facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الموقف الروسي، وشعب "الجبارين


د.حسام العتوم
30-05-2019 12:22 PM

كلنا عرب، وروسيا قريبة منا وواضحة، وهي الأكثر تمسكاً من غيرها بالقانون الدولي، والحوار، وتقدم السياسة العقلانية المتوازنة على الفوقية الإسرائيلية وحتى الأمريكية، وعلى مصلحتها مع إسرائيل بالذات أيضاً، وتنصف العرب.

وسياسياً، وجغرافياً، واقتصادياً بالإمكان ملاحظة قسمة العرب إلى (إفريقيا، وآسيا، والخليج)، وهذا التصنيف لا يلغي بطبيعة الحال التعاون العربي الموجود، ولا يشكل حاجزاً أمام مشروع وحدتهم مستقبلاً بالارتكاز على صيحة ونداء ثورتهم العربية المجيدة التي قادها في عمق القرن الماضي وتحديداً عام 1916 شريف العرب وملكهم الحسين بن علي طيب الله ثراه.

والسؤال العريض الذي يطرح نفسه هنا في المقابل هو لماذا اختارت أمريكا مملكة (البحرين) الشقيقة بالذات مقراً لمؤتمرها الاقتصادي بتاريخ (25 و26) حزيران 2019، والعرب يعرفون بأن المؤتمر شكل النسخة الثانية من صفقة القرن والتي تم تقديمها على النسخة الأولى السياسية الأهم رغم صعوبة الوضع الاقتصادي الفلسطيني بكل تأكيد؟ وهل أمريكا التي انحازت منذ البداية سياسياً وحتى اقتصادياً وعسكرياً لإسرائيل المحتلة لأراضي العرب منذ عام 1967، واعتبرت وجودها خطاً أحمر، ومكنتها من السلاح غير التقليدي ومنه النووي، ومنعته على العرب وعلى إيران وسط الشرق الأوسط، وتحركت لإقناع العرب بضرورة استبدال عدائهم لإسرائيل بإيران مبكراً عادلة؟ وماذا توقعت واشنطن وجهازيهما اللوجستي (CIA والموساد) المشترك مع تل أبيب؟ أما كان بالإمكان النجاح في السياسة أولاً بخصوص القضية الفلسطينية العادلة وعبر مراحل تطورها منذ الاحتلال الإسرائيلي الأول عام 1948، وحتى منذ التقسيم المخادع لفلسطين عام 1947؟ أما كان ممكناً التعاون مع روسيا لنقل كامل ملف القضية الفلسطينية إلى مجلس الأمن، والأمم المتحدة، فعلاً لا قولاً، ولا دعاية فقط؟ أليس من المعقول تقسيم السياسة الخاصة بفلسطين إلى مراحل زمنية ناجحة وثابتة، واقتصادية ذات الوقت، بهدف تحقيق الحلم الفلسطيني العادل بإقامة دولتهم وعاصتهما القدس الشرقية كاملة السيادة مع تجميد المستوطنات اليهودية غير الشرعية على أرض فلسطين، ومع احترام حق العودة والتعويض، وتنفيذه واقعاً وحقيقة وبجرأة؟ أليس بنيامين نتنياهو هو من زوّر حقيقة فلسطين في كتابه (مكان تحت الشمس)، وعلى الأرض، وتم مكافأة عدوانيته وتطرفه بإعادة انتخابه من قبل حزب الليكود؟ بينما نراه يتعثر في تشكيل حكومته أمام تحدي الكينيست الداعي لانتخابات جديدة بعد حل البرلمان.

ومثلما تطمح إسرائيل عبر مسارها الاقتصادي أولاً، وصفقة قرنها المشؤومة لبناء إسرائيل الكبرى، اتهم نتنياهو في كتابه أعلاه النظام السوري في زمن حافظ الأسد اعتبار "أرض إسرائيل" جزءاً لا يتجزأ من سوريا الكبرى (صفحة 152)، بينما التاريخ يتحدث وواقع الحال أيضاً يقول بأن خارطة بلاد الشام معروفة وتضم (فلسطين، والأردن، والعراق، ولبنان، وسوريا)، وكانت مطلباً وطموحاً لثورة العرب بهدف الوصول إلى الأمام لبناء دولة العرب، لكن هيهات فلقد تم تجهيز سايكس بيكو 1916، وكذلك بلفور 1917 من قبل الصهيونية، فظهر وسطنا نحن العرب وفي شرقنا ما سمي بإسرائيل للأسف على شكل كيان شرير.

وبكل تأكيد أستطيع القول هنا أيضاً بأن للحرب الباردة بين الغرب الأمريكي والشرق الروسي والذي تصر (واشنطن) على الإبقاء عليها، وعلى ملف سباق التسلح التابع لها ماثلاً، يداً طولى في صفقة القرن المحتاجة لجمع مليارات هائلة من الدولارات من العرب، وضخها وسطهم من جديد تحت مظلة الاقتصاد والازدهار لتصفية القضية الفلسطينية وتحت مسمى إيجاد حل ناجع لها، بينما الهدف هو إضاعة الوقت، وتحييد بوصلة آمال شعب جبّار بحجم الفلسطيني المناضل، والمقدم لكوكبة كبيرة من الشهداء، ويحلم بدولة تخص همومه وهواجسه، وتحافظ على قدسه وأقصاه، ومقدساته، وليستبدل المستوطن اليهودي المهاجر إلى أرضه فلسطين ببيوت يشيدها بنفسه تضم أهل فلسطين الذين منهم من لم يغادرها، وغيرهم أجبر على مغادرتها والبقاء في المهجر. ولماذا (البحرين) وليس (الأردن) أو (مصر)؟ رغم أن البحرين لم توقع معاهدة سلام مع إسرائيل كما معظم دول العرب، بينما تمتلك مصر، وكذلك الأردن معاهدتين للسلام مع إسرائيل منذ عامي 1979 و1994، وكل من مصر والأردن تعارضان صفقة القرن، وتتمسكان بحقوق الفلسطينيين والعرب السياسية قبل الاقتصادية.
وللبحرين علاقة مع إسرائيل خارج إطار معاهدات السلام امتدت وتطورت منذ عام 1994، لكنها متمسكة بإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وأعلنت عن تأجيل أعمالها التجارية مع إسرائيل لحين تحقيق الحلم الفلسطيني المشروع، وهي أي البحرين كما كل العرب تقف مع تنفيذ مطالبة قمة العرب في بيروت لعام 2002 الداعية لانسحاب إسرائيلي كامل حتى حدوده الرابع من حزيران 1967 مقابل سلام شامل مع العرب. ​

ويجدر بي أن ألفت الانتباه هنا لموقف الأردن تحديداً بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني الذي أسمع كوشنير ما يجب أن يسمعه بأن حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف تتقدم عند الأردنيين والفلسطينيين وكل العرب على كل الحلول المقترحة، وهو الأمر الذي يتضمن التمسك الشديد بشرعية الوصاية الهاشمية التاريخية، ولعدم إعطاء أهمية لحضور مؤتمر البحرين الذي لم يحالفه الحظ وفشل في مكانه وزمانه.

وسبق لروسيا أن أظهرت معارضتها علناً لصفقة القرن عندما جمعت الفصائل الفلسطينية في عاصمتها موسكو في شهر 2 فبراير 2019 بوقت تزامن مع اجتماع (وارسو) الذي تحدث به الأردن حاملاً صوت فلسطين العادل رغم غيابهم عنه، ولم يتحدث نيابة عنهم وأنصفهم بكل تأكيد. ​​​​​​​​​​​​​​​​​​​





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :