facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أنحاز الى هذه السيدة


03-10-2009 06:08 AM

تمنيت لو أن لي حق التصويت اليوم في انتخابات غرفة تجارة عمان على وجه الخصوص، وربما فات الوقت علي، لأن اقايض حق التصويت المتأتي لي بفعل عضويتي في كل من نقابة الصحفيين ورابطة الكتاب، مقابل التصويت ولمرة واحدة واخيرة في انتخابات غد السبت، حيث يقول متابعون لهذه المعركة بين الشهبندرات إن جاز لي جمع اسم أعجمي قياسا على رواية صديقي هاشم غرايبة الشهبندر، انها الاكثر سخونة في تاريخها..

ما دفعني لمثل هذا التمني، هو العمل الشجاع وغير المسبوق، اردنيا على الاقل، الذي اقدمت عليه السيدة ريم بدران عندما قبلت التحدي وزجت نفسها في اتون معركة، كان كثيرون يعتقدون أنها مقتصرة على الرجال (التجار بالطبع) وربما على الحيتان منهم فقط، لكن السيدة التي تحمل الماجستير من جامعة جونز هوبكنز والحاملة لرئاسة وعضوية شركات استثمارية واستشارية عديدة، فـضلت أن تكسر تابو لم تـسع أي سيدة اردنية الى الاقتراب من قلعته الذكورية، ظنا منهن (النساء) ان عالم التجارة هو عالم الفهلوة والصفقات والعقود والمحاكم وركوب موجة المخاطرة، التي قد تأتي بالعائد الضخم أو أنها تذهب بصاحبها الى السجون أو مربع الافلاس فاخترن النأي عنه، ولهذا واصلت الشهبندرات التنافس في عالم ذكوري بالاساليب الانتخابية التقليدية والتنازلات المتبادلة وتوزيع الادوار وبالتأكيد في اجواء انتخابية معروفة يكون التكاذب جزءا من تقاليدها، ما يعني ان المفاجآت تحكم تفاصيل هذا المشهد حيث يأتي شخص من المجهول ليهزم شهبندرا لم يتوقف عالم التجارة والاعمال والخدمات عن الاحتفاء به..

لا اعرف السيدة ريم ولست من فريقها الانتخابي، واخترت هذا اليوم الذي انتهت فيه الحملة الانتخابية المحمومة، التي يجمع مراقبون على انها ذات نكهة خاصة في تاريخ انتخابات غرفة تجارة عمان، كي لا أتـهم بأنني أروج لها من اجل مصلحة شخصية، وانما لأنني قدرت لها شجاعتها وثقتها الواضحة بنفسها واعتمادا على مؤهلاتها العلمية وخبراتها، وفي الاساس في وجهة النظر التي تحملها للنهوض بعمل الغرف التجارية الاردنية، وطرح المقاربات والحلول الرامية الى التجسير على الهوة الآخذة في الاتساع بين الاهداف والطموحات والواقع الذي نعيش..

واذ يسجل لهذه السيدة قصب السبق في تجسيد نموذج ريادي على صعيد تجاوز الحدود والجدران المصطنعة التي اقامتها العقلية الابوية وتلك المحافظة وخصوصا الذكورية، بهدف ابقاء المرأة حبيسة جدران الفكر التقليدي واحاطتها بسيل لا ينتهي من الفتاوى والمحظورات واعلاء شأن ثقافة الوصاية والهيمنة، فإن من المهم بل الحيوي اليوم أن يأخذ الناخبون (من الشهبندرات) في الاعتبار وجود سيدة على احدى قوائم المرشحين وان يعلو من شأن ثقافة التعددية الفكرية والاكاديمية، وان لا يبقوا اسرى المفاهيم الجنسوية التي سادت وما تزال ذات تأثير يصعب انكاره في بلدنا، أفقيا وعموديا، لكنه ولحسن الحظ آخذ في التراجع (حتى لا نقول الانحسار) لأن شرائح عديدة بدأت تكتشف فداحة الاكلاف والخسائر التي تلحق بمجتمعنا وعلى اكثر من صعيد جراء التمييز الواقع بحق المرأة (كما بالرجل في فصول ووقائع عديدة ايضا)..

لست انحاز الى هذه السيدة فقط لأنها ارادت خوض المنافسة في حقل من الحقول التي ما تزال ؟ حتى اللحظة ؟ تضج بالذكورية وصخب الرجال، بل ان انحيازي نابع من قدرتها العالية والواضحة على حسم الخيارات التي لا بد أن تكون قد طرحتها على نفسها أو طرحها آخرون عليها، ورأت أن الريادة تحتاج الى ما هو أبعد من الشجاعة في اتخاذ القرار بكثير وهو الاستعداد لتقبل النتيجة فوزا أو إخفاقا..

سيكون للثالث من تشرين الاول، حضوره على جدول الاعمال الوطني وخصوصا في معرفة مدى النضج والقدرة على الاختيار ومعرفة كيف ينتخب الاردنيون (على ما يواصل صديقي الاستاذ صلاح ابو هنود الاشارة اليه كأولوية) من يمثلهم في البرلمان أو النقابات أو الغرف التجارية والصناعية وحتى في مجالس الطلبة واتحاداتهم..

وهنا، ستكون السيدة ريم بدران قد سجلت نقطة ثمينة لصالحها شخصيا، ولصالح المرأة الاردنية في تشجيعها على ترجمة الشعارات والاماني والمطالبة الدائمة بالمساواة أو الاعتراف بحقوق المرأة.. الى وقائع ميدانية، وكم سيكون بهيجا، لو أن صناديق الاقتراع تحسم فوزها في معركة تشكل النساء نسبة متواضعة في سجل اصحاب حق الاقتراع فيها.
الراي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :