلقة مع ممثلي المجتمع المدني في كل من فلسطين وإسرائيل، بل الوصول إلى كل بيت إسرائيلي. وأداة الوصول والتوصيل هي شعبنا بكل أفراده ومنظماته. هذا هو ما قصدته من العنوان أعلاه.

ماذا لو تنادى الأردنيون لمظاهرة عفوية يشارك فيها الناس، أفرادا وأحزابا ومنظمات مجتمع مدني، يرفعون فيها شعارات السلام العادل والدائم ويعلنون فيها دعمهم لجهود جلالته تنشر أخبارها تباعا في كل الفضائيات والصحف العربية ، لتصل لكل إسرائيلي، وكل مواطن عربي وغير عربي داخل الإقليم وخارجه. ذلك سيكون موقفا جديدا بالغ التأثير إنسانيا وسياسيا وأخلاقيا وحضاريا لا تستطيع عواصم القرار الدولي تجاهله. من المؤكد، أيضا، أن سيدرك الإسرائيليون أن الانكفاء على سياساتهم القديمة لن يعفيهم من المسؤولية.

والوقت مناسب. فأوروبا وأمريكا أعلنتا، مؤخرا وعبر سفرائهما في تل أبيب، تحفظهما على مقولة القدس عاصمة إسرائيل الأبدية. لن يحضر هؤلاء السفراء احتفالات إسرائيل بمرور أربعين عاما على احتلالها. إسرائيل تجد اليوم نفسها في طريقها الدائري في ذات النقطة التي غادرتها سنة 1968 منذ قرار مجلس الأمن رقم 252. الوقت مناسب.








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :