facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قصة مدفع


العميد المتقاعد زهدي جانبك
30-05-2019 09:57 AM

قمت اليوم بتلبية دعوة لتناول الإفطار في إدارة الأمن الوقائي بمبادرة لطيفة من مدير الإدارة جمعت قادة جهاز الأمن الوقائي السابقين... وكانت جلسة لطيفة جمعتني بالرفاق... وايقظت بعض الذكريات...

على مدخل الإدارة الجديد يجثم هذا المدفع المجرور... وهو مدفع حقيقي... وضعته هناك أثناء عملي مديرا للامن الوقائي كرمز للقوة... ولهذا المدفع قصة:

في شهر شباط من عام 2014 تمكن الأمن الوقائي من كشف محاولة لتهريب قاذفات صواريخ محمولة على الكتف واسلحة خفيفة... محاولة التهريب تمت باستخدام اسطوانات معدنية ثقيله تم إدخالها إلى الأردن ضمن شحنة حديد خردة (سكراب) ليتم إعادة تدويره في مصانع الحديد لدينا.

كان هذا الأمر مخيفا ومرعبا ويحتاج إلى معالجة أمنية هائلة... اصدرت تعليماتي بتفتيش كافة أماكن ومحلات بيع وشراء واستيراد الحديد (الخردة) المستعمل في الأردن... وكانت هذه من أضخم عمليات البحث التي اجريناها...

كان البحث يركز على العثور على اسطوانات معدنيه مشابهة لتلك التي تم العثور عليها بعملية التهريب... وكانت القرينة الوحيده التي بيد فرق البحث ان المحل المطلوب يستخدم لحام الأوكسجين او الكهرباء لقص المعادن ولا يستخدم المناشير الكهربائيه... وتم احتواء هذه القضيه والحمدلله.

أثناء إجراء عملية البحث من قبل فرق الأمن الوقائي فاجأني احد الضباط بالقول انه عثر على مدفع في ساحة احد محلات الحديد (الخردة) ...

لم أصدق اذناي... طلبت من الضابط ان يعيد ما قاله... فكرر عبارته:"سيدي لقينا مدفع بساحة الخردة عند صاحب المحل"... هذه معلومة غير معتاده في عملي... فطلبت منه إرسال صورة بالهاتف ففعل... امرته بمصادرة المدفع فورا والقبض على صاحب المحل...

وبالفعل تم تحميل المدفع المجرور على ونش ونقله إلى وحدة معالجة المتفجرات بعد أن تم فحصه في الموقع والتأكد انه آمن... ثم جاءتني المفاجأه الثانية : أثناء التحقيق مع الشخص المعني ادعى بأنه اشترى المدفع من القوات المسلحه ضمن كوم حديد خردة قام بشرائه بالوزن.

طلبت من وحدة معالجة المتفجرات تقييم المدفع المجرور فابلغوني بامكانية إعادة تجهيزه ليصبح صالحا للرماية بجهد بسيط...

ولخطورة ابقاء المدفع بأيدي شخص مدني أبلغت الضابط المسؤول بالموقع بترك الشخص المتورط بهذا الموضوع وشأنه وإبلاغه بأن المدفع تم التحفظ عليه لأسباب امنيه...

طلبت من وحدة معالجة المتفجرات إعادة تأهيل المدفع دون أن يصبح صالحا الرمايه...
تبين أن المدفع (الحزين) انجليزي المنشأ... صنع عام 1907... وشارك بالحرب العالمية الأولى... والثانية... وبعض حروب الجيش العربي المصطفوي قبل أن يتم الاستغناء عنه... وبيعه كخردة.

قام ضباط وحدة معالجة المتفجرات بإعادة بناء المدفع ودهانه وتزويده بالاطارات الاصليه...
وعندها طلبت منهم نقله ووضعه أمام مدخل الأمن الوقائي... لعرضه أمام سيد البلاد أثناء افتتاحه المبنى الجديد... ويكون رمزا دائما لقوة جهاز الأمن الوقائي ويقظته...

أثناء تثبيت المدفع أمام المدخل... فاجأني احد الضباط بسؤال : "سيدي إلى أي اتجاه نوجه فوهة المدفع"... اجبته بعفوية : إلى الغرب.

في إحدى المناسبات الاجتماعيه تصادف لقائي مع الشخص الذي كان المدفع بحوزته... فقال لي بأن المدفع ملكه وأنه من حقه استعادته وأنه سيقوم بتقديم شكوى بهذا الصدد... أبلغته (مازحا) بأنه ان فعل ذلك فسوف اقوم بتحويله إلى محكمة أمن الدولة بتهمة حيازة سلاح ثقيل... ارتبك الرجل وخشي من العواقب وتفتق ذهنه عن الاقتراح التالي: "إذن اريد منك كتاب شكر بأنني عثرت على المدفع وابلغتكم عنه بدافع من غيرتي الوطنيه على أمن الوطن... وقدمته لكم هدية"... ضحكت من الاقتراح... وفي اليوم التالي كان أحد ضباط الأمن الوقائي يقوم بتسليمه كتاب شكر موقع مني بهذا المضمون...

حفظ الله الأردن... ومليكه... وشعبه... واعان الله العيون الساهرة على أمننا وراحتنا... وسلامتكم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :