facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من يُفشل اتفاق مكة؟


ياسر ابوهلاله
19-05-2007 03:00 AM

شكل اتفاق مكة صدمة للإسرائيليين والأميركيين وللمتصهينين العرب؛ إذ ما كان أحد يتوقع أن تقبل حماس بكل هذه التنازلات، ولا أن تتجاوز السعودية خطوطا حمرا وضعها الحليف الأميركي؛ فحماس لا يجوز التعامل معها إلا في إطار الحرب أو التهميش أو الاحتواء. ومنذ الإعلان عن الاتفاق، لم يكن خافيا أن الأطراف المتضررة منه ستعمل على تفريغه من مضمونه.ليس الإسرائيليون وحلفاؤهم فقط هم المتضررون من الاتفاق، ثمة عوامل ذاتية في فتح وحماس تدفع باتجاه الفشل. فالحرب الأهلية ليست دائما معتمدة على العامل الخارجي. ثمة في فتح، كما في حماس، من يرى مصلحة الشعب الفلسطيني، بل الأمة كلها، في مصلحة فئته. فالسيطرة الأمنية والعسكرية، ولو على مناطق خراب، تستدعي كل هذه الخسائر.

لا يجوز أن يعمي دخان النيران في غزة حقيقة أن مقاتلي حماس ما يزالون يحتفظون إلى اليوم بالأسير الإسرائيلي شاليط، وما يزالون قادرين على إطلاق الصواريخ. وهي بالمناسبة ليست نووية، لكنها تشعر سكان المستوطنات القريبة بعدم الأمان. وهذه وظيفة حرب العصابات، وحتى الحرب التقليدية. الحرب النووية الشاملة وحدها التي تقضي على الخصم. لا بد أن يشعر المستوطنون دائما أنهم مستوطنون محتلون. ولا بد أن يشعر الإسرائيلي بأن الفلسطيني قادر على الرد ولو بالقليل.

في حماس هناك من يغريه النموذج العراقي، أي المقاومة بلا شرعية سياسية. وهؤلاء يرون في الحكومة والإنجاز السياسي عبئا على المقاومة، ويعتقدون أن الحكومة الفلسطينية في جسمها الحقيقي "الأوسلوي"، وخصوصا أمنيا، هي أداة إسرائيلية لا أكثر، ولا داعي لإعطائها الشرعية بدخول حماس. وكما يقاتل العراقيون من دون أن يعترف بهم أحد، فليقاتل الفلسطينيون كذلك. وفي النهاية، الاحتلال لن يصمد، والشعب الفلسطيني ليس لديه ما يخسره. بالنتيجة، يرى هؤلاء أن على حماس أن تضحي بالحكومة لصالح المقاومة، وهي ليست أحسن من أبو عمار الذي ضحى بالسلطة في أتون انتفاضة الأقصى.

وفي سياق المنطق هذا، لا توجد حرب أهلية، وإنما تصفية للعملاء الذين يطعنون المقاومة في الظهر، ويسرقون الشعب الفلسطيني ويتآمرون عليه. وما يتحقق على الأرض بالنسبة لهم مغر للاستمرار في التصعيد الذي يتوج بعودة الإسرائيليين إلى غزة مجددا. وساعتها يعود زمام المبادرة للمقاتلين لا للسياسيين.

في المقابل، في فتح هناك من حسم أمره مع الإسرائيليين والأميركيين، ويريد تصفية مقابلة. فحماس عثرة في طريق التسوية، وتنازع فتح على سلطانها ومكاسبها، ولابد من القضاء عليها ولو بالاستعانة بالإسرائيليين. هؤلاء لا يرون في أنفسهم عملاء باعوا أنفسهم للعدو، وإنما عقلاء يريدون استرداد القضية الفلسطينية من أيدي العابثين.

أيا كانت العوامل الذاتية، فإنها لا تؤدي إلى النتيجة المشاهدة هذه الأيام. العامل الخارجي هو الحاسم، فلو أن العالم تعامل مع الفلسطينين بوصفهم بشرا، لنجحت حكومة حماس؛ لكن العالم المذعن للأميركيين دمر حكومة الشعب الفلسطيني المنتخبة حصارا وعدوانا. وها هو اليوم سعيد جدا بما يحل بالفلسطينيين، ولسان حاله: ألم نقل أننا سنفشل حكومة حماس؟

ما يجري في فلسطين عراق مصغر؛ حصار، فدمار، فحرب أهلية. مع فارق صغير أن حكومة صدام لم تكن منتخبة. أسوأ ما في الجريمة أنها تلبس لحماس وكأنها هي من احتل أرض الشعب الفلسطيني! وكأنها من حاصر! ومن، ومن...

المخرج الوحيد هو العودة إلى اتفاق مكة، فهو الأقل ضررا على الشعب الفلسطيني.

yaser.hilala@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :